استقبل رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأحد، نائب وزير القوات المسلحة الكوبية، الفريق...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأحد بمقر رئاسة الجمهورية، عميد مسجد باريس، الدكتور شمس الدين حفيز، وفق ما أفاد به بيان لرئاسة...
استقبل رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول أنيل شوهان، رئيس أركان دفاع...
* رئيس الجمهورية تبنى سياسة رشيدة ترتكز على الطابع الاجتماعي للدولة lتوزيع أزيد من مليون و700 وحدة سكنية بين 2020 و2024 lتوفير الأوعية العقارية التي ستحتضن...
الجزائر لم تعد بالنسبة للقوى العظمى ذلك البلد النفطي الغني الذي يصدّر الطاقة إلى العالم و فقط، بل أصبحت أيضا بلدا مصدّرا للأمن و الاستقرار في المنطقة العربية و الإفريقية و الأورو- متوسطية التي تتهددها مجموعة من الأخطار الأمنية و تضعها على فوهة بركان قابل للثوران في أي لحظة.
هذه الخلاصة توصّل إليها السفير الأمريكي الجديد السيد جون ديروشر الذي أكد تعيينه مجلس الشيوخ الأمريكي خلفا للمنتهية عهدتها جوهان بولاشيك التي مافتئت خلال سنوات من النشاط الدبلوماسي المكثّف تردّد مقولتها الشهيرة القائلة بأنه من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية و كذا الدول العظمى أن تبقى الجزائر دولة مستقرة و آمنة في المنطقة و تعمل على إشاعة السلم و الأمن في محيطها الإقليمي.
الموقع الذي أصبحت تحتله الجزائر على المستوى الإقليمي و الدولي، في نظر أهم التمثيليات الدبلوماسية و الهيئات الأوروبية ذات المصداقية، لا يشكل بأي حال من الأحوال إطراءات دبلوماسية عابرة لإقحام الجزائر و جرّها عسكريا في النزاعات و الصراعات الإقليمية ، بقدر ما يضعها على رأس القوى الفاعلة التي تشكل قوة اقتراح صادقة تمر عبرها الحلول السلمية لأهم بؤر التوتر التي اندلعت تباعا خلال السنوات الأخيرة.
و الجزائر التي تصدّر الأمن و الاستقرار إلى العالم اليوم، مؤهلة لذلك دون منازع فلديها من التجربة الطويلة ما يكفيها لتشجيع الفرقاء المتحاربين في مالي و في ليبيا و اليمن و سوريا و العراق و أخيرا أزمة ما بين الخليجيين، على استبعاد الحلول الأمنية و العسكرية في تسوية الخلافات السياسية و المذهبية و حتى الخلافات ذات الطبيعة المصلحية الضيّقة لكل دولة.
الجزائر عبر تاريخها الطويل و الحافل بالمواقف المشرفة تجاه القضايا العادلة في العالم، لم تدّخر يوما جهدها الدبلوماسي على مدى نصف قرن، في الدعوة إلى وضع السلاح جانبا و الجلوس إلى طاولة الحوار، ذلك أن كل المواجهات المسلحة تنتهي آجلا أو عاجلا بحلول تفاوضية سلمية يقدم فيها كل طرف مجموعة من التنازلات.
و ما المصالحة الوطنية التي جاءت بعد عشرية من الدمار و الخراب، إلا تجربة فريدة في العالم العربي و الإسلامي، تم بموجبها إطفاء أخطر أزمة أمنية و سياسية عرفتها الجزائر خلال التسعينات في الوقت الذي كانت فيه الدول العربية تنعم بالأمن و الاستقرار معتقدة خطأ أنها محصّنة ضد محاولات خارجية لإعادة تشكيل المنطقة العربية من جديد.
و الحقيقة أن الجزائر التي ترشحها القوى العظمى اليوم للعب دور فعّال في تسوية النزاعات بطريقة سلمية، رفعت من قبل صوتها عاليا ليسمعه كافة الأشقاء العرب و هي تحذرهم من عدم تكرار التجارب المأساوية و عدم السقوط في خطيئة الحلول الأمنية و العسكرية الصرفة، باعتبارها البوابة المفضّلة لتسلل القوى الخارجية و تدخلها في الأزمات الداخلية للدول و إطالة أمدها.
فالأزمة اللّيبية لم تعد بين اللّيبيين لوحدهم بل توسّعت إلى بؤرة عالمية تتقاذفها مصالح قوى إقليمية و دولية، و هو ما ينطبق على بقية الحروب الأهلية التي لا يراد لها أن تنطفئ بعالمنا العربي.
عملة الأمن و الاستقرار عملة أصبحت غالية و نادرة في هذا الزمن المليء بالفتن المذهبية و الطائفية و الحروب المحيطة بنا من كل جانب، و أن عملية تصديرها و تسويقها تحتاج فعلا إلى مصدّر نزيه كالجزائر يقف على مسافة واحدة من جميع المحاربين ليقنعهم بأن سلعة إحلال السلم هي السبيل الوحيد للخلاص من الجحيم الذي تعيشه الشعوب المغلوبة على أمرها.
النصر