* تسخير 54 ألف تاجر لخدمة متواصلة * تطبيق "مرافق كوم" للتبليغ عن المخالفين * طرح كميات هامة من البطاطا المخزنة لضبط الأسعار لضبط الأسعار وسد الطريق أمام...
كشف الأمين العام لوزارة النقل، جمال الدين عبد الغني دريدي، بجيجل أول أمس، عن إسداء تعليمات صارمة لمدراء مختلف الموانئ، من أجل العمل على التسريع في...
شدد الاحتلال الصهيوني حصاره وعدوانه على قطاع غزة خلال شهر رمضان، حيث لم تدخل المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع منذ 2 مارس الماضي، مما فاقم...
في إطار محاربة الجريمة المنظمة وبفضل الاستغلال الأمثل للمعلومات، قامت مفرزة للدرك الوطني إثر عملية بقرية سلام، بلدية باب العسة الحدودية ولاية تلمسان بإقليم...
تحوّلت نهائيات كأس العالم الجاريّة في قطر إلى ميدانِ حربٍ رمزيّةٍ كشفت عن عنفٍ كامنٍ في الحضارة الإنسانيّة الراهنة يتغذى على إرث من الصراعات، مدفوعًا برهاناتٍ سيّاسيّة واقتصاديّة أحاطت بتظاهرةٍ تجاوزت طابعها الرياضي.
وبلغ الأمرُ بأممٍ أوروبيّة معذّبة بتراجعِ أسهمِها على المسرحِ الكونيِّ، إلى استدعاء تاريخها الاستعماري والاستنجاد بقاموس عنصري لوصف البلد العربي "الصغير" الذي تجاسر على اللّعب في ساحة الكبار، ولم يكن ظهور مشجعين إنجليز في زي الجنود الصليبيين في قطر، سوى حلقة أخيرة في سلسلة من حملةٍ شنّتها وسائلُ إعلام غربيّة لم يتردّد بعض مُمثليها في التعبير عن ازدراء ثقافة ودين مستضيف المونديال، مثلما فعل صحافي فرنسي وهو يؤكد انزعاجه من كثـرة المساجد.
وقد تم استخدام "الذريعة الإنسانية" في هذه الحملة من خلال حديث مكثّف عن ظروف عمال مرافق كأس العالم، قبل أن يتم إخراج "علم الرينبو" لإحراج "المسلمين" الذين يرفضون الاعتراف بحقوق المثليين.
و بلغت "المنازلة" أوجها حين استغلت وزيرة الداخلية الألمانية حصانتها الدبلوماسية لإخفاء الشارة التي مُنع قائد منتخب بلادها من ارتدائها قبل إظهارها في المدرجات، كما قام اللاعبون الألمان بالاحتجاج على ما اعتبروه قمعًا لحريّة التعبير من خلال وضع الأيدي على الأفواه عند أخذ الصوّر في مباراتهم الافتتاحيّة وهو ما ردّ عليه مناصرون عرب بحمل صوّر اللاعب الألماني مسعود أوزيل الذي تعرّض لمضايقات بسبب إسلامه ومناصرته للمسلمين.
وبالطبع فإن إسرائيل ستدعو نفسها إلى هذا المحفل من خلال مراسلين صحافيين ذهبوا للبرهان على "كراهيّة" العرب لهم، في مسعى يتقاطع مع المسعى الغربي للتأكيد على عدم جدارة العرب بتنظيم تظاهرة في قيمة كأس العالم.
وإذا كانت كرةُ القدم هي التعويض الرّمزي عن "الحروب المفقودة" بين الأممِ، فإنّ السّجال الحاصل يخفي حربًا أخرى في سوق الجدارة، لا يمكن إنكار طابعها الديني في ظل عودة الأصوليات والقوميات في الغرب قبل الشّرق، وتآكل القيّم التي كثيراً ما قُدمت كنموذج للإنسانيّة جمعاء، تحت ضغط المصالح الذي بعث النزعات الكولونياليّة وهوس التفوّق والسيطرة، وانتهى بحروب عبثيّة تحت عنوان التبشير بالديمقراطية، وربما كان توحّد أبطال الحروب ذاتها تحت راية قوس قزح ، أقسى تعبير عن مأزق حضاري!
سليم بوفنداسة