* نود الاستفادة من تجربة الجزائر في استغلال الفوسفات وصناعة الأسمدةاستقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، وزير الدولة وزير...
انتقل إلى رحمة الله المجاهد والوزير الأسبق، ضابط جيش التحرير الوطني، محمد مازوني، حسب ما علم أمس الأربعاء لدى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وتقدم رئيس...
أكد وزير المالية، لعزيز فايد، أن السلطات العمومية ستواصل تنفيذ التدابير المتخذة في الخمس سنوات الأخيرة التي تهدف إلى تعبئة موارد إضافية مخصصة لدعم...
أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أول أمس الثلاثاء، أنه يتعين على مجلس الأمن «العمل بحزم» لفرض وقف إطلاق النار في غزة، من أجل...
تمر في حياة الأمم والشعوب أحداث عظيمة ووقائع خالدة تحمل في طياتها ما يسعد القلوب ويسر النفوس، ولقد شرف الله أمتنا الإسلامية بأكمل الأيام وأتم الليالي، إنها ليلة القدر وليلة العفو يا سادة قال تعالى: «وماأدراك ماليلة القدر»
ولما كان حديث العفو مهيمنا على هاته الليلة من عدة نواحي فوجب أن نستكشف بعض أسرارها ومقاصدها وبيان أفضالها ليستقيم حال المسلم الذي يحيي هذه الليلة ويتحراها ويجتهد في النيل من بركاتها والنهل من معينها الذي لا ينضب وفقا لما تقتضيه تعاليم الشريعة الغراء، فكما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قلت يارسول الله أرأيتَ إن عَلِمتُ أيُّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ ما أقولُ فيها ؟ قال: قولي: اللهم إنك عَفُوٌّ تحب العَفوَ فاعفُ عنِّي). فقد تضمن الحديث صفة العفو وهي من صفات الله العلية، ثم هي من صفات عباده المخلصين، بل اسم الله العَفُوّ، فليس عجيبا أن تتردد مادة-عفو-في تعاريج الحديث جزافا، مما يجعل من خصائص ليلة القدر أنها ليلة العفو كما هي ليلة القرآن وليلة الغفران وليلة السلام حتى مطلع الفجر.
كما جاء دعاء العفو منسجما تماما مع ماعلل به النبي صلى الله عليه وسلم في تحري هاته الليلة فقال:«خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى رجلان فرُفِعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة» فلا يجوز التلاحي ولا المخاصمة والفجور والشحناء، والحقد والشنآن ، وهو ما يدعو إلى الصلح والعفو في حياتنا حتى يعفو الله عنا بعد مماتنا ، وإن الله تعالى عفو يحب العفو ، ويحب من عباده أن يسعوا في تحصيل الأسباب الجالبة لعفوه وكرمه والتي ينالون بواسطتها – مع توفيقه وتسديده جلَّ في علاه – عفوه من السعي في مرضاته ، والإحسان إلى خلقه ونبذ كل سخيمة مكدرة للقلوب.وسر علاقة العفو بليلة القدر، وهو أن اسم الله العَفوّ قد أتى في القرآن مع الذنوب الكبيرة والرهيبة، وإنّ هاته الذنوب الكبيرة والمعاصي العظيمة تحتاج إلى عفو ممن اسمه العَفُوّ، ولما كان الأمر كذلك كانت ليلة القدر لعظم شأنها، ولِما فيها من عفو كبير من رب غفور، ناسب أن تكون ملاذا لكل المذنبين حتى يتوبوا إلى الله من المعاصي العظيمة فهم إذا أمام ليلة عظيمة تَجِّبُ ما قبلها وتزيل العقوبة وترسخ التوبة والرجعة الصادقة إلى الله تعالى.
هذا وأنّ ثمة علاقة أخرى بين العفو وليلة القدر عند تعليل تسميتها بليلة القدر ، لأن فيها أمراً قدريا ، فيها يفرق كل أمر حكيم أمراً من عند الله ، وفيها تقدر أرزاق العباد وآجالهم وسعداء أم أشقياء للعام القادم ، فما أجمل أن تكون ليلة تقدير وضعك للعام الآتي هي ليلة عفو ، لتبدأ رحلتك بهمة عالية ونشاط وحيوية مع العام الجديد وأنت نقي بريء طاهر قال ابن رجب : وإنما أُمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر، لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملا صالحا ولا حالاً ولا مقالاً فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر، وقال يحي بن معاذ: ليس بعارف من لم يكن غاية أمله من الله العفو.وقال ابن القيم: «فإن عفا عنك أتتك حوائجك من دون مسألة.» وإنّ الله لا يُنقص لأهل السَّحر من أحلامهم أملا، وفي السحر سقى الله بالفرح من أنهكته الجراح، وقد تدرك الحاجات بالدعاء وهي بعيدة، فاللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.