التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
وجه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الاربعاء، رسالة عشية إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29 نوفمبر)، قرأها نيابة عنه وزير...
عرفت تصفيات مسابقة تحدي القراءة العربي بالجزائر مشاركة قياسية هذا العام سعيا وراء لقب صنع مجد الطفل محمد عبد الله فرح، ابن قسنطينة الذي تحوّل إلى نجم وبطل قومي في نظر الكبار قبل الصغار، بعد أن افتك جائزة مالية معتبرة ونافس نجوم الكرة في الاهتمام الشعبي والرسمي.
المشاركة هذه المرة وحسب ما رصدته النصر في تصفيات قسنطينة وبعض الولايات، لم تكن بدفع من الأولياء فقط بل جاءت برغبة من أطفال يعيشون في عصر التكنولوجيا بكل ما تتيحه من تفتح على العالم، فهموا بعدما حصل مع محمد فرح أن النجومية قد تتأتى بالقراءة، وقد يكون حلم نسبة كبيرة منهم الحصول على المبلغ المالي وما يمكن أن يمثله في مخيلة طفل صغير، إلا أن الانخراط في مسابقة للقراءة في حد ذاته يعد حالة صحية.
أصبحت القراءة في السنوات الأخيرة لا تعني أكثـر من كتاب مدرسي ُيقيد به الطفل لسنوات، في إلزامية لا تخلو من احتمالات حدوث قطيعة أزلية مع كل ما يرمز للكتاب لسبب أو لآخر، وخارج أسوار المدرسة نادرا ما يجد الصغار ما يجعلهم يتعلقون بالقراءة، على العكس قد تُكرس في أذهانهم مفاهيم خاطئة تنسيهم تلك الرغبة التي يولدون بها، وشيئا فشيئا يصبح حمل كتاب أمرا يستدعي الخجل.
حياتنا لا تخلو من حالات التهكم على من يقرأ داخل الحافلة أو قاعة انتظار، أو من يحمل كتابا بدل حمل سلاح أبيض أو حجر في الشارع، إلى درجة أننا نستغرب قدرة طفل صغير على قراءة وتلخيص كتب، بل وجعلنا منه بطلا قوميا وكائنا خارقا للعادة قد لا يتكرر، ما كاد أن يفقده توازنه، مع أن مدارسنا لا تخلو من أمثال عبد الله فرح، وآخر حالة هي الطفلة أميمة من تبسة التي تخوض هي الأخرى مسابقة تحدي القراءة، وأبانت من خلال مسابقة محلية عن قدرات كبيرة على تعلم اللغات، حيث تجيد وهي ابنه العاشرة، الإنجليزية والإسبانية والفرنسية إلى جانب العربية، كما أنها تمارس الرياضة باقتدار.
يكفي أن يجد الطفل أدوات للتحفيز والمحيط الملائم حتى يأخذ طريقه الصحيح وتتكون لديه كـأي طفل في العالم قدرات يسهل صقلها، لكن للأسف الطفل في الجزائر لم يجد غير الجائزة المالية دافعا للإعلان عن حبه للكتاب، وهنا لا يمكن أن نلومه لأن المسابقات عرف عالمي، والإنسان أكثـر ما يحفزه هو المادة.
قد يكون المال الخليجي قد حرك آلة القراءة عندنا، لكن يبقى العمل الأكبر يتوقف على ما يقدم لهواة المطالعة بخلق ثقافة تنافسية يحركها حب القراءة يكون طرفاها الأسرة والمدرسة، أين يتلقى الطفل أولى مداركه.
الطوابير الطويلة التي شهدتها التصفيات في عدد من الولايات وإن حركتها جائزة دسمة، تبشر بالكثير إن أحسن الاستثمار في هذا الشغف، سواء من وزارة التربية أو القائمين على الشأن الثقافي، وقد تكون القراءة بداية العلاج لأمراض اجتماعية ونفسية أحكمت سيطرتها على سلوك الجزائريين، حتى إن كان ذلك بمقابل مرتفع، لأن الاستثمار في العنصر البشري لا يقدر بثمن .
النصر