استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، الباحث والعالم الجزائري كريم زغيب، الذي أكد الشروع في العمل مع وزارة...
* إسقاط طائرة الدرون مؤخرا من مظاهر عصرنة و احترافية الجيشأكد العقيد، مصطفى مراح، من مديرية الإعلام والاتصال بأركان الجيش الوطني الشعبي أن هذا...
أكد الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني، اللواء محمد الصالح بن بيشة، في افتتاح ملتقى بعنوان«تعزيز الجبهة الداخلية والتلاحم الوطني: بين التحديات...
تحوّل نادي «بريدج أدفونتير» للدراجات النارية، في فترة وجيزة إلى ممثل لولاية قسنطينة والجزائر على المستوى العالمي، وذلك بعد نجاحه في الترويج للسياحة...
يسدل الستار هذا السبت على تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية التي حظيت بتتويج أم الحواضر عاصمة لها، فمنحتها سنة من عمرها الضارب بجذوره في عمق التاريخ .. كالعادة قسنطينة صنعت الاستثناء منذ أول يوم أعلن فيه عن اختيارها لإحتضان التظاهرة، فراح العشاق يتسابقون لسلخها من هويتها العربية و اعتبارها غريما للأصول الأمازيغية رغم أن المدينة تجمع بين هذا وذاك لغة وفعلا، قبل أن يدخل هواة رياضة الحساب على الخط ويخرجوا بقراءات كان بعضها خال من سوء النية بينما طغى على أغلبها منطق الحسابات الخاصة.
لا أحد يمكنه أن ينكر بأن التحضير للتظاهرة شابه الكثير ولم يخلو من العيوب الناجمة إما عن تقصير أو سوء تقدير ظهر على مستويات مختلفة سيما التخطيط والمتابعة ، لكن الجدل لم يكن في كل الحالات نابع من غيرة على المدينة، بدليل أن الإنتقادات طالت جانب الإنجاز أكثر من الفعل الثقافي نفسه.
ومع ذلك لم تكن سنة 2015 عادية بالنسبة للقسنطينيين بكل ما حملته من حراك و تجاذبات وترفيه وحتى تشكيك.. المدينة تغيرت رغم وجود تحفظات على بعض المشاريع، كسبت مرافق ثقافية وخرج سكانها من رتابة اليوميات المتكررة والبحث الدائم عن ملاذات لكسر روتين الفراغ الثقافي.
قسنطينة الحاضرة، حضرت بقوة في الإعلام إن سلبيا أو إيجابيا، اكتشف الكثيرون جوانب جمالية فيها وتعرفوا على تاريخها. تدريجيا تفاعل سكانها مع التظاهرة وتجاوزوا الشك بالفضول، تفتحوا على معارض الفن التشكيلي وتصالحوا مع المسرح كما تعرفوا على أنواع جديدة من الموسيقى، وإن كان للحفلات الفنية النصيب الأكبر من الطوابير والتزاحم ، بفعل التعود، فإن الجمهور حاول أن يكون حاضرا أو على الأقل حاول أن يكون مواظبا طالما أتيحت له الفرصة.
اختيار قسنطينة كان نابعا من رغبة سياسية حرص رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على تحقيقها و منحها كهدية لسكان سيرتا التاريخ ،وسخرت الدولة ميزانية ضخمة تعدت 60 مليار دج لإنجاحها ، ما مكن من حصول الولاية على مشاريع هامة بحجم قاعة أحمد باي وأعاد لها بريقها .. لكن التظاهرة عمرها سنة، أما الثقافة فهي فعل ممتد يتوقف على صناعه ولا يمكن أن يكون بأوامر رئاسية أو وزارية، لذلك فإن استمرار الحراك يجب أن يعتمد على الاستثمار في مجال يعتقد الجزائريون أنه خدمة مجانية لا تختلف عن التطعيم، إلى درجة أن الحديث عن حفل مدفوع الثمن يصنع الجدل في زمن تعتبر فيه الثقافة صناعة تعيش على مداخيلها دول بأكملها.
وزارة الثقافة أعلنت مؤخرا عن سياسة جديدة للتخلص من التبذير و ظاهرة المهرجانات بالجملة و اكتفت بقائمة قصيرة للنشاطات ذات الجدوى، ودعا عز الدين ميهوبي الخواص لخوض المجال وتعويض الدولة في الكثير من أوجه الثقافة، بعد أن بينت عمليات التقييم أن الأموال تهدر في ولائم وتجمعات للأصدقاء، و اعترف الوزير أن هناك ملتقيات بلا برامج وبنفس قائمة الضيوف، وهم نفس الأشخاص الذين نجدهم يفتحون النار عند كل فرصة للحراك لمجرد أن أسماءهم لم ترد ضمن فعاليات وبمجرد التموقع تخفت تلك الأصوات، وحتى بعض جمعيات المجتمع المدني نجدها تتسابق على الصفوف الأولى وبطاقات الحضور وعند أول مناسبة تطلق أحكاما جزافية. لكن كل هذه المعطيات لا تعني بأن التظاهرة كانت كلها إيجابيات ومع ذلك من لا يمكن وصفها بالفاشلة لأن في ذلك ظلم للمدينة والتظاهرة.
النصر