أعلنت وزارة التربية الوطنية في منشور صدر مؤخرا عن توسيع امتحان تقييم المكتسبات ليشمل نهاية الطورين الأول والثاني من مرحلة التعليم الابتدائي، بتنظيم...
أعلن مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، أول أمس الخميس، عن إطلاق مبادرة لتخفيض أسعار المواد واسعة الاستهلاك خلال شهر رمضان، للعام الثاني على...
أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، بجوهانسبرغ، تأييد الجزائر الكامل للأولويات الأربع التي حددها...
تم تحديد هوية الإرهابي الخطير الذي تمكنت مفرزة للجيش الوطني الشعبي من القضاء عليه أمس الخميس، بغابة شنقورة، كاف الشرقي بإقليم القطاع العسكري بالمدية، حسب...
أحيت الجزائر أمس الذكرى الخامسة و الخمسين لوقف إطلاق النار مع العدو الفرنسي في 19 مارس، و هو عيد النصر الذي انتصر فيه الشعب الجزائري المجاهد على أكبر قوة استعمارية غازية في الحلف الأطلسي.
هذا العيد يعتبره الكثير من المجاهدين الأوائل الذين رضعوا حليب الحركة الوطنية، بمثابة يوم الاستقلال الحقيقي للوطن و يطالب من ينتظر منهم و إلى الآن، بترسيمه عيدا وطنيا لدلالاته العميقة كواحد من تواريخ الإنسانية التي انهزمت فيه فرنسا شرّ هزيمة و انتصر فيه الحق على الباطل بعد معارك غير متكافئة.
فالانتصار على الاستعمار الفرنسي الذي يتفوق عن غيره ببطشه ضد الأهالي و بغضه لثقافتهم، لم يكن بالأمر الهيّن أو اليسير، ذلك أن المقاومة الشعبية ضد هذا الوافد غير المرغوب فيه، لم تهدأ يوما و لم تتوقف لحظة، طيلة أكثر من مئة و اثنين و ثلاثين سنة، دفع فيها الشعب الجزائري الملايين من الشهداء الأخيار، فداء للوطن حتى تعيش الأجيال الصاعدة طعم الحرية و الاستقلال.
التذكير مرّة أخرى بالانتصار على فرنسا الاستعمارية، لا يجب أن يتوقف و سيستمر إلى الأبد و من حق حماة الذاكرة الوطنية أن يذكّروا الاستدمار بجرائمه ضد الإنسانية و فضحه في المحافل الدولية، حتى لا يكرّر فعلته التي فعل بأي شكل من أشكال المكر الحديثة.
إن إحياء مثل هذه المناسبات التاريخية بصفة رسمية كل مرّة في ولاية من الولايات، هي وسيلة من الوسائل البيداغوجية التي تكرّس الحفاظ على الذاكرة الجماعية و تنمّي الشعور الوطني لدى الأجيال المتلاحقة. إنها ليست فقط وقفة للإعتزاز و الافتخار بما حققه الآباء و الأجداد من بطولات للدفاع عن الأرض و العرض، إنها أيضا مواعيد مقدّسة يلتزم فيها الأبناء و الأحفاد بتكرار بطولات جيل نوفمبر في الدفاع عن الجزائر و مصالحها بمختلف الطرق الحديثة و في مختلف الأزمنة و الأمكنة.
قد يبدو بالنسبة للبعض من الأجيال التي لم تعش ويلات الاستعمار و لم تتشبّع كما ينبغي بالتاريخ الوطني الحافل بالبطولات، أن الاحتفالات بالوقائع التاريخية في حياة الشعوب، هي مجرد إحياء آلي لذكريات أليمة عاشتها أجيال و أجيال على أرض الجزائر الطيبة.
إنها ليست كذلك ..إنها عهد أبدي على عدم النسيان و التفريط في حق الشهداء و ذاكرتهم و الاستمرار في مساءلة فرنسا الرسمية إلى غاية الإعتراف بجرائمها الاستعمارية على أرض الجزائر على أنها جريمة ضد الإنسانية أولا و ثانيا تقديم اعتذاراتها العلانية عمّا بدر منها طيلة أكثر من قرن من الظلم و البطش.
هذه الخطوة التي لم تتحقق بعد من قبل مستعمر الأمس ، تشكل اليوم شوكة في حلق الأغلبية الساحقة من الطبقة السياسية الفرنسية التي لم تهضم بعد أكثر من خمسين سنة، هزيمة جيشها عسكريا في حرب الجزائر، كما انهزم في معركة ديان بيان فو الشهيرة أمام جيش تحرير الفيتنام.
الدولة الفرنسية و بعد أكثر من نصف قرن عن هزيمتها المذلة في 19 مارس 1962 ، لم تتعاف بعد من عقدتها الاستعمارية و تخاف أن تنهزم مرّة أخرى في معركة الذاكرة التي لا تقل وقعا في ظل إصرار الشعب الجزائري على بلوغ مراده في التأريخ لهزيمة التلميذ الغبي.
و ما يقلق فرنسا أكثر أن ماضيها الاستعماري في الجزائر لم يعد محل إشادة أو تشريف في منظور فئة من الجيل الجديد للشباب الفرنسي و منهم أصغر المرشحين و الأوفر حظا لدخول الإليزيه.
النصر