أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
تتربع وجبة “الكرانطيطا”، أو كما يسميها الوهرانيون “الكرانتيكا”، بمنطقة الوسط الجزائري على عرش الأكلات السريعة بالشوارع منذ مئات السنين، فهي واحدة من أشهر الأكلات الشعبية التي يأبى الجزائريون اسقاطها من قوائم الطعام لديهم، رغم التنوع و الغزو الأجنبي و احتجاب فصل الشتاء البارد الذي يعتبر موسمها. “الكرانطيطا” أو كما يفضل عشاقها تسميتها” الكبد الأبيض”، أشهر أكلة شعبية لدى سكان الجزائر العاصمة و ما جاورها من مدن، اليوم و بعد مرور سنوات طويلة من دخولها لائحة الطعام الجزائري، تحافظ على مكانتها بالمطاعم و كذا في قلوب مواطنين ، يقولون بأنهم يعشقونها أكثر من اللحم، فتجدهم في طوابير طويلة أمام محل البائع، يصنعون فسيفساء من شرائح و فئات مختلفة من المجتمع، فتجد فيهم الشاب و الكهل و الطفل، و أعين الجميع منصبة على طبق معدني يأملون ألا ينفذ ما يضمه قبل وصول دورهم. تقربنا من احدى محلات “الكرانطيطا” بمنطقة الرغاية بالعاصمة، لمحاولة تذوق الأكلة السحرية التي جعلت أكثر من 15 فردا يبتسمون ابتهاجا و عيونهم تشع بريقا في منتصف النهار في طابور، يقول صاحب المحل، بأنه يتشكل منذ الصباح الباكر، و لا يزول إلا بعد فترة الزوال، فوجدناه طبقا غنيا بالنكهات، كما قال أحدهم، و يجعلك تشعر و كأنك تتناول الطعام في عصر قديم و أنت تحمل ساندويتش صنع من أبسط المكونات، مثلما شرح الصانع، حيث يعتمد على طحين الحمص و القليل من الزيت، البيض و الماء، ليمتزج عند تناوله برائحة الكمون و مذاق الهريسة الحارة. و يؤكد أحد المواطنين ممن التقيناهم بهذا المحل، بأن قدم الأكلة و ارتباطها بالبساطة و الشارع، جعلها أكثر الوجبات شعبية لدى سكان العاصمة و بعض الولايات المجاورة لها كبومرداس و تيزي وزو، خاصة بالنسبة للعمال من ذوي الدخل المحدود الذين يعتمدون يوميا في وجبة الغذاء ، خاصة في فصل الشتاء عندما تنخفض دراجات الحرارة، على ساندويتش “الكرانطيطا” الذي يشترط تناوله ساخنا. و يعتبر أطفال المدارس من الزبائن الدائمين و الأوفياء لهذه المحلات، حيث يؤكد صاحب المحل، بأنهم زبائنه الأوائل يفتتح بهم النشاط، فبمجرد خروجهم من المدارس عند الساعة العاشرة، يتوجهون بشكل مباشر لتناول “الكرانطيطا”، خاصة و أن ثمنها في متناول الجميع و لا يتعدى سعر الساندويتش 50 دينارا في أغلب الأحيان، و هو السعر الذي قال بأنه وراء تربعها على عرش لائحة طعام “الزوالية” في الشارع. و حدثنا شيخ وجدناه بصدد شراء ساندويتش، بأن الأكلة التي يشبهها الفقراء بكبد الخروف، إلى درجة أن الكثيرين باتوا يطلقون عليها اسم “الكبد الأبيض”، ليست مخصصة لمحدودي الدخل فقط، و إنما يعشقها الكثير من الميسورين من سكان العاصمة الذين لا يجدون حرجا في الوقوف في طابور للظفر بساندويتش لذيذ يعيد ذكريات لذة الأكل زمان، مثلما عبر الشيخ. أما بالنسبة لنساء المنطقة، فإن حب “الكرانطيطا” يسري في دمائهن، كما هو الحال لدى الرجال، إذ قالت السيدة سارة بأنها و على الرغم من تحضيرها للأكلة في بيتها باستمرار، إلا أنها لا تزال تفضل ما يباع بالمحل، و الذي تضيف بأنه يختلف، عما يحضر في البيت، خاصة و أن لكل لمسته في التحضير و الطهي، كما أن من أسمتهم بـ”الصنايعية” القدماء يحافظون على الوصفة الأصلية، بدلا من الاعتماد على بعض الإضافات التي غيرت من شكل و ذوق الطبق، مثلما تبناه البعض.
و رغم “احتجاب” فصل الشتاء تقريبا هذا العام، و استمرار درجات الحرارة في معدلات ربيعية، و مع الانتشار الواسع لمحلات الإطعام السريع و قوة حضور البيتزا و الشاورما، تحافظ “الكرانطيطا” على مكانتها في قلوب، معدة و جيوب جزائريين، قرروا عدم التخلي عنها، مهما تعددت الأسباب، لتبقى واحدة من أشهر و أهم الأكلات الشعبية لدى شريحة واسعة من الجزائريين بالوسط و الغرب الجزائري، على حد سواء.
إيمان زياري