* رئيس الجمهورية ينهي مهام والي غليزان و يعين كمال بركان خلفا له أقر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، حركة في سلك الأمناء...
شدّد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، على أن الاهتمام بالذاكرة الوطنية واجب مقدّس لا يقبل المساومة، وثمّن المكاسب التي حققتها الجزائر في...
تخضع الأسواق الجوارية التي تم افتتاحها مؤخرا عبر كافة البلديات لزيارات تفتيشية من قبل مسؤولين مركزيين بوزارة التجارة الداخلية وضبط السوق للوقوف على...
درست الحكومة خلال اجتماعها، أمس الأربعاء، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، عددا من المشاريع تتعلق بإنشاء سلطة وطنية للموانئ، وكذا تطوير استغلال...
في ظرف قصير تحوّلت الجزائر إلى وجهة جديدة و مفضّلة لقوافل من المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين و الذين أصبحوا يتدفقون في الآونة الأخيرة بأعداد مضاعفة و مقلقة إلى درجة شكلوا معها ظاهرة تستدعي التعامل معها بما يحفظ مصالح الدولة الجزائرية و أمنها القومي.
و هي الرسالة التي عمل وزير الداخلية و الجماعات المحلية على إيصالها و تبليغها إلى وزراء أربع عشرة دولة إفريقية و عربية و غربية تعاني هي الأخرى بدرجات متفاوتة من آثار هذه الظاهرة الإنسانية التي تفاقمت بفعل الحروب و الفقر في قارة إفريقيا و أصبحت تهدد قارة أوروبا بطوفان بشري يبحث عن غريزة البقاء المتمثلة في الوصول إلى مصادر الغذاء و الأمن.
الوجهة الجزائرية للمهاجرين غير الشرعيين لا يجب أن تتحملها الدولة الجزائرية لوحدها بالأعداد المهولة، و لا يمكن انتظار المزيد من بلد لم يغلق حدوده الواسعة لأسباب إنسانية خالصة في وجه مجموعات بشرية تتشكل من أطفال و نساء و شبان فرّوا بجلودهم من الحروب و الجوع.
و لذلك مسؤولية التعامل مع هذه الظاهرة الإنسانية تفوق إمكانيات أي دولة مهما كان حجمها الإقليمي و موقعها الجغرافي و تتطلب تضافر جهود المجموعة الدولية برمتها لتقاسم الأعباء و المسؤوليات، بل إيجاد حلول عملية و جذرية للحد من موجات الهجرة غير الشرعية و وقف مأساة إنسانية ذهب ضحيتها مئات الآلاف من البشر غرقا في البحر الأبيض المتوسط الذي تحوّل إلى مقبرة عائمة بعدما كان يرمز إليه كبحيرة للسلام و الأمان.
إن توقيف الهجرة إلى الشمال كما تأمل الدول الأوروبية، ليست مسؤولية حصرية للدول الإفريقية الواقعة بالقسم الجنوبي من الكرة الأرضية، على الرغم من أن المهاجرين من رعاياها و مواطنيها.
فالمسؤولية تتحملها بالأساس الدول الأوروبية مجتمعة عندما استأثرت بخيرات و ثروات القارة السمراء لقرون من الزمن و حولتها بطريقة غير شرعية، كما يتحول المهاجرون غير الشرعيين اليوم، عبر المتوسط و عبر المحيط إلى مصدر لرفاه و تطور شعوبها إلى درجة أصبحت القارة العجوز الوجهة المفضلة لملايين الشبان الأفارقة الذين يبحثون عن العيش و الحياة بأي ثمن و لو بإلقاء أنفسهم في فم الحوت.
و سيكون من العدل و الإنصاف لو أن الدول الأوروبية التي التقت بنظيرتها الإفريقية في تونس أول أمس للتباحث حول سبل محاصرة هذه الظاهرة التي تهدد أمنها و استقرارها، تتكرم و تعيد جزء من خيرات الشعوب التي اغتصبتها سنوات الاستعمار و تستثمرها في تنمية إفريقيا و شعوبها الفقيرة و تعمل على توقيف الحروب و خلق الأزمات التي تقف وراءها الخلفية الاستعمارية.
إنه الحل الأمثل الذي سيكون محفزا أساسيا لملايين الأفارقة لبقائهم في قارتهم و الحفاظ على حياتهم و كرامتهم الإنسانية قبل توفير الأمن و الغذاء الذي سيكون أقل كلفة للأوروبيين عند المصدر منه عندهم و هم يعانون من مشاكل المهاجرين القادمين من كل حدب و صوب.
إن مسؤولية الدول العظمى في الموجات المتتالية للمهاجرين الفارين من الحروب و الفقر و الباحثين عن حياة أكثـر أمانا و رخاء، قائمة بوضوح و ها هي اليوم تدفع ثمن أخطائها التاريخية القاتلة التي عملت فيها طيلة قرون من التدخل السافر على خلق بؤر التوتر و إشعال الحروب من أجل تحويل خيرات الشعوب بطرق غير مشروعة.
و سيكون التفكير الأوروبي مخطئا مرّة أخرى عندما يراهن على بناء محتشدات و مصدّات بالدول التي تشكل مناطق عبور، و كأنه لا يدرك حجم درجة اليأس الذي ألمّ بالملايين من الأفارقة الذين سيقلبون المعادلة و سيغزون يوما ما القارة التي كانت سببا في آلامهم و مآسيهم.
ألم يكن أيضا البحث عن مصادر العيش هو الذي دفع المستعمرين الأوروبيين بالأمس إلى الهجرة غير الشرعية إلى الجنوب؟.
النصر