تشهد هذه الأيام مختلف الفضاءات التجارية إقبالا مكثفا من قبل المواطنين لاقتناء مستلزمات شهر رمضان، في ظل متابعة من مصالح وزارة التجارة وجمعيات حماية...
أشرف رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، زوال أمس بالجزائر العاصمة على الإطلاق الرسمي للحملة الوطنية التضامنية لـ «بنك الطعام...
توجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء أمس الجمعة، بكلمة إلى الشعب الجزائري، هنأ من خلالها المواطنات و المواطنين بحلول شهر رمضان المبارك،...
ترأس رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس الخميس، اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن، حسب ما...
هذا تلميذ يسكب البنزين على جسده و يحاول حرق نفسه داخل قسمه أمام زملائه و أساتذته، و آخر يفقأ عين زميله على الطاولة التي يجلسان عليها منذ الصّبا، و ثالث يطعن زميلته في الصف بضربة خنجر لأنّها لم تبادله الإبتسامة و رابع يرشق ورشة أجانب لأن عمّالها يعملون مثل النّمل.
هذه و مثلها من أخبار متشابهة، تتواتر الصحافة الوطنية على نشرها، في ركن الحوادث اليومية على مدار السنة الدراسية.
حتى و إن كانت تصنّف ضمن الحوادث المختلفة المعزولة و التي قد تحدث في أي مؤسسة تربوية بالدول المتقدمة، فإنها حوادث و وقائع حقيقية تعيشها المنظومة التربوية الجزائرية، وبالتالي ليس من التربية في شيء السكوت أو التهوين من قضية تسرّب العنف إلى حدّ مخيف إلى داخل أسوار المدرسة الجزائرية.
أعمال العنف التي يمارسها ، بقساوة، التلاميذ على بعضهم البعض من ذكور و إناث، و أساتذة على تلاميذهم أو تلاميذ على أساتذتهم من النساء و الرجال على حد سواء، تفاقمت خلال السنوات الأخيرة و أصبحت كائنا غريبا يهدد العملية التربوية من أساسها إلى سقفها.
و هذا وجه من الوجوه المسكوت عنها في أزمة المنظومة التربوية التي لا تشكو فقط من العنف اللفظي و المعنوي و المادي، بل أيضا من اعتداءات أخرى يستحي المرء من ذكرها ، و من حسن الحظ أنها حالات نادرة.
و سيكون من الصعوبة البالغة أن تعطي الإصلاحات المتتالية للمنظومة التربوية، نتائج ملموسة و هي محاطة بعنف اجتماعي أكبر يغذيها من البيت و الشارع و الملعب، و هي المجالات الحيوية التي يغرف منها التلميذ لبناء سلوكاته العدوانية.
فالتلميذ الذي يحمل معه سكينا أو خنجرا من المنزل و يشتري قطعة مخدرات من محيط مدرسته و يحفظ كلمات بذيئة من الشارع المؤدي إلى المدرسة، ثم قد يجد معلّما يشجعه عن علم أو عن جهل على التفريق بينه و بين زميلته في الصف، فماذا ننتظر منه إلاّ سلوكات طائشة لا تفوقها خطورة ووقعا على المجتمع، إلاّ عمليات حرق لمؤسسات تربوية من طرف إرهابيين مراهقين تخرّجوا منها.
و مادام أن هذه المنظومة الإستراتيجية التي تبني عليها الأمم مستقبلها، لا يمكنها أن تصلح بعيدة عن عملية إصلاح المجتمع الذي يزوّدها بالعنف المنتج بمختلف أشكاله و أنواعه، فمن الضروري الإشارة إلى أن الإصلاح الشامل للمنظومة التربوية يبقى ناقصا من حيث النتائج المرجوة، ما لم يتحسّس موضع العنف و مسبباته التي تعيق العملية التربوية .
فالتلميذ في المدرسة لا يشكو فقط من الإكتظاظ في المقاعد و نقص في النقل و الكتاب و تدنّي المستوى التعليمي و المعرفي و عدم التفريق بين الفاعل و المفعول به و كتابة اسمه خطأ، بل عندما يتخرّج من الجامعة بمعدل واحد من عشرة، لا يستطيع حتّى كتابة طلب خطي سليم للبحث عن وظيفة.
إصلاح المدرسة الجزائرية ليست مهمة الوزيرة نورية بن غبريط وحدها، رغم المجهود الجبّار الذي تقوم به من سنتين على رأس وزارة التربية، بل هو مهمة النخبة بأكملها من مختصين في علوم التربية و البيداغوجيا و النفس و الإجتماع و الطب و الإجرام و الأمن لإنتشال أبنائنا من مخالب العنف.
الإصلاحات المتواصلة للمنظومة التربوية ستراعي من دون شك التطورات الإجتماعية و الإقتصادية التي عرفتها بنية المجتمع الجزائري خلال العشر سنوات الأخيرة ، و ستكون غايتها إعادة ملكة التفكير و العقل إلى ذهن التلميذ الجزائري و تنميتها فيه، ليعرف بعد نهاية مساره الدراسي أن العنف هو أبعد طريق للوصول.
النصر