تحذيرات من استعمال المبيدات: «بــق الفـــراش» يسبـــب أمــراضـــا نفسيـة ولدغاتــه متفاوتــة الخطــورة

كثر الحديث مؤخرا عن حشرة الفراش المعروفة بـ «بق الفراش» المنتشرة في فرنسا، ويتم حاليا ببلادنا اتخاذ كل الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الحشرة بالنظر لحركة تنقل المغتربين بين ضفتي المتوسط، وكثر التساؤل عن هذه الحشرة التي لا تعرف الأجيال الحالية سوى اسمها لأنها تبدو منقرضة في الجزائر، بينما يتواجد «بق الفراش» وينتشر في كل دول العالم لكن بنسب متفاوتة، فهو منتشر بكثرة في فرنسا، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وأستراليا وبعض الدول الأوروبية.

إجراءات احترازية عبر المنافذ الحدودية
وقد أصدرت وزارة الصحة مذكرة رقم 24 المؤرخة في الـ3 أكتوبر2023، تتضمن «إجراءات وقائية» تفاديا لانتشار أي تطور وبائي أو أي ضرر آخر ناجم عن الحشرات الضارة مثل البق من شأنه أن يشكل تهديدا على الصحة العمومية، وذلك على مستوى نقاط الدخول، تطبيقا للوائح الصحية الدولية ومهام مراكز المراقبة الصحية على الحدود، حيث أوضح البيان أن وزارة الصحة  باشرت و بالتنسيق مع مختلف السلطات المختصة،  تفعيل نظام اليقظة الصحية من خلال إصدار مذكرة تتضمن جملة من الإجراءات الوقائية التي يتعين اعتمادها لتفادي انتشار أي تطور وبائي أو أي ضرر آخر ناجم عن الحشرات الضارة مثل البق، وتتمثل هذه الإجراءات في «المراقبة الصحية للطائرات والسفن و وسائل النقل البري وتطهيرها في حالة وجود تهديد ملاحظ على مستوى مراكز المراقبة الصحية الحدودية، تعزيز المراقبة الوبائية، الصيانة والمراقبة المنتظمة لنظافة المطارات والموانئ والمواقع البرية، مراقبة تطهير الأمتعة والبضائع المشبوهة التي يحتمل أن تحتوي على حشرات ضارة، تزويد المسافرين بالمعلومات الصحية، الإبقاء على التعاون والتنسيق الوثيق والمستمر مع جميع القطاعات العاملة في نقاط الدخول الجوية والبحرية و البرية».
الفحص الطبي ضروري عند اللدغ
و للتعريف ببق الفراش والتفريق بين لدغته ولدغة حشرات أخرى، اتصلت النصر بالدكتورة سعاد مناد المختصة في الأمراض المعدية التي أوضحت أن «بق الفراش» مزعج جدا للإنسان لدرجة أنه يصيبه بالإكتئاب، في المقابل هذه الحشرات لا تحب الإزعاج لذلك فهي تتقن الاختباء مما يصعب مساعي القضاء عليها وأن انتشارها  يسبب القلق والعزلة الاجتماعية و التعب، مركزة على ضرورة التعرف على بعض الخطوات في حال أصيب الشخص بلدغة هذا البق، حيث أن اللدغة تكون خلال الليل عند النوم وتمس الأماكن المكشوفة من الجسم، وبما أنها لا تسبب أي شعور بالألم فيتم اكتشافها بعد الاستيقاظ عندما تبدأ الحكة عند الشخص المعني، ويجد بقعا حمراء ونتوءات مرتفعة عن سطح الجلد تتميز بثقوب صغيرة أكثر احمرارا ومتتالية في نفس المكان على شكل خطوط، ويختلف الوضع من شخص لآخر، حيث يمكن أن تختفي الحكة في ذات اليوم دون أي علاج، وقد تتسبب في ظهور طفح جلدي أو بثور مليئة بالسوائل عند البعض، كما أنها نادرا جدا ما تؤدي لأعراض الحساسية الخطيرة،
 وهناك أشخاص، تضيف المتحدثة، لا تظهر عليهم أية أعراض بعد اللدغ، ودعت محدثتنا لضرورة استشارة الطبيب والفحص والالتزام بالعلاج ومتابعته، وأيضا تنصح بضرورة غسل اليدين و مكان اللدغ بالماء و الصابون، قص الأظافر مع تجنب حك مكان اللدغة.
«البق» يتواجد حتى في الأماكن النظيفة

و أردفت الدكتورة سعاد مناد، أن بق الفراش يمكنه العيش حتى في الأماكن النظيفة جدا، وأنه لا توجد أي دراسة لحد الآن تتحدث على أنه  ينقل أمراضا للإنسان الذي يمكنه أن يصاب بأمراض أخرى من فرط استعماله للمبيدات لقتل هذه الحشرة التي بسبب الاستعمال الواسع للمبيدات، طورت سبل المقاومة و أصبحت المبيدات غير فعالة عموما و قد تبطئ نشاطها و لكن لا تقضي عليها، ويمكن للإنسان اكتشاف وجود «بق الفراش» في مكان ما  إذا تعرض للدغ بعد تغيير فراش أو خلال سفر أو بعد إدخال أمتعة للمنزل، و خاصة إذا وجد خطوط دم رفيعة على الفراش بعد اللدغ، لأن رؤية البق تكاد تكون مستحيلة لأنه يجيد الاختباء خلال النهار و بوجود الإضاءة و رؤيته تدل على انتشاره، ويمكن إكتشافه إذا وجدت تحت السرير آثار بقع سوداء و أغشية وهي فضلاته و بقاياه التي يخلفها خلال نموه، حيث يختبئ تحت الأسرة وفي أركان و ثقوب على الجدران أو الفجوات داخل الأثاث و في الشقوق، تحت الأوراق اللاصقة في الجدران و خلف إطارات الصور وفراغات في مكابس الكهرباء و داخلها، و غيرها.
إحتياطات وقائية
وأضافت الدكتورة مناد أنه للقضاء على انتشار بق الفراش يجب استشارة مختصين في الصحة، وبالمقابل يمكن اللجوء لبعض التدابير منها تغطية أكبر قدر ممكن من الجسم أثناء النوم، تنظيف الفراش والملابس والسرير بشكل منتظم، تنظيف الأرضيات و تحت الأسرة و الأثاث بالمكنسة الكهربائية إن وجدت أو البخار، غسل الأفرشة والستائر والملابس في الغسالة، واستخدام الماء الساخن أكثر من 55 درجة مئوية لمدة 90 دقيقة، وضع الأشياء التي لا يمكن غسلها في أكياس بلاستيكية، وتخزينها لعدة أيام عند 17 درجة مئوية تحت الصفر.
كما يجب تجنب اقتناء الأثاث و الفراش و اللباس المستعمل، وإذا كان ذلك ضرورة فعليك تفتيشه بعناية و تنظيفه قبل وضعه في الغرف، يجب غلق الفراغات و جميع منافذ الحشرات في الجدران، و تنظيف الأحذية و تفحص الملابس و حقيبة اليد مباشرة بعد الوصول للمنزل.

* الدكتور باسم نوفل إبراهيم أخصائي علم الأوبئة والطب الوقائي  
الخل الأبيض والمسك والزيوت الأساسية أفضل طاردات للبق
من جهته قال الدكتور باسم نوفل إبراهيم أخصائي علم الأوبئة والطب الوقائي، أن انتشار البق مرتبط بنظافة المحيط وحفظ النظافة والتطهير للبيئة الخارجية وليس نظافة الجسم أو البيت، فهو حشرة تتغذى على دم الإنسان أو الحيوان وتتكاثر بسرعة، فمثلا وفق محدثنا قد تتكاثر حشرة البق في جسم حيوان أليف مثل الكلاب والقطط أو حتى الأغنام، أو قد تكون متواجدة في الأفرشة التي ترمى عشوائيا في الفضاء المفتوح عبر الشوارع أو أماكن تواجد القمامة، وتتكاثر لتصل إلى الإنسان وتتكاثر داخل البيت، وللوقاية من وصول هذه الحشرة لجسم الإنسان يجب إيلاء العناية الفائقة بالأفرشة والأغطية والملابس والأثاث المنزلي، وتفقدها بدقة كبيرة وملاحظة أي إشارة قد تدل على وجود «البق»، وينصح الدكتور باسم نوفل باستعمال الزيوت الأساسية مثل زيت الخزامة، والمسك، والخل الأبيض وغيرها، كذلك مواد تنظيف قوية الرائحة فهي تعمل كطاردات لهذه الحشرة، أما المسافرين فيجب تفادي وضع الأمتعة فوق الأرض، أو حمل أي شيئ يشتبه في التصاق البق به.
بن ودان خيرة