أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
المنتجات الصينية و التركية و القفاطين المغربية تعوض قطع جهاز العروس الجزائرية
أخذت تفاصيل جهاز العديد من الفتيات الجزائريات المقبلات على الزواج، شكلا جديدا مؤخرا، حيث أصبحت تميل في طابعها إلى تقاليد العرس التركي، بعدما طغت الثقافة التركية على حياة الكثيرات، و تحول تقليد نمط حياة أبطال سلسلة «حريم السلطان» إلى هاجس لدى الكثيرات، فتخلين عما كان متعارف عليه طيلة عقود من الزمن، في ما يخص جهاز العروس الجزائرية و عوضنه بتفاصيل مستوحاة من مسلسلات الأتراك.
يعكس هذا التغيير الذي قد يبدو للوهلة الأولى ثانويا، تغيرا كبيرا في مقومات المجتمع و عاداته و تقاليده ، على اعتبار أن هذه التفاصيل البسيطة الخاصة بجهاز العروس الجزائرية لها علاقة مباشرة بأفكار و تقاليد و معتقدات متوارثة، ظلت أمهاتنا تحافظ عليها لعقود من الزمن ، و كانت حتى وقت قريب بمثابة مقدسات يتوجب على كل فتاة احترامها، غير أن التأثير الكبير الذي خلفته المسلسلات التركية، شجع الميل إلى تطليق التقاليد المحلية و إتباع ما هو جديد، و ما جعلته الصورة المغرية التي تقدمها الدراما التركية عن ثقافة هذا البلد، يبدو لامعا و جميلا.
تفاصيل كثيرة من قطع ملابس و أثاث و حتى مستلزمات خاصة، دخلت على جهاز الجزائريات على غرار الصناديق الخشبية المرصعة بالعقيق و الأحجار و تلك الحريرية الخاصة بالتوظيب التي اشتهرت من خلال سلسلة حريم السلطان، وحلت محل الحقائب العادية، وهي صناديق تعد قديمة العهد سبق لجداتنا أن استخدمنها بشكلها البسيط ،و فقدت مكانتها بظهور الحقائب، غير أنها عادت كموضة رائجة هذه السنة، بعدما برزت كعنصر هام في حياة حريم قصر السلطان، حتى أن أسعارها الباهضة و التي تتراوح بين 17 إلى 20 ألف دج، لم تشكل عائقا أمام الراغبات في اقتنائها.
الأزياء التركية العثمانية و القفاطين المغربية، أصبحت كذلك تحل محل الألبسة التقليدية الجزائرية في جهاز العرائس، اللائي بتن يفضلن أيضا الأواني البلاستيكية الصينية ، على قطع النحاس الأصيلة التي كانت جزءا أساسيا في ديكور بيت العروس القسنطينية مثلا، حيث اختفت « قصعة النحاس و المحبس و الصينية» و حلت محلها منتجات صينية رخيصة ، إذ تعتبر معظم المقبلات على الزواج هذه القطع قديمة الطراز و غير عملية مقارنة بالبلاستكية و المعدنية الأخرى ذات الوزن الخفيف و الشكل الجذاب ، فضلا عن أن قيمة أصغر صينية نحاس تعادل 5000 دج، وهو ما يرهق ميزانيتهن المحدودة أحيانا كما عبرت بعضهن.
قسنطينيات أخريات تخلين كذلك عن جهاز الصوف و الجلود التي كانت تنظف وتدبغ لتستخدم في تزيين غرفهن ، و أصبحن يفضلن أثاث غرف الاستقبال العصرية الجاهزة أو ذات الطراز المغربي التقليدي، و حجتهن في ذلك أنها عملية أكثر ، ناهيك عن كونها أخف وزنا و أفضل من حيث الناحية الجمالية، كما أصبحت الكثيرات منهن تتجاهلن التقاليد المرتبطة بجهاز العروس كتخصيص حقيبة كاملة من الهدايا لأهل الزوج.
ويعود هذا التغيير في ذهنية العروس الجزائرية كذلك، إلى الدور البارز الذي أصبحت تلعبه مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث برزت مؤخرا العديد من الصفحات على موقع فايسبوك، تعنى بالعروس و مستلزماتها كصفحة «جهاز العروس» و «تصديرة العروس الجزائرية» وكذا صفحة «العروس القسنطينية و مستلزمات جهازها»، التي تحصد عددا كبيرا من المتابعة يصل أحيانا إلى مليون مشتركة أو أكثر.
وتقدم هذه الصفحات توجيهات و مقترحات للمقبلات على الزواج، كما تحدد ما هو رائج ومطلوب، و ما تحول إلى موضة قديمة، حيث تعرض مشتركاتها صورا مختلفة عن تفاصيل جهازهن الذي كان في السابق مفاجأة لا تكشف عنها العروس، إلا عشية إرساله إلى منزل الزوجية، حيث يرتبط الحدث بتقاليد و عادات عائلية، حتى هي بدأت تتلاشى بمرور الوقت.
كثيرات ممن سألناهن عن سبب هذا التغيير في الخيارات و تخليهن عن تقاليد وعادات قديمة، أوضحن لنا بأنهن إما مجبرات أو تسايرن تطور الأذواق، أخبرتنا إيمان، 26 سنة، بأن الالتزام بالتقاليد مرهق ماديا بالنسبة لها، كونها مسؤولة عن تجهيز نفسها من راتبها الخاص، دون الاعتماد على مساعدة والديها نظرا لمحدودية دخل الأسرة، لذلك اضطرت لإلغاء قطع كثيرة من جهازها وفي مقدمتها الأواني النحاسية.
أما فريال التي تستعد دخول القفص الذهبي بعد شهر رمضان، فقد أكدت بأنها تفضل تجهيز نفسها بكل ما هو عصري و رائج ، لتكون في مستوى تطلعات عائلة زوجها الثرية، خصوصا وأنهم أشخاص يهتمون جدا بالمظاهر و الشكليات كما علقت، زيادة على ذلك «فالأتراك يتمتعون بذوق رفيع جدا و مختلف منتجاتهم راقية و جميلة، ثم أنها لا تختلف كثيرا عن العديد من القطع المرتبطة بتقاليدنا و ثقافتنا ، لكن مع تفصيل بسيط هو أن ما يقدمونه عصري و أكثر تماشيا مع الموضة» ، كما أضافت رجاء.
ن/ ط