كشف وزير المالية، لعزيز فايد، بأن مقترح رفع منحة الإعانة للسكن الريفي هو قيد الدراسة على مستوى الحكومة لاتخاذ القرار، وأعلن عن تدابير للتقليل من...
فاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـالانتخابات ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، ووصف ترامب فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه...
درست الحكومة، خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، مختلف التدابير المتخذة والمقترحة في إطار تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية...
أوقفت مفارز الجيش الوطني الشعبي، 11 عنصر دعم للجماعات الإرهابية، كما تم ضبط 3 بنادق رشاشة في عمليات متفرقة، خلال الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر و05...
تعتبر الملازم الأول مختارية سحنون، أول امرأة ضابط في الحماية المدنية بوهران و الغرب الجزائري ، و هي متخصصة في الإنقاذ و التسلق بالأماكن الوعرة بمستوى الدرجة الثانية، و تواصل مسارها بحيوية و إرادة قوية، على أمل أن تتاح لها الفرصة لتجسيد طموحها في أن تتخصص في صنف الضباط المظليين و المسعفين بالطائرات العمودية، النصر التقت بها بالوحدة الولائية للحماية المدنية بالبلاطو في وهران، فأجرينا معها هذه الدردشة.
nالنصر: قبل كل شيء نتقدم لك بخالص التهاني على الترقية لرتبة ملازم أول في الحماية المدنية، ماذا تعني لك هذه الرتبة؟ و ما هو انطباعك عندما حصلت عليها؟
ـ مختارية سحنون : بالنسبة إلي الحماية المدنية بكل رتبها تعني لي الكثير، لأنها تجمع بين العمل الإنساني و التحدي في مواجهة الأخطار، وهذا ما جذبني و أقنعني بالالتحاق بهذا السلك منذ 2012، وأصبح عملي به شغفا و ليس فقط مهمة تنتهي، أما الترقية التي أشكر كل من ساعدني على أن أحظى بها، ففتحت لي أبوابا أخرى، لأواصل تجسيد طموحاتي و أمنياتي باقتحام تخصصات جديدة مستقبلا، حيث أنني منذ 2012 تدرجت في مختلف المهام برتبة عون، ثم رتبة ملازم، إلى أن تم استدعائي من أجل الترقية على أساس الشهادة، لأتقلد رتبة ضابط ملازم أول.
قصة حب مميزة بين مختارية و الحماية المدنية
n يبدو جليا أنك التحقت بالحماية المدنية عن حب ؟
ـ أكيد، لكن من قبل كنت منشغلة بالدراسة ولم أفكر في خوض مسابقات الالتحاق بالحماية المدنية، فأنا متحصلة على ماستر، في العلوم التجارية تخصص إدارة تسويق، كما أنني حائزة على شهادة ليسانس في العلوم التقنية تخصص أمن صناعي، إضافة إلى شهادة الدراسات التطبيقية في قانون العلاقات الاقتصادية الدولية، التي تحصلت عليها من جامعة التكوين المتواصل.
و قررت بعد ذلك المشاركة في مسابقة الالتحاق بالحماية المدنية ، إلى جانب أختي و50 فتاة أخرى من مختلف جهات الوطن، ونجحت في كل اختبارات المسابقة، ثم خضعت رفقة زميلاتي الناجحات للتكوين لمدة سنة في صنف عون تدخل عملياتي 24 ساعة، ثم عدت إلى وهران و عملت بالوحدة الرئيسية علي موسى في البلاطو في مختلف المجالات خلال الأشهر الأولى، ثم تخصصت مع فرقة شاحنة الإطفاء للتدخل السريع، وهي مهمة لا تلتحق بها النساء عادة لصعوبتها.
n ما هي قصتك مع تخصص الإنقاذ والتسلق في الأماكن الصعبة؟
ـ بطبعي أعشق المغامرات الصعبة، وبعد اكتسابي الخبرة مع شاحنة التدخل السريع، شاركت في مسابقة التدخل و التعرف و التسلق في الأماكن الصعبة مستوى أول، و توجت بالمرتبة الأولى جهويا، وكان هذا بعد سنتين من التحاقي بالحماية أي في 2014، لكنني لم أكتف بذلك، بل شاركت في العام الموالي في المستوى الثاني ضمن مسابقة وطنية، و تصدرت مجموعة الغرب الجزائري، و أسعدني ذلك كثيرا، لأن هذا المستوى من الصعب جدا أن تنجح فيه امرأة. حسب معلوماتي حتى في فرنسا لا يزال الرجال فقط يحتكرونه، و قد التحقت بهذا التخصص بعد ترقيتي لرتبة ضابط التي تقلدتها بعد قبول شهادتي الجامعية «ماستر» من أجل الترقية، و خضعت أيضا لتكوين صارم في المدرسة الوطنية بالعاصمة، تحت إشراف مدير المدرسة العقيد زيغد و ضباط المدرسة، و بعد هذا المسار التكويني، سواء في الميدان أو في المدرسة، تم تكليفي بالإشراف على فرقة الإنقاذ والتسلق في الأماكن الوعرة بوهران.
المهام الصعبة تدفعني على رفع المزيد من التحديات
n هل شاركت في مهمة تسلق صعبة ؟
ـ مباشرة بعد أن توليت مهمة الإشراف على الفرقة، كلفت بقيادة مهمة كانت صعبة جدا ، وهي استرجاع جثة رعية إفريقي لفظته أمواج البحر خلال الأشهر الماضية بمنحدر خطير، قرب ساحل كريشتل، و كان البحر في حالة هيجان و الأمواج عالية. ساد الاعتقاد آنذاك أنها جثة المصور الصحفي كريم الذي غرق خلال ممارسته لهواية الصيد. تم الاتصال بي على الساعة العاشرة ليلا للخروج من أجل هذه المهمة. عند وصولي رفقة وحدة الحماية العقيد لطفي، إلى المكان للتعرف عليه، ضبطت خطة لتفادي إصابة أي عون بأذى، لأن الظروف كانت صعبة، فمشينا حوالي 4 كلم محملين بالمعدات اللازمة، لكي نصل إلى مكان الجثة في أسفل المنحدر، ثم قمنا بوضع الجثة في الحمالة و تثبيتها جيدا، حتى لا تنزلق أثناء رفعها و نجحنا في المهمة.
n هل هذه المهمة تتطلب لياقة بدنية كبيرة أو تطبيق تقنيات معينة؟
ـ الإنقاذ و التسلق يتطلبان التركيز و استحضار العقل و احترام التقنيات، و خصوصا يجب على ممارسها أن يتخلص من أبسط ذرة خوف، و هذا أكثر من عنصر اللياقة البدنية الذي يجب عدم إهماله أيضا. فأنا شخصيا منذ التحاقي بسلك الحماية المدنية، أمارس الرياضة ، خاصة الخراطون، و أشارك سنويا في المسابقة التي تجريها المديرية العامة للحماية المدنية في هذا التخصص، و تحصلت على المراتب الأولى. عموما أفضل تكريس الرياضة لتخصصات المهنة، انطلاقا من التدريبات و المشاركة في مسابقات في مختلف مهام الحماية المدنية، و كنت دائما أتحصل على المرتبة الأولى جهويا، و أصنف في المراتب الأولى وطنيا.
عائلتي تشجعني..
n تحدثت عن إلغاء الخوف أثناء أداء المهمة، هل هذا يعني أنك لم تتأثري بحوادث أخرى؟
ـ في بداياتي بسلك الحماية المدنية اخترت أن أكون إطفائية ، ولم أكن أتصور أن أصادف حوادث ترسخ في ذهني و تؤثر على نفسيتي، لكن ذات يوم كنت ضمن فرقة تدخل سريع في حادث اصطدام سيارتين. لدى وصولنا وجدنا أحد الضحايا متفحما، استجمعت قواي و واصلت مهمتي في محاولة إنقاذ الضحية الثانية الذي وجدته مشوها على مستوى الوجه و الأطراف، و رغم تدخلي لإسعافه لينبض قلبه مجددا من أجل نقله إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة.
لحد الآن لا تزال تلك الصور عالقة بذهني، لكن ما أثر في كثيرا بعد ذلك، مشاركتي في مهمة مماثلة، أي حادث مرور خطير، فعندما اقتربت سيارة إسعاف الحماية من مكان الحادث، لاحظت أن السيارة تشبه سيارة والدي، فانتابني إحساس غريب بالخوف، وبدأت أدعو الله ألا يكون هو، توجهت نحو السيارة بخطى متثاقلة و تعرفت على الضحية الذي كان قد فارق الحياة، رغم حزني و أسفي على وفاته، إلا أنني حمدت الله لأنه لم يكن والدي، فلو كان هو لأصبت بانهيار ، و كان تصرفي مختلفا. أشير هنا أن الحماية المدنية توفر لموظفيها من أجل تجاوز هذه البدايات المؤلمة و المؤثرة، أخصائيين نفسانيين يجرون جلسات دورية مع الجميع، لمساعدتهم على تجاوز الأزمات و الرفع من معنوياتهم.
n هذا يعني أنك واجهت صعوبات في مسارك؟
ـ أنا أؤمن بالتحدي و أرفعه، سواء في حياتي العادية أو في مهنتي، لأنه ليس سهلا أن تكوني امرأة تقوم بمهام صعبة في مجتمع و وسط مهني لا تزال تسيطر عليه «الذهنية الذكورية». لولا وقوف عائلتي وخاصة والدتي إلى جانبي، لما واصلت التحدي إلى هذه المرحلة، فقد التحقت بالحماية المدنية و أنا في ربيعي 24 ، لكنني تمكنت من كسب احترام زملائي لي، بالرغم من أن بعضهم لم يتقبلوني في البداية معهم. و مارست مهام صعبة كانوا يعتقدون أنها مخصصة للرجال فقط، وأنني أنافسهم فيها، لكن بمرور الوقت أصبحنا عائلة واحدة، و أصبح العديد منهم يشجعونني على مواصلة التحدي.
أنا طباخة جيدة و حصلت على شهادة في صنع الحلويات التقليدية
nماذا عن مختارية المرأة؟
ـ أنا دائما أفرق بين الحياة العملية و الشخصية، فخارج أوقات العمل أنا امرأة (تضحك) أتسوق، و أهتم بأنوثتي و بنفسي. أصدقك القول لقد بدأت أهتم بالطبخ منذ التحاقي بالحماية، فقبل ذلك كنت أعكف على الدراسة فقط. أما الآن فأنا أحضر عدة أطباق عندما أكون في البيت، خاصة الطبق الذي أحبه كثيرا وهو طاجين «الجلبانة بالقرنون»، كما أنني متحصلة على شهادة في صنع الحلويات التقليدية من مركز التكوين المهني، و أعشق حلوى «صابلي» وأحضرها بلمستي الخاصة.
n في الأخير، ما هي أمنياتك سواء المهنية أو الشخصية؟
ـ لا فرق عندي اليوم بين أمنياتي الشخصية أو المهنية، فقد حددتها منذ فترة. إنني أتمنى أن أصبح ضابط حماية مدنية مظلي ، أمارس الإنقاذ والإسعاف، انطلاقا من طائرة عمودية «هيليكوبتر» ، أنزل منها في أماكن خطيرة من أجل إنقاذ شخص لا يمكن الوصول إليه بالطرق العادية.
ب.خ