الفنانة صافية شقاق للنصر: تخليــت عن الطـب لأجــل الفـن

قالت الفنانة صافية شقاق، إنها تشبعت بحب الفن منذ الصغر، و إنها لم تتخذ من التمثيل مهنة تعيش منها فقط  بل مسارا حياتيا التزمت به لقرابة 40 سنة، تنقلت خلالها بين التلفزيون والمسرح والسينما، لدرجة أنها تخلت عن ممارسة مهنة الطب لتحقيق طموحاتها الفنية.

تعشق الفن و تحب المغامرة بأدوار مختلفة وجديدة في كل مرة، وهي أيضا سيدة تولي اهتماما كبيرا للعادات والتقاليد و غيورة على التراث و معنية بحمايته كما حدثتنا عنه في هذه الدردشة مع النصر.
هذه علاقتي بمسرح العرائس
ـ النصر: كيف بدأت علاقتك بالفن؟
ـ صافية شقاق:  بداياتي الفنية كانت منذ الصغر، وقد  كنت أتمتع بمواهب جعلتني أقدم مسرحيات العرائس في التلفزيون، حينها ابتكرت شخصية «كليبو عمي بوشلاغم” وقد كانت ناجحة جدا في مسرح العرائس بين 1984 و1985، رغم أنه مجال بجمهور ضيق، كنت أيضا  أستاذة لرقص البالي بوهران، وذات يوم احتاج المسرح لممثلة تؤدي دور محركة عرائس وترقص أيضا، فاتصلوا بي و اختاروني للدور، وكانت تلك هي خطوتي الأولى نحو طريق الاحتراف، حيث شاركت بعدها في عدة أعمال مسرحية.
مارست التمثيل لسنوات، ثم راودني حلم الإخراج كذلك  وكانت لدي طموحات من أجل تقديم عروض تربوية تثقيفية وترفيهية للطفل، والحمد لله رفعت التحدي وحققت حلمي خاصة الإخراج، وكان أول عمل لي فريدا من نوعه في الجزائر ويتمثل في مسرحية تتحدث عن الحشرات بعنوان “ما أصغر مني”، حققت صدى إيجابيا ونالت إعجاب الجمهور صغارا وكبارا.
أفضل الأدوار المعقدة
ـ من الطب إلى الفن كيف كان هذا الانتقال؟
ـ مارست التمثيل وفن العرائس قبل الحصول على البكالوريا سنة 1984، بعدها واصلت دراستي الجامعية في تخصص الطب، ولم انقطع عن الفن طيلة سنوات دراستي السبع، و حتى بعد تخرجي و ممارستي للمهنة حرصت على مواصلة التمثيل و السعي لتحقيق طموحاتي في هذا المجال، لدرجة أني تخليت عن ممارسة الطب وتفرغت للفن بشكل نهائي.
ـ وهل وظفت بعضا من المعارف والخبرات التي اكتسبتها في مجالك الدراسي والمهني على الخشبة؟
ـ هو تحد رفعته رفقة زميلاتي سناء زاوي ونادية جبيلي وتمكنا من إحضار الأطفال المصابين بمتلازمة داون «التريزوميا» للمسرح واستفادوا من دورة تكوينية سمحت لهم بتقديم عرض مسرحي رائع فوق ركح علولة، هذه التجربة سمحت لي بتوظيف معارفي ودراستي للطب في التعامل مع الأطفال، و أحلم اليوم، بأن أجعل من المسرح فضاء لعلاج الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فالمسرح يفتح لهم آفاقا أخرى، لأن الطب يعالج الجسد والفن يعالج الروح والعقل.

ـ حدثينا عن تجربتك مع شاشة التلفزيون؟
ـ قدمت بالموازاة مع العمل في مسرح وهران، أعمالا تلفزيونية، حتى أستفيد أكثر من هذه التجربة وأفيد من معي، ولم أظهر كثيرا لأنني أنتقي أدواري ولا أقبل أي عمل سواء في المسرح أو في السينما، مثلا في فيلم “البطل المجهول” للمخرج حاج علي مناد، الذي عرض سنة 2016، أديت دور سيدة عجوز يرافقها الكلب الذي يعيش معها في بيتها، وقد كانت البطولة للكلب، لأن قصته ملهمة فقد كان ينقل الرسائل من المجاهدين المحاصرين إلى قيادة الثورة، و مات أثناء نقله لرسالة من مجموعة مجاهدين إلى مجموعة أخرى.
كان دوري في الفيلم ممتعا خاصة و أني مثلت مع حيوان وهي تجربة فريدة من نوعها بالنسبة لي، لم أكن خائفة من الكلب “إيكتور” وهو من نوع “ الراعي ألماني” لأنني أملك كلبين في منزلي، كما أن صاحبه كان يرافقني للتدخل المباشر في أي طارئ.
ـ ماذا عن دورك في مسلسل
«أولاد الحلال» كيف التحقت بفريق التصوير؟
ـ قدمت دور «الشوافة» في مسلسل أولاد الحلال للمخرج نصر الدين السهيلي، وهو دور مركب وليس بسيطا بل تطلب مني البحث و الإطلاع لأتحكم في الشخصية و أتقمص الدور وأعتقد أنه كان ناجحا.
عدت أيضا و شاركت مع فريق المسلسل، في عمل آخر بعنوان «بابور اللوح»، و كان دوري مركبا كذلك وأعجبني لأنني ممن تستهويهم الشخصيات المركبة، حيث مثلت دور صباح التي تجتمع فيها كل الصفات السلبية «تتكلم كثيرا و تصرخ كثيرا و تنقل الكلام بين الناس وغيرها»، وأهم شيء بالنسبة لي أثناء عملي هو أن أتمتع بنوع من الحرية ولا أخضع لتقييد المخرج أو غيره، وهذا ما أراحني في هذين العملين.
 لم أشارك هذا رمضان في «أخو البنات» الذي ضم نفس طاقم المسلسلين السابقين، لأسباب شخصية، ولكن أتابع ما يعرض من أعمال في هذا الشهر، و ما شدني أكثر هو مسلسل «دار الفشوش» للمخرج  جعفر قاسم، أجده عملا متقنا وفي المستوى، كما أشاهد أحيانا لقطات من الأعمال الأخرى.
بن ودان خيرة