كرم الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، نظير دعمه الكبير للفلاحين والرقي بقطاع الفلاحة...
قام السيد الفريق أول السعيد شنقريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الثلاثاء، في اليوم الثالث من الزيارة الرسمية التي...
علمت وكالة الأنباء الجزائرية من مصادر مقربة من الوفود المتواجدة بلشبونة أن الوفد الجزائري برئاسة وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية...
* تعديل وراثي للنباتات لتكييفها مع المناخبلغ مركز البحث في البيوتكنولوجيا بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، مراحل متقدمة ومبهرة في أبحاث علمية...
يرتبط اسم «الأوراس» بالثورة التحريرية ومقاومة المستعمر والصمود، و يحيلنا ذكر هذا الاسم دائما إلى منطقة الشرق الجزائري، ولكن هناك أوراس آخر غرب البلاد شهد أيضا، جانبا من بطش المستعمر و لا يزال إلى اليوم شاهدا على معاناة الشعب و كفاحه.
تقع منطقة أوراس على بعد كيلومترات فقط عن مدينة حمام بوحجر، التابعة لولاية عين تموشنت، هي قرية تم تشييدها بعد الاستقلال في إطار برنامج القرى الاشتراكية وأطلقت عليها هذه التسمية بالنظر إلى الجغرافيا الطبيعية التي تتميز بها والتي تشبه جبال الأوراس في الشرق إلى حد بعيد، فضلا عن تقارب التاريخ و تقاطعه، ففي الغرب كذلك قاوم سكان المداشر وكافح المجاهدون واستشهد الرجال إبان الاستعمار، ثم ألحقت بها كلمة “المائدة” التي كانت تطلق على المنطقة المحاذية كون جغرافيتها مسطحة مثل المائدة فأصبحت “أوراس المائدة”.
وحسب المجاهد بن شيبان بوحجر، وبعض سكان المنطقة الذين قابلتهم النصر مؤخرا، فإن هناك اتفاق على أن الرئيس الراحل هواري بومدين، هو من أطلق التسمية على المنطقة، بعدما لاحظ تشابه الجغرافيا و التاريخ الثوري بينها وبين الأوراس الأشم، فهي منطقة دفعت الكثير من أجل الاستقلال وسقط فيها ضحايا مدنيون وشهداء و أنجبت مجاهدين، و لا يزال سكان “أوراس المائدة” يذكرون تلك الممارسات الاستعمارية التي هزت المنطقة إلى يومنا. كانت عينا محدثنا تدمع وهو يستذكر تلك الأحداث، حتى أنه تردد قليلا في مواصلة سردها، خاصة وأن عمره ما عاد يسمح بعدما بلغ 95، قال لنا، بأنه لا يريد العودة بذاكرته إلى فترة الاستعمار لأن الذكريات تؤلمه وتذكره بالكثير من الصور الدامية والمواقف الصعبة التي عاشها بما في ذلك مقتل أخويه أمام عينيه رميا بالرصاص، إلى جانب ضحايا آخرين سقطوا خلال حصار قام به العسكر الفرنسي في وسط حمام بوحجر، أين جمع الجنود كل سكان القرى و المداشر وبدأو في قتل كل من ورد اسمه في القائمة التي دونها بعض الحركى وتضمنت اسمي الأخوين بن شيبان، اللذين كانا منخرطين في صفوف جيش التحرير الوطني، فقتلا مباشرة و نجا محدثنا بأعجوبة سنة 1958، وكان ذنبه الوحيد هو تمسكه بأرضه ورفضه مغادرتها وهذا ما ترجمه جنود المستعمر على أنه يساعد المجاهدين و يأويهم ويوفر لهم المؤونة ولكن تدخل أحد المعمرين ودافع عنه كونه كان عاملا عنده في حقول العنب، وأضاف المجاهد بن شيبان، أن والده لم يصمد سوى 40 يوما بعد مقتل ابنيه و لحق بهما. و في تلك الأحداث التي جرت بالمكان الذي يتواجد فيه اليوم “المركب الحموي حمام بوحجر» وسط المدينة، قتل آخرون أيضا ومنهم 5 إخوة لم تبك أمهم بل سارعت إلى دفنهم بيدها مفتخرة بهم كونهم ماتوا شهداء من أجل الوطن.
وأضاف المجاهد بن شيبان، أن أغلب سكان المداشر التي كانت منتشرة بين جبال المنطقة، كانوا يعملون في مزارع المعمرين الخاصة بالعنب، وكانوا يستغلون تواجدهم في الحقول لنقل المعلومات عن الثورة التحريرية و الثوار وينقلون الرسائل أيضا، حيث كثفوا نشاطهم الثوري بعد اندلاع الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر، و أصبح بعضهم يقومون بعمليات تطبيقا لأوامر القادة.
محدثنا أشار، إلى أنهم دروا باستقلال الجزائر يوم 5 جويلية من القادة الذين كانوا يتواصلون معهم، و أنهم هم من أعلموهم بأن كفاحهم وصمودهم سهما في استرجاع السيادة الوطنية، وبدأت الاحتفالات من أعلى قمة جبال أوراس المائدة و مداشرها التي لا تزال إلى يومنا شاهدة على ظلم المستعمر.
وختم المجاهد بن شيبان كلامه قائلا : « نعيش اليوم نعمة لا يدرك قيمتها إلا من عانوا من ويلات الاستعمار» و اليوم وفق محدثنا، فالدولة توفر الكثير للشباب، مع ذلك يتهربون من خدمة الأرض حسبه، و يتسابقون على الكسب السهل، عكس أجدادهم الذين اعتنوا بالأرض حيث كانت عين تموشنت كما قال، عامرة بمزارع أشجار الزيتون و العنب و كانت الغلة حينها تذهب إلى معاصر لاتزال بناياتها موجودة إلى غاية الآن، إذ كان المنتوج يوجه على مدار أشهر “أوت و سبتمبر و أكتوبر” إلى معاصر المعمرين، دون أن يستفيد منه سكان المنطقة.
خرجنا من بيت الحاج بن شيبان، ترافقنا دعواته بالخير للبلاد والعباد، وقمنا بجولة وسط “أوراس المائدة” التي بدأت تستعيد عافيتها حسب بعض السكان، بفضل مشاريع تنموية خاصة، بالإضافة إلى توفير العديد من المرافق و تعبيد الطرقات وتوفير النقل لتحسين الحياة في القرية التي شيدت خلال السبعينات وظلت في عزلة إلى غاية السنوات الأخيرة، ورغم استفادة بعض شباب المنطقة من منحة البطالة، إلا أنهم يأملون في الحصول على مناصب شغل دائما في قريتهم بعد أن تنشأ فيها مشاريع اقتصادية و تنموية حقيقة.
بن ودان خيرة