* الجزائر تخطو اليوم خطوات نحو ضمان الأمن المائي أكد خبراء اقتصاديون، أمس، أن مصانع تحلية مياه البحر الجديدة، تعتبر مكسبا كبيرا في إطار تعزيز الأمن...
نظم المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات، مساء أمس، حفلا لتتويج الفائزين في منافسات «هاكثونات ابتكار الجزائر آفاق 2027 « بحضور أعضاء من الحكومة...
أعلن وزير الصناعة، سيفي غريب، اليوم السبت بالجزائر العاصمة، عن إطلاق شبكة وطنية لقطع غيار المركبات والسيارات، تضم كل المنتجين المحليين لهذه القطع،...
اتفق وزير السكن والعمران والمدينة محمد طارق بلعريبي، ووزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري يوسف شرفة، على إنشاء لجنة تقنية مشتركة تعمل على...
lحملات على مواقع التواصل لمقاطعة الزيارات العائلية
يأتي العيد هذه السنة في ظل ظروف استثنائية، مع ضرورة الالتزام بمبدأ التباعد الاجتماعي لأجل الوقاية و احتمالية فرض حجر صحي كلي، وهو ما سيضع الأفراد أمام ضرورة المكوث في المنزل طيلة يومين كاملين، يرى الكثيرون بأن تجاوزهما سيكون صعبا جدا خصوصا و أن أمسية العيد وحدها تعرف بثقلها و طول ساعاتها حتى في الظروف العادية، كما أن فكرة تجاوز صلاة العيد و التخلي عن العادات المرتبطة بهذه المناسبة بما في ذلك التزاور و التغافر سيكون شبه مستحيل، وعليه يقترح مختصون في علم النفس العيادي، بعض الحيل و الأساليب للتغلب على الملل و خلق أجواء عائلية تساعد على التأقلم بما في ذلك العودة لنمط الحياة القديم والاستفادة من مزايا التكنولوجيا الحديثة.
l إعداد :هدى طابي
رغم إصرار الكثير من العائلات على التحضير للعيد و التسوق لاقتناء كل ما يرتبط بعاداته و تقاليده، بما في ذلك مستلزمات الحلويات و الكسوة، إلا أن الأجواء التي ستسود المناسبة تعتبر هاجسا بالنسبة للبعض و عاملا مفسدا للبهجة في نظر الآخرين، خصوصا و أن التقارب الاجتماعي و عادات التغافر و تبادل الزيارات العائلية، ناهيك عن صلاة العيد في المساجد، لن تكون ممكنة في ظل الظروف التي فرضها فيروس كورونا، و حتى وإن كان هنالك مواطنون يصرون على الخروج و إنكار الواقع من خلال ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، فإن ذلك سيعود بنتائج وخيمة على الصحة مع تزايد أعداد المصابين و تفشي العدوى، وهو ما جعل مواطنين و ناشطين يطلقون حملات على مواقع التواصل الاجتماعي لرفض الزيارات أيام العيد و تشجيع البقاء في المنزل حفاضا على الصحة، على غرار حملة « لا تزرني و لا تقبلني رسالة معايدة تكفيني»، و قد ذهب الكثيرون لنشر إعلانات مباشرة على صفحاتهم و حساباتهم يعتذرون فيها مسبقا من معارفهم و أقاربهم و يؤكدون بأنهم يرفضون استقبال الضيوف ويفضلون التغافر عن بعد حتى وإن كان ذلك عبر الرسالة المستهلكة و المكرسة التي تفتقر للعاطفة الحقيقية.
من جهة ثانية، تداول الكثيرون قرار لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينة و الأوقاف، المتعلق بالدعوة لتفادي الزيارات العائلية حماية لسلامة الأشخاص، حيث أعاد رواد الفيسبوك نشر المقطع الذي جاء فيه بأنه» لا يجوز أن نجعل من صلة الأرحام و التزاور سببا في حدوث العدوى و انتشار فيروس كورونا و ينبغي الاكتفاء في التهاني و صحة الأرحام، بوسائل التواصل الحديثة، للجمع بين تجسيد هذه القيم الدينية و الأخلاقية و الاجتماعية، وبين ضمان التباعد الاجتماعي و تجنب الاحتكاك».
تطبيقات مسنجر وزوم و إيمو البديل الأضمن
من جهة ثانية، يقترح الكثيرون على بعضهم منذ أيام، الاستعانة بوسائط التواصل الاجتماعي الحديثة، لتعويض التفاعل الاجتماعي المباشر، حيث يعتبر تطبيق زوم، من بين أكثر المنصات التفاعلية التي يتداولها المستخدمون في هذه الأيام و يشجعون بعضهم على تحميله لأجل التواصل عبره خلال أيام العيد، خصوصا وأنه يوفر خاصية الاتصال عبر الفيديو المباشر مع إمكانية ربط أكثر من شخص واحد بالمحادثة، وهو ما من شأنه أن يخلق أجواء حميمية تشبه اللقاءات العائلية.
ويأتي تطبيق زوم في المرتبة الثانية، كونه يمنح فرصة الاتصال عبر الفيديو مجانا من أي مكان في العام، وهي نفس الخدمة التي توفرها منصات تفاعلية أخرى على غرار مسنجر و سكايب، ما يقدم حسب الكثيرين، بدائل عن الزيارات و الاحتكاك المباشر، و يشجع بالمقابل على البقاء في المنزل مع الحفاظ على التواصل الاجتماعي، وبالتالي التخلص من الملل و تجنب الشعور بالعزلة أو الوحدة، التي تعتبر بناء على آراء مختصين في علم النفس، من أهم الأسباب وراء كسر المواطنين للحجر الصحي و حجتهم للخروج للشارع، مشيرين إلى أن الإنسان قادر على التكيف مع أي تغير في نمط حياته و تقبل الظروف الاستثنائية في حال تحلى بروح المسؤولية تجاه نفسه و تجاه المجتمع، مقترحين جملة من الحيل التي من شأنها أن تساعد على تخطي هذه المرحلة بسلام.
r الأخصائي النفساني العيادي كمال بن عميرة: الحل في إحياء النشاطات العائلية القديمة و التمسك بالوازع الديني
يؤكد الأخصائي النفساني العيادي كمال بن عميرة، بأن التكيف مع ظرف خاص بما في ذلك ما نعيشه بسبب كوفيد 19، يتطلب استعدادا نفسيا مسبقا، و في هذه الحالة يكمن الحل حسبه، في تعزيز سلطة الوازع الديني وذلك على اعتبار أننا نتحدث عن أفراد يعيشون في مجتمع مسلم و عن مناسبة ذات بعد ديني و عقائدي، بالتالي فإن المسؤولية الأخلاقية تعد الدعامة التي يتعين علينا أن نرتكز عليها لإلزام أنفسنا بضرورة البقاء في المنازل أيام العيد و احترام التباعد الاجتماعي و إجراءات الحجر، خصوصا في ما يتعلق بالأشخاص الراشدين خصوصا من يميلون إلى الإنكار و التمرد على القوانين الاجتماعية.
من جهة ثانية، يقول الأخصائي، بأنه يتوجب على المواطن إعادة ترتيب أولوياته بحيث يضع الحياة و الحفاظ على الصحة في المرتبة الأولى، قبل العادات و التقاليد، خصوصا وأن ما نعيشه هو مرحلة مؤقتة، وهنا يمكن كما أوضح، أن نستعين ببعض الحيل لتسهيل الأمر كالتخلي عن تحضيرات العيد بما في ذلك عدم اقتناء الملابس الجديدة مثلا و بالتالي تخفيف الأسباب التي قد تشجع على الخروج، على أن يستعيد رب الأسرة خلال هذه الفترة سلطته و يفرض نظاما معينا فيؤم العائلة خلال صلاة العيد و يتوجه إلى أفرادها بخطاب توعوي، يذكر فيه بنمط الحياة القديم الذي اعتادوه قبل ظهور مواقع التواصل التي فرضت نوعا من العزلة و الاغتراب بين أفراد البيت الواحد، ويقترح الأخصائي أن تستعين العائلة ببعض الألعاب التقليدية البسيطة كلعبة الكلمات أو الأوراق وغيرها من النشاطات المعروفة و التي كانت وسائلنا للتسلية قبل هيمنة التكنولوجيا على حياتنا.
r الأخصائية النفسانية نجية رجم: تكنولوجيا التواصل الحديثة أفضل وسيلة للتــــأقلـــــــم مـــــــــع الوضــــــــــع
من جانبها ترى الأخصائية النفسانية العيادية، نجية رجم، بأن أهمية و فائدة تكنولوجيا التواصل الاجتماعي، تظهر في مثل هذه الظروف، فتطبيقات التواصل عن طريق الفيديو تعتبر وسيلة لتعويض التفاعل الاجتماعي و الاحتكاك المباشر، و تعد حلا مثاليا للقضاء على الملل و تجاوز ثقل الساعات الطويلة و كسر الروتين لأن فكرة التواصل أو التغافر عن بعد لا تعد جديدة في مجتمعنا، فقد أصبحت جزءا من سلوكيات المواطنين خلال الأعياد في السنوات الأخيرة، إذ بات الكثيرون يكتفون بتبادل التهاني من خلال رسائل نصية قصيرة أو مكالمات هاتفية و بعض الفيديوهات و الصور التي يتداولونها عبر مواقع كفيسبوك.
يأتي أيضا دور الأسرة كعامل رئيسي لتسهيل التأقلم مع الوضع، خصوصا بالنسبة لفئتي الأطفال و المراهقين، وفي هذه الحالة تشير المتحدثة، إلى ضرورة توفير جو مناسب داخل المنزل بعيدا عن التوتر و العصبية، دون الإخلال بتقاليد العيد التي نعرفها، حيث يمكن أن نرتب المنزل بشكل خاص و أن نحضر ألذ الأطباق و الحلويات كما عهدناه طيلة حياتنا، لكن شريطة منح حرية أكثر لأفراد العائلة للاستمتاع بهذه التحضيرات التي كانت موجهة في العادة للضيوف و الزوار، أي أن نجعل الفرد يشعر بأنه مميز داخل أسرته و أنه يحظى بمعاملة الضيف، وهو ما من شأنه منحه شعورا بالراحة و الانتماء للأسرة فتقل حاجته إلى التفاعل الاجتماعي خارج هذا المحيط.
كما تعتبر التوعية النفسية كذلك مهمة لمساعدة الأشخاص على التكيف، إذ تدعو الأخصائية، للابتعاد عن أسلوب التخويف و الترهيب المبالغ فيه ، لأن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية، فالتعرض للضغط سيدفع الفرد للبحث عن وسيلة للترفيه عن النفس والحل الوحيد سيكون الخروج للشارع للشعور بالتحرر، كما أن أسلوب التواصل يجب أن يكون سلسا بين أفراد الأسرة لتشجع البقاء في المنزل لأن القاعدة تقول حسبها «بأن كل ممنوع مرغوب»، و محاولة ردع مراهق أو شاب عن الخروج سيدفعه لانتهاج سلوك مغاير.