الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
قال الرئيس الراحل أحمد بن بلة (رحمه الله) أن مشكل الجزائر- على غرار كثير من الدول النامية – ليس في ضعف الإمكانيات ، أو نقص الإطارات والكفاءات ، بل في مدى التمكن وحسن إختيار ووضع هذه الكفاءات في مكانها الملائم والأنسب . وبالتالي إننا في الجزائر ندفع فاتورة سوء إختيارات الرجال ( الكفاءات ) ، وتعيين من تنقصهم الخبرة والكفاءة في بعض المناصب والمسؤوليات ، و نعاني كذلك من ترتيب الأولويات . متسائلا : وإلا لماذا تنجح نفس هذه الإطارات في الخارج وتفشل في بلادنا ؟ .
الرئيس الراحل محمد بوضياف ( رحمه الله ) ، هو أيضا كان صرح في بداية حكمه أنه لم يجد خمسين كفاءة يعينها في المجلس الإستشاري الإنتقالي الذي شكله بعد ذلك . وإستغرق الرئيس بوتفليقة أشهرا لتشكيل أول حكومة في عهدته الأولى . وإكتشف في عهدته الثانية أن الأحزاب التي كان " يعول " عليها كثيرا لتحقيق برنامجه لا يهمها سوى المناصب والمكاسب كما صرح علانية . أكثر من ذلك فإن كثيرا ممن عينهم من المسؤولين والوزراء لم يكونوا واعين أو على الأقل غير مستوعبين لحجم الرهانات والتحديات. والجزائريون يذكرون إنتقاده اللاذع من خلال ذكره لمثل شعبي : " الماء ماديهم ، وهم يقولو ما أحلاها عومة " . وربما أيضا هذا ما يفسر كثرة التغييرات التي مست حكومات متعاقبة والحركات الواسعة للولاة ، ورؤساء الدوائر والمديرين التنفيذيين ، وغيرها من تغييرات مست مختلف المؤسسات والإدارات ...
حتى الحزب الواحد رفع شعار : " الرجل المناسب في المكان المناسب" لكنهلم يفلح في تجسيد هذا الشعار على النحو الأفضل . حيث إرتبطت كثير من مراحل حكمه ومجالات تسييره بسوء التسيير والفساد المفضي إلى إحتجاجات وأحداث وأزمات عصفت بالإستقرارالإجتماعي والبلاد عموما . وما فضيحة 26 مليارا التي أوردها الوزير الأول سابقا عبد الحميد إبراهيمي إلا دليل على ذلك .
وزراء وولاة كثيرون بدورهم أيضا يبررون تأخر إنجاز المشاريع ، أو تعطلات التسيير وإدارة شؤون قطاعاتهم وولاياتهم بنقص الكفاءات وأصحاب الخبرة أوالذين يتمتعون بإرادة قوية وبروح المبادرة . أو من لهم قوة الإقتراحات والحلول وإستشراف الأزمات فيما يرتبط بالمنتخبين على الخصوص . يكفي أن نعلم على سبيل المثال أن أكثر من 780 مجلس بلدي هو محل متابعات قضائية ، كمسؤولين مباشرين ( بصفة فردية ) أو كهيئة إنتخابية .
كل من سبق ذكرهم لم يشتكوا مرة واحدة ( على الأقل في السنوات الأخيرة ) من نقص الإمكانيات والإعتمادات المالية المخصصة للتنمية والتسيير من طرف الدولة والحكومات المتلاحقة . يكفي أن نشير أن غالبية البلديات على سبيل المثال لم تنفذ برامجها التنموية السنوية ، ولم تستنفذ ميزانياتها سوى بنسب ضعيفة ومتدنية جدا لا تكاد تذكر . هذا يعني أن المشكلة ليست مشكلة إمكانيات . بالتأكيد أن ما سبق ، فيه جزء كبير من الأدلة والإثباتات التي تؤكد أن أزمة الموارد البشرية ونقص الكفاءات من المعوقات الرئيسية للتنمية الوطنية ، بل تشكل عاملا مؤثرا ، له إنعكاسات سلبية عديدة على ما نحن عليه . فهل يعني هذا أن الجزائر أصيبت بالعقم فلم تعد تلد الكفاءات ؟ . وهل أن نقص الكفاءات والموهوبين جزء من الأزمة أم أنه كل الأزمة ؟ . وهل نحن اليوم مجبرين على اللجوء إلى إعلان مناقصة دولية لتوظيف إطارات وخبراء وكفاءات مسيرة لشؤوننا الإجتماعية ، وقطاعاتنا الإقتصادية والمالية والفلاحية والتعليمية والصحية ... بل حتى لتسيير مجالسنا البلدية ؟ .
بعض الجزائريين ( سيما محترفو السياسة ، ولا أقول السياسيين ، لأن ممارسة السياسة فيما يبدو أصبحت عند البعض مهنة ووظيفة وليست آلية أو مهمة لتحقيق أهداف إجتماعية وإقتصادية ... ) مازالوا يعتقدون أن الإعتماد على خبرات وكفاءات أجنبية " كفر وخيانة " ومس بالسيادة الوطنية . رغم أننا نعيش في عالم منفتح لا يؤمن بالحدود . ولنا شواهد في تجارب الآخرين كالتجربة الإماراتية والكورية والفيتنامية والأرجنتينية والبرازيلية والهندية وخصوصا الصينية ، وحتى الإثيوبية ... تجارب إعتمدت على الخبرات الأجنبية وعلى شراكات إنفتاحية ثبت نجاحها ورقيها . أخرجت مجتمعات وشعوب وإقتصاديات هذه الدول من رتب الدول الفقيرة والمتخلفة إلى دول ينظر إلى نموها وتطورها بإعجاب .
حين نتحدث عن هذه النقائص وعن سوء التسيير ، يختار غالبية الناس أقصر طرق الإتهام لتعليق هذه الأزمات على ما تخرجه المدرسة الجزائرية .أي ضعف التكوين وتدحرج مكانة مؤسساتنا التعليمية والتربوية في سلم التصنيف الدولي . آخرها تقرير الأمم المتحدة حول تراجع المستوى التعليمي والتربوي ببلادنا . قد تكون من عوامل ذلك أيضا سنوات تسييس برامج المدرسة الجزائرية ( وهو أمر بدأ مبكرا حين تخلت البرامج عن تعليم نواصي العلوم والمعارف ، بل وأبجديات اللغة والتعبير ، والتربية الإنسانية والإجتماعية والجوارية ، والفنون البسيطة الإدراك والإستيعاب ، واللجوء إلى " حشو مخ " التلميذ بخطابات حزبية ومطالب وخيارات سياسية أكبر من سنه وإدراكه كالثورة الزراعية وتقسيم الأرباح والإنتخابات المحلية والبرلمانية وعذاب القبر ...). نعم ، قد تكون المدرسة التي غرقت في لعبة الأرقام والتفاخر بالكم على حساب النوعية والتنافسية ، فأهملت إعطاء الأهمية اللازمة للمعلم ( بمفهوم واسع ومن جميع الجوانب )، هي التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم . وكنا أشرنا في " الخميس الماضي " إلى الترتيب السيئ للجامعات الجزائرية على الصعيد العالمي ( أول الجامعات الجزائرية مرتبة ما بعد 3000 ) . وأدى عدم إستقرار المنظومة التعليمية ( في أطوارها الثلاثة ) سواء ما تعلق بكثرة الإضرابات والإحتجاجات والغيابات والتسربات ، أو ما نجم عن تغيير البرامج والتوجهات دوريا تقريبا ، إلى عدم إتمام البرامج المحددة سنويا وإلى نقص وضعف في التكوين . برنامج يلغي برنامجا . ودفعات منفصلة عن أخرى في المد التعليمي ، أي شرخ في التواصل التكويني . لذلك إنتهينا إلى تخرج دفعات من الطلبة بشهادات وتخصصات لا مكان لها في ساحة التوظيف . ما أدى أيضا إلى فقدان شهادات وديبلومات التخرج إعتبارها وقيمتها لمتابعة الدراسة أو أثناء التوظيف في الجامعات والمؤسسات الخارجية . بعد أن كان الديبلوم الجزائري يحظى بإعتراف وأولوية لما كانت المدرسة مدرسة ، والجامعة جامعة . تنضاف إلى هذه الأسباب أيضا الأزمات التي عصفت ببلادنا ، سيما الأزمة الأمنية ( سنوات الفوضى والجنون والدم )التي عطلت كل شيئ . وقتلت كل شيئ . وصفت كل النوابغ . وهجرت آلاف الكفاءات . " السوسيال " أيضا جرد المدرسة الجزائرية من دورها التعليمي وحولها إلى ما يشبه المفرخة ، أو دور حضانة أومجمعات لشغل التلاميذ والطلبة طوال اليوم أي إلهائهم . يجب الإعتراف بتراجع المنظومة التعليمية والتربوية لأسباب موضوعية ، وأخرى بفعل إختيارات و " بريكولاج " نحن جميعا ، المتسببون والمسؤولون عن مآلاته . ثمة تقصير في إعطاء المكانة أو الدور الريادي للمدرسة ، والذي هو – مع ذلك – يظل هدف وأمل ورغبة كل الفاعلين تربويا .
الوزيرة الحالية للتربية والتي تتمتع بكفاءة عالية ، إصطدمت بإرث ثقيل تركه من سبقها . هي اليوم تواجه " عقليات " وذهنيات ورواسب تيبست طوال إستوزار سابقها ما يقارب 20 سنة. يمكن طرح سؤال جدي : كيف نقيم حصيلة 20 سنة من الإستوزار بكل المعايير العلمية الموضوعية المتعارف عليها ولا أقول السياسية ؟ ... نترك التقييم والأحكام لأهل الإختصاص تفاديا للقسوة في الرأي . ونكتفي بالقول : إن مهمة بن غبريط لن تكون سهلة في إرجاع العربة وراء الحصان . رغم تحطيمها لرقم قياسي غير مسبوق في الحوار مع النقابات ( 500 ساعة ) ، ونكاد نراها في وضع سيزيف الذي ظل يدحرج الصخرة إلى أعلى الجبل فتعاود السقوط إلى الأسفل ،وهكذا .. نتمنى أن يترك الوقت الكافي لبن غبريط في دحرجة " صخرة المنظومة التربوية " إلى الأعلى ، وأن تقاوم عناد وحسابات أصابع الظل والعلن . فهي مازالت في معاركها الأولى ضد إرث ثقيل وضد مكاسب وسلوكات ومناطق " محرمة " . إن المكاسب المحققة في عهدها وفي ظرف قصير المدة لم يسبق تحقيقه ، فلماذا يتصلب البعض في مطالبه ؟ . الوقت أيضا كفيل بحل ما تبقى من إختلالات وهي مشروعة بإعتراف الوزيرة نفسها . الله القادر الأوحد خلق الدنيا في ستة أيام ، فلماذا تريد النقابات تحقيق مطالبها في يوم واحد وفي دفعة واحدة ؟ .
النهوض بالمدرسة الجزائرية مطلب الجميع ، وقضية الجميع . لذلك لابد أن تحظى هذه المرأة بدعم الجميع . لابد أن تعود المدرسة إلى أهلها . وأن تكون مقاعد التعليم والدراسة مخصصة وفقط ، للتلاميذ والطلبة الذين يريدون فعلا كسب العلم والتدرج في سلم المعرفة والإنتصار والتتويج في مشوارهم الدراسي . إذ لا مكان للمنحرفين وحاملي السكاكين وأقراص المخدرات وللذين يأتون المدارس من باب " الكرفي " . مكانهم خارج أسوار المدارس والثانويات والجامعات. تماما كما أن المناصب الوظيفية والتربوية لا بد أن تعود للذين يكرسون كل أوقاتهم للمهنة. أولئك الذين يكرسون كل وقتهم للبحث وتطويرإمكانياتهم . يجددون معارفهم ومعلوماتهم على الدوام . وليس أولئك الذين يتعاطون مهنة التعليم أيضا من باب مدخول إضافي . إن مسابقات التوظيف التي أفرغت من نبلها ونزاهتها ، فباتت قوائم الناجحين معلومة قبل إجراء المسابقات ، زعزعت ثقة الكفاءات ، وأقصت كثيرا من المترشحين الذين شاركوا في تلك المسابقات من باب " رب وعسى " أو من باب " أترك أمري لله " ، لأنهم لا يملكون وساطات أو أصحاب الأذرع الطويلة .
ما سبق لا يمكن إعتباره البداية والنهاية . أي السبب الوحيد . ولا يجوز تحميل المدرسة كل نقائصنا ، وتخلفنا . فمن هذه المدرسة تخرجت أسماء وإطارات تصنع ربيع التطور في مشارق الأرض ومغاربها . كفاءات هي اليوم تقود أكبر المصانع والشركات ومخابر البحث في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفي دول الخليج وفرنسا وكندا وأستراليا وألمانيا وفي الأرجنتين ... بكلمة أشمل في القارات الخمس . قلت تقود ، ولم أقل تشتغل أو موظفة تتقاضى أجورا بمفهوم " الخبزة " . ومن باب الشهرة والأمثلة نذكر : الياس زرهوني وصنهاجي وبلبشير ومنصوري وقدور وخياري وبنات وجبار وخير الله وغزوات ومباركي وعودية وحرطاني ولعمري وزكريني وآية السعيد وعموشي وسعدلي وبلهادف وأوعراب وآسيا جبار ( رحمها الله ) ... وآخرون أعدادهم بالآلاف .
كل هؤلاء تتلمذوا وتخرجوا من مدارس جزائرية متواجدة في المدن وأيضا في الأرياف . لذلك أقول بأن المدرسة لا تتحمل لوحدها مسؤولية سوء التسيير والتخلف .
ثمة سؤال آخر قد يحرج البعض . ما هي معايير تولي المسؤوليات في بلادنا ؟ . هل يتم إسناد المسؤوليات في بلادنا وفق معايير الكفاءة والإختصاص ، أم ثمة معايير أخرى خارجة عن النطاق لا يفهمها إلا أصحاب القرار ؟ . ولماذا لا تعلن شروط تولي المسؤوليات مسبقا وفق دفاتر صريحة مرفقة بعقود نجاعة وأهداف محددة ، تكون ميثاقا للتقييم والمحاسبة بعد ذلك . هذا كفيل بفرز حقيقي للغث من السمين . للكفء من الذي " جابو الواد و الشهيلي " . ثم قبل ذلك ، هل تتوفر إداراتنا ومصالحنا على سجلات دقيقة ( فيشيي ) بأسماء كل الخبرات والتخصصات والكفاءات والسير الذاتية ، قريبها وبعيدها ؟ ، داخل الوطن وخارجه ، لتسهيل مهمة الإختيار عند شغور المناصب والتخصصات أي أثناء التعيينات ؟ ، ما يعرف بالتحقيقات القبلية لتولي المسؤوليات .
قبل سنوات دعا خطيب مسجد ( على المباشر ) إلى التمييز في عملية الإغتيالات التي كانت تستهدف الشرطة يومئذ بالقول : " لماذا إستهداف عناصر الأمن ، فليسوا جميعا شيوعيين ؟ . أي كأني به يجيز قتل من كان منهم ذا توجه غير توجه الخطيب فيما يبدو . ثم رأينا بعد ذلك أن هذا الأخير أصبح وزيرا ، ثم سفيرا . وأوردت صحيفة وطنية الأسبوع الماضي أن إبن ذلكم الوزير متهم بالمتاجرة في جوازات الحج ... ويذكر بعض زملاء وزير سابق ( درس معهم في ثانوية بقسنطينة ) بأن لم يكمل الدراسة لأن معدله الفصلي لم يبلغ أربعة على عشرين ؟ ومع ذلك أهله مشواره الحزبي لتولي مسؤوليات أوصلته إلى رتبة وزير بعد ذلك . وحالات الذين لا يحملون شهادات جامعية أو ديبلومات مؤهلة لمناصب المسؤولية بالآلاف ، ومع ذلك أسندت لهم مسؤوليات ، ونتائج تسييرهم معلومة . أردت أن أقول أن الأزمة لا تعود بالضرورة إلى نقص في الكفاءات والخبرات المؤهلة ، بل مرتبطة بمدى التوفيق في الإختيار ، كما قال بن بلة، وفي مدى تمكين الكفاءات من تولي المسؤوليات والإدارات . المسؤوليات والوظائف هي " أمر بمهمة " متجدد . مرتبط بمدة وأهداف ونتائج يجب تحقيقها . لكن في بلادنا أصبحت المسؤوليات هدف في حد ذاته .
قد لا يعجب البعض حين أقول بأن المسؤوليات لا يجب توليها أو النظر إليها من باب السن ، أو منطق " ولد عائلة وناس ملاح " فهذا مهم لكن ليس الشرط الوحيد . الكفاءة والمردودية والنجاح في تحقيق الأهداف هي المعايير الأساسية .