الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تربية الأرانب.. نشاط بديل يخرج شباب البرج من البطالة
انتعشت شعبة تربية الأرانب مؤخرا بولاية برج بوعريريج، بفضل شباب و أرباب أُسر أرهقتهم ظروف البطالة القاسية، ففضلوا التشمير عن سواعدهم و البحث عن مجالات جديدة لإقامة مشاريع بإمكانياتهم الخاصة، بعدما سئموا من الإتكالية في التوظيف على القطاع العمومي و لدى الخواص، حيث أكدوا أنه و بالرغم من أن بداياتهم لم تكن سهلة، لكن إصرارهم و تحديهم للصعاب و العقبات أثمر عن نتائج ملموسة تجسدت في توسيع مشاريعهم و إنشائهم لمستثمرات فلاحية و منشآت لتربية الأرانب، انتقلت من مرحلة التجريب و المغامرة إلى نشاط قار يعتمد فيه المربون على الطرق العصرية، التي عادت عليهم بمنتوج وفير و فوائد كبيرة سمحت بتطوير مشاريعهم، و التفكير في عصرنتها أكثر و الطموح لبناء مستودعات كبيرة مجهزة بمكيفات هوائية. مشاريع أعطت ثمارها، في تنويع الثروة الحيوانية و كسر عائق التخوف من تسويق لحوم الأرانب لانعدام ثقافة استهلاك هذا النوع من اللحوم بين أفراد المجتمع، كما فتحت المجال لإنعاش نشاطات أخرى على غرار إنشاء مطاحن لتغذية الأرانب و فتح ورشات لصناعة الأقفاص و بطاريات تربية الأرانب .
الأنترنت لكسر حاجز التسويق و عصرنة نشاط و منشآت المربين
فؤاد، مالك، وليد، بلال، عينة من الشباب الذين فضلوا الاعتماد على أنفسهم في توفير مناصب العمل بإقامة مشاريع صغيرة لتربية الأرانب، داخل مستودعات و منشآت زارتها جريدة النصر و اطلعت على ظروف عملهم، بدأوا بإمكانيات بسيطة، لكن تفانيهم في العمل و تحديهم للصعاب من أجل توفير قوت عائلاتهم و حبهم لهذا النشاط، جعلهم يسجلون نجاحات.
زيادة على توفير مناصب العمل، ساهمت هذه المشاريع في إعادة بعث شعبة تربية الأرانب بولاية البرج، بعدما اندثرت منذ سنوات، بفعل الصعوبات التي واجهها المربون في تسويق المنتوج حسب مسؤولين بمديرية المصالح الفلاحية.
وقد أعاد بعض الشباب الطموحين و الشغوفين بتلك الحيوانات الصغيرة الحياة لهذا النشاط، من خلال مجهوداتهم التي تجاوزت الجهد البدني إلى اقتحام مجال الإعلان عبر صفحات الفايسبوك و مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق منتوجاتهم، مع التأكيد على أن لحوم الأرانب غذاء يتوفر على فوائد كثيرة أحسن بكثير من أنواع اللحوم الأخرى، لكونها غنية بالبروتين و صحية خالية من الكوليسترول.
اختار المغامرون الشباب وسائل التواصل العصرية على شبكة الانترنت لكسر حاجز نقص الطلب، حيث يقتصر سوق لحوم الأرانب على فئات معينة، بمناطق معروفة على غرار منطقة القبائل الكبرى خصوصا بولاية تيزي وزو، التي تتوفر على عديد المستثمرات الفلاحية و على مذبح خاص، و لكن تم مؤخرا تسجيل تطور في شعبة تربية الأرانب بولايات البرج سطيف و باتنة.
10 أمهات أرانب كافية لتوفير دخل شهري لعائلة
أكد الشبان الذين زرناهم أنهم اعتمدوا على إمكانياتهم الخاصة و لم يتحصلوا على أي دعم أو قرض سواء من قبل مصالح الفلاحة أو قروض التشغيل المخصصة للشباب على غرار قروض (كناك و أنساج)، و قالوا أن هذه الشعبة لازالت مهملة و مغيبة، و يتوجب على مصالح الفلاحة و الجهات المسؤولة، نشر ثقافة تربية الأرانب و تكوين الشباب في هذا المجال، مؤكدين أن تربية 10 أمهات ولودة يوفر منصب عمل و دخل شهري يكفي لإعالة أفراد أسرة كاملة.
كما أشاروا إلى أن هذا النشاط يتميز بغزارة المنتوج و نمو الأرانب في وقت قياسي، حيث تلد الأرنبة الواحدة حوالي 08 صغار في كل شهر، و قد تصل إلى 15 صغيرا في كل شهر، لكن و حفاظا على سلامتها يقوم المربي بإعطائها مهلة للراحة قد تصل إلى 10 أيام كل شهرين، و بالإضافة إلى تكاثرها السريع، تتميز أيضا بكمية لحومها، حيث يمكن أن يصل وزن الأرنب الواحد بين 05 إلى 06 كيلوغرام خلال أربعة أشهر أين يكون جاهزا للبيع، و هناك سلالات يصل وزن الأرنب الواحد منها ما بين 10 إلى 15 كيلوغرام حسب المربين، و تباع الأرانب اللحومة بعد بلوغها 04 إلى 06 أشهر من العمر.
و نحن نتجول وسط المستودع قال فؤاد أنه انطلق في المشروع مع شريكه كمال بإمكانيات بسيطة في أول الأمر من أجل التجربة أين صادفتهما مشاكل متعلقة بالتسويق، و عدم توفر العتاد اللازم ناهيك عن غلائه، بالإضافة إلى بعض المتاعب في التغذية التي عادة ما تكون سببا في إصابة الأرانب بمرض الإسهال و يشتكي المربون الذين التقينا بهم من ارتفاع أسعار القنطار الواحد من التغذية الذي يتراوح بين 5200 إلى 5400 دينار.
أرانب «أنقورا» و رأس الأسد مثل كلاب الكانيش للزينة
بينما كنا داخل المنشأة، نبهنا كمال و هو شاب على دراية كبيرة بنشاط تربية الأرانب، إلى تنوع السلالات و توفرها محليا، حيث راح يخرج بعض الأرانب من الأقفاص لكي نتمكن من معرفة مزايا كل سلالة و ملاحظة الاختلاف فيما بينها، و أشار أن كل السلالات التي تشتهر بتكاثرها و نموها السريع و لحومها التي تحتوي على فوائد كبيرة، يتم جلبها من الخارج، مضيفا أن أفضل السلالات اللحومة المختارة هي «الكاليفورني و النيوزلندي و النيوكالفورني و البربار و الشنشلة»، و جميعها تصلح للتربية من أجل بيع لحومها. كما يشتري البعض الأرانب لأجل الزينة و لديهم شغف كبير بها مثل تربية العصافير، و ذكر من بين سلالات أرانب الزينة «الأنقورا» التي تشبه ( كلب الكانيش) و سلالة أخرى تسمى»رأس الأسد» (تات دو ليون).
الفنادق و المطاعم أكبر زبون للحوم الأرانب
أكد جميع المربين الذين التقينا بهم أنهم لا يواجهون مشاكل حقيقية في التسويق لأن منتوجاتهم حاليا تستجيب لحجم الطلب، مشيرين إلى وجود طلبات من الفنادق و المرافق السياحية و المطاعم و المذبح الخاص بالأرانب، ما يتطلب الأمر ضمان توفير كمية كبيرة من الإنتاج بصفة يومية مستمرة، تفوق إمكانيات أصحاب المنشآت الصغيرة، قائلين أن بعض المطاعم بالياشير و بولاية تيزي وزو تستهلك يوميا حوالي 20 أرنبا، و يستحيل على المربين الصغار توفير تلك الكمية يوميا، ما يدفعهم إلى بيع منتوجهم للمواطنين بأسعار تتراوح بين 650 الى 850 دينار للكيلوغرام الواحد، و بين 350 إلى 380 دينار للكيلوغرام في حال بيع الأرنب حيا.
أشار بلال و هو شاب يزاول نشاط تربية الأرانب منذ خمس سنوات، أن طرق تربية الأرانب بدأت في التطور و الانتقال من الطرق البدائية إلى الطرق العصرية، بعدما كان غالبية الناس ينظرون إليها بنظرة هامشية و بصورة نمطية تكاد تكون تقتصر على المناطق القروية، التي يكون الاعتماد فيها على تغذية الأرانب بالكلأ و بقايا الخس و الحشائش. لكنها الآن تقوم على ضوابط و شروط لا بد منها لنجاح مشروع تربيتها، معتبرا أن تربية الأرانب أفضل من تربية الطيور، معيبا على البياطرة عدم إلمامهم بطرق العلاج الناجعة للأرانب في حال إصابتها بالأمراض الفتاكة على غرار التسممات.
رواج تربية الأرانب ينعش صناعة البطاريات و الأقفاص
صاحب انتعاش نشاط تربية الأرانب لجوء بعض الشباب إلى امتهان نشاطات جديدة، على غرار بوبكر ذباحي الذي حاول تطوير نشاطه في مجال التلحيم، إلى إنشاء ورشة خاصة بصناعة البطاريات و الأقفاص، حيث تحدث لنا عن تجربته، و قال أنه و بعد اشتغاله لمدة عشر سنوات في التلحيم، أراد تطوير نشاطه من خلال التفكير في احتياجات السوق، و حين التقى ابن عمه بلال الذي يمتهن نشاط تربية الأرانب، عرض عليه إمكانية تطوير عمله إلى صناعة أقفاص و بطاريات الأرانب، لكونها تعرف ندرة و نقصا كبيرا في السوق الوطنية فضلا عن غلائها.
قام بوبكر بعد تردد بفتح ورشة صغيرة، اطلعنا فيها على مراحل صناعة البطاريات، التي يتم الاعتماد فيها على السلك المغلفن لإنجاز شباك الأقفاص و صفائح معدنية مضادة للأكسدة توضع في القاعدة لتجميع الفضلات و تسهيل التخلص منها، بدل وقوعها على الأرض، بالإضافة إلى صناديق خشبية توضع فيها مواد التغذية، و نظام خاص لتوفير المياه و كذا صناديق توضع بجوار أقفاص الأرانب الولودة، لوضع صغارها مع إحداث فتحة صغيرة تمكن الأرنبة من الدخول إلى الصندوق لإرضاع صغارها و العودة بعد ذلك الى قفصها.
و أشار صاحب الورشة أنه يتلقى طلبات على منتوجاته من قبل المربين، عبر صفحته الخاصة في الفايسبوك و كذا من خلال الإعلانات التي يقوم بها عبر المواقع المجانية، كما يقوم بعرض البطاريات و بيعها بالأسواق المتواجدة بولايات البرج، سطيف و كذا بجاية، مشيرا إلى وجود اهتمام متزايد و شغف لدى الكثيرين بتربية الأرانب .
نقص الاتصال يحرم المربين من القروض و التسهيلات
تبين لنا خلال زيارتنا لمختلف المنشآت و مستودعات تربية الأرانب مدى جهل أغلب المربين بالتسهيلات و الدعم الذي توفره الدولة لصالحهم، فتنقلنا إلى مديرية المصالح الفلاحية أين التقينا بعدد من المسؤولين، الذين اعترفوا بالنقص الكبير في شعبة تربية الأرانب.
و أشار مسؤولون بمصالح الإحصاء و الثروة الحيوانية إلى بوادر إعادة بعث هذه الشعبة من خلال اتصال شبان بالمديرية لأجل الاستفسار عن قيمة الدعم، و قد استفاد شاب مؤخرا من قرض التحدي بقيمة 192 مليون سنتيم، لتجسيد مشروعه المتمثل في انجاز منشاة لتربية الأرانب ببلدية الماين في أقصى الجهة الشمالية لولاية البرج، كما تحصل أخر من بلدية تفرق على دعم قدره 54 مليون سنتيم لذات الغرض، 50 مليونا لشراء العتاد و التجهيزات الخاصة و 04 ملايين لشراء الأرانب.
من جانبها أكدت بخوش عزيزة مفتشة بيطرية بمديرية المصالح الفلاحية، أن شعبة تربية الأرانب بقيت بعيدة عن التطلعات، مشيرة إلى منح اعتماد واحد منذ سنة 2007، و قالت أن هذا النشاط غير مرغوب فيه من قبل المربين لوجود عوائق و صعوبات في التسويق، ناهيك عن تسجيل عجز في توفير المادة الأولية المستعملة في تغذية الأرانب خلال السنوات الفارطة ما دفع بالمربين إلى التخلي عن نشاطهم، و رغم توفيرها فيما بعد، إلا أن الموردين و النشطاء في مجال توفير التغذية توقفوا عن شرائها لتراجع الطلب عليها.
و نفت مفتشة البيطرة غياب الرعاية الصحية بالأرانب و قالت أن البياطرة على دراية بجميع الأمراض لكونهم تلقوا تعليما شاملا بالجامعات، كما أن لديهم استعدادا في مجال عملهم للذهاب إلى المنشأة للإطلاع على ظروف تربية الأرانب، ما يمكنهم من تقييم الحالات الخاصة، مشيرة إلى تزايد الوعي بين المربيين للإطلاع عن الطرق السليمة و العصرية لهذا النشاط، الذي كان يتم بطرق بدائية ما يتسبب في إصابة الأرانب بالأمراض الشائعة المتمثلة في التسممات (المرارة حسبما هو شائع) في الجهاز الهضمي، و الجرب و مخاطر أخرى، لا توضع في قائمة الأوبئة، منها الجروح التي تصيب الأرانب عندما توضع بالبطاريات غير متقنة الصنع و لا تتوفر على شروط السلامة، ما يتسبب في إصابتها بتقيحات تشكل مضاعفات تصل إلى حد هلاكها.
و أضافت أن شعبة تربية الأرانب تعد سهلة من ناحية منح الاعتماد مقارنة بتربية الطيور، لأن التحقيقات تقتصر على خروج لجنة البلدية لمنح الترخيص للمربي، مشيرة إلى توفر الظروف المساعدة على إعادة بعث هذه الشعبة، بما فيها توفر التغذية و تطور طرق التربية بالاعتماد على البطاريات العصرية، ولا يزال العائق الوحيد يتمثل في نقص ثقافة استهلاك لحوم الأرنب الذي يحتاج ربما إلى التحسيس و التوعية حسب ما أكدت المفتشة البيطرية.
ع/بوعبدالله