تفكيــك شبكــة وطنيـــة لتزويـر العملــة تسـتـهــدف مـــوّالي الشــرق

كشفت، أمس، مصادر موثوقة للنصر أن عناصر فصيلة الأبحاث والتحريات بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بأم البواقي، نجحت في تفكيك شبكة وطنية مختصة في تزوير وترويج العملة الوطنية، أين يستهدف عناصرها أسواق الماشية للنصب بسهولة على الموالين والمربين، وتمكن أفراد الفصيلة من الإطاحة بعناصر الشبكة المقدر عددهم بـ7 أشخاص، والذين حولوا أمام قاضي التحقيق بمحكمة عين مليلة الابتدائية الذي أمر بإيداعهم رهن الحبس المؤقت.
مصادر النصر كشفت بأن تفكيك الشبكة جاء عقب سلسلة تحريات معمقة باشرها عناصر الفصيلة، بعد أن تقدم أمامهم موال من عين مليلة تعرض للنصب والاحتيال على يد بعض أفراد الشبكة على مستوى سوق المواشي بمدينة الخروب بقسنطينة، أين اشترى منه عناصر الشبكة 8 رؤوس من الماشية بمبلغ مالي قدر بنحو 22.4 مليون سنتيم، لتنطلق التحقيقات الأمنية بعد الاشتباه في كون المشكوك فيهم ينحدرون من باتنة، ليتطلب الأمر الحصول على إذن بتمديد الاختصاص لولايتي باتنة وقسنطينة، أين تم بعد الاعتماد على سجل المكالمات الهاتفية الإيقاع بعنصرين من الشبكة ينحدران من باتنة وتوقيف آخرين ينحدرون من قسنطينة، واسترجاع رؤوس الماشية التي ترجع للضحية، وقدر عدد الموقوفين إجمالا بنحو 7 أشخاص تراوحت أعمارهم بين 25 و40 سنة جلهم بطالون وبينهم طالب جامعي، وبينت صحيفة سوابقهم القضائية بأنهم مسبوقون قضائيا في قضايا مختلفة ويتورطون لأول مرة في جريمة تزوير العملة، في الوقت الذي اتضح بأن الشبكة تستغل منزل أحد أفرادها بمخرج مدينة عين مليلة باتجاه قسنطينة كورشة سرية لتزوير العملة الوطنية. مصادرنا بينت بأن تفتيش المنزل المحول إلى ورشة سرية مكن من استرجاع جهاز إعلام آلي ولواحقه ولوحات ترقيم لمركبات مختلفة، وهواتف نقالة ولفائف ورقية إضافة إلى 3 رزم للفائف من خيط تأمين النقود المعروف تقنيا بـ”خيط فيليغراف”، إضافة إلى حجز أقراص مضغوطة بها نماذج لأوراق نقدية وبرامج الكترونية تساعد على تزوير العملة، وحجز مبالغ مالية جاهزة للتزوير بعد قيام الشبكة بطباعتها في انتظار قصها، كما تم ضبط واسترجاع مركبة نفعية من نوع “بيجو 404” يستعملها عناصر الشبكة لنقل الماشية التي يتم شراؤها عن طريق الأوراق المزورة.
المعطيات المؤكدة التي نحوزها تشير إلى أن عناصر الشبكة مختصون في تزوير العملة الوطنية، وبينت التحريات بأن اختصاصهم هو ورقة ألفي دينار، فالمبلغ المالي المزور من طرفهم قارب 82 مليون سنتيم وهو المبلغ الذي كان الموقوفون السبعة بصدد ترويجه وسط الموالين بأسواق الماشية، أين شرعوا في ترويج العملة في هذا النوع من الأسواق في ظل الإقبال المتزايد للموالين عليها عشية حلول عيد الأضحى، وينفذون جل عملياتهم في الساعات الأولى لكل سوق حتى يتمكنوا من الفرار بعد استهدافهم قطعانا من المواشي، وبينت الخبرة العلمية المنجزة على الورق الذي تستعمله الشبكة في تزوير الأوراق النقدية المحجوزة بأن نوعيته مشابهة للورق الأصلي. عناصر الشبكة اتضح من خلال كشف مكالماتهم الهاتفية بأنهم متنقلون بين أسواق الماشية بالخروب بقسنطينة وأم البواقي وقسنطينة وميلة وتبسة وسطيف، واتضح بأن نشاطهم يمتد حتى لولايات بوسط البلاد، وبينت عملية التفتيش الدقيق لعناصر الشبكة بأن بحوزتهم مبلغ مالي يقارب 40 مليون سنتيم يعتبر من عائدات عملية تزوير النقود، أين يقدم أفراد الشبكة مبالغ مزورة لعدد من الضحايا الذين لم يتأسسوا بعد كأطراف مدنية ويسعون لتغييرها بمبالغ سليمة، عناصر فصيلة الأبحاث من جهتهم قدموا الموقوفون السبعة أمام وكيل الجمهورية بمحكمة عين مليلة الذي أحال الملف على قاضي التحقيق بذات المحكمة، والذي أصدر عشية أمس أمرا بإيداع جميع الموقوفين رهن الحبس المؤقت عن جناية تكوين جمعية أشرار وتزوير أوراق نقدية ذات سعر قانوني داخل التراب الوطني وطرحها للترويج والتداول والنصب والاحتيال.      
أحمد ذيب