أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
وقع رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس خلال اجتماع مجلس الوزراء على قانون المالية لسنة 2025 بمقر رئاسة الجمهورية بحضور أعضاء الحكومة، ورئيسي غرفتي...
• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أجبرت الجائحة الكثير من المقبلين على الزواج على التخلي عن الكثير من الممارسات التي لطالما ارتبطت بحفلات الزفاف من إسراف و مبالغة في الاهتمام بالشكليات، و إبراز مظاهر البذخ الزائفة، حيث اضطر العديد منهم إلى تقليص عدد المدعوين و التخلي عن الكثير من الطقوس و العادات، لتنظيم حفل بسيط على نطاق ضيق، بالرغم من أن الاستعدادات استنزفت منهم الكثير من أموالهم و وقتهم و جهودهم.
الأمر لم يكن مقبولا في البداية، لكنه تحول بمرور الوقت إلى نعمة بالنسبة للكثير من الشباب، فقد خلصتهم الأزمة الوبائية من أعباء مادية، لطالما منعتهم من الزواج أو أخرت موعد ارتباطهم بفتاة الأحلام، انطلاقا من المهر المبالغ فيه و شروط الزواج التعجيزية من حفل الخطوبة إلى حفل الزفاف و ما يرتبط به من كراء قاعة الأفراح و مدعوين كثر و وليمة فاخرة و هدايا ذهبية و غيرها، و قد انتشرت مؤخرا حملات تدعو إلى التخلي عن الكثير من المظاهر و التقاليد و الطقوس التي طالما ارتبطت بالزواج، واستغلال كورونا للتأسيس لعادات و شروط جديدة و بسيطة .
الضارة النافعة للمقبلين على الزواج
استغل الكثير من الشباب الحجر الصحي، الذي فرضته الجائحة، لعقد قرانهم و الإسراع في إتمام مراسيم الزواج بأبسط الإمكانيات المتوفرة، هربا من الأعباء المادية المترتبة عن حفلات الخطوبة و الزواج التي تفرضها المنظومة الاجتماعية بأعرافها التي لم يكن ممكنا تجاوزها.
اعتبرت شريحة واسعة من الشباب، أن أزمة كورونا لها جانبها الإيجابي بالنسبة للمقبلين على الزواج منهم، فقد استطاعوا خلال هذا الظرف الصحي الحساس التخلص و التملص من العادات و التقاليد المنهكة التي حرمتهم لسنوات من إتمام خطوة الارتباط ، خاصة الفقراء منهم و أصحاب الدخل المتوسط أو الضعيف.
الكثيرون منهم فضلوا التعجيل في الزواج و تحديد تاريخ الزفاف خلال فترة الحجر، مع استبعاد فكرة التأخير أو إلغاء العرس إلى ما بعد كورونا، بينما وجد آخرون هذه الفترة مناسبة للتقدم لخطبة فتاة الأحلام، تفاديا للكثير من المصاريف و تكاليف الحفل.
و أكد بعض الشباب للنصر، أن الجائحة أتاحت لهم فرصة ادخار مبالغ المالية معتبرة، كانوا سينفقونها خلال حفل الزفاف، أو حفلة الخطوبة، من أجل تحضير الحلويات و كراء قاعة الأفراح و الديكور و عدة تفاصيل أخرى.
في هذا الشأن قال محمد من قسنطينة الذي تزوج خلال شهر جوان الفارط، أنه أجل حفل زفافه أكثر من مرة بطلب من خطيبته، على أمل زوال الوباء، و التمكن من تنظيم حفل زفاف كبير، لكن في ظل استمرار الأزمة الوبائية، قررا في نهاية المطاف تنظيم حفل زفاف محتشم، اقتصر على الأهل فقط ، و أضاف محمد أنه استطاع تجاوز الكثير من البروتوكولات التي كان ملزما بها في السابق و أرهقته نفسيا و ماديا، كما تمكن من ادخار المبالغ المالية التي كان يقتطعها كل شهر من راتبه من أجل إقامة حفل زفاف كبير، و سيستغلها في بعض المشاريع لتحسين وضعه الاجتماعي أو اقتناء سيارة صغيرة. .
كما رحبت عديد الشابات بفكرة الزواج خلال فترة الحجر ، و تخلين عن الكثير من التفاصيل التي كانت العروس، قبل كورونا، تعتبرها أساسية لاكتمال فرحتها. و قالت مريم المتزوجة حديثا، للنصر، إنها في بداية الأمر لم تتقبل فكرة إتمام زواجها على نطاق ضيق، و التخلي عن الكثير من العادات في مقدمتها "التصديرة" و فستان الزفاف، لكن خطيبها أصر على تعجيل إتمام زواجهما، فنظم حفلا بسيطا حضره عدد محدود من أهلها و أهل زوجها.
و أضافت أنها اكتفت في نهاية المطاف بتحضير وليمة عشاء بسيطة ليلة زفافها، و في اليوم الموالي توجهت في موكب صغير إلى بيت زوجها ، و بالرغم من بساطة الاحتفال، كانت الأجواء بهيجة، كما أكدت مريم.
كورونا يقلّص أكثر من 80 بالمئة من تكاليف الأعراس
أدت أزمة كورونا إلى تقليص تكاليف الزواج بنسبة تتجاوز 80 بالمئة، حسب الكثير من المتزوجين حديثا، مؤكدين للنصر أن الجائحة جعلتهم يعيدون النظر في القائمة الطويلة من الخطوات و المراسيم المتعلقة بالزفاف و كذا التقاليد و الطقوس التي ترفع من تكاليفه، كما تخلوا عن المبالغة في مظاهر البذخ في حفل الزفاف، من قاعات الحفلات و تحضير كميات كبيرة من الحلويات و المأكولات و القوائم الطويلة للمدعوين و تكاليف الديكور و التصوير و الموسيقى و غيرها.
جدير بالذكر أن العرس وحده قد يكلف بين 50 مليون و 100مليون سنتيم ، بين حجز قاعة الحفلات و تزيينها إلى تكاليف موكب الزفاف و الوليمة و الحلويات و إحياء الحفل و باقي التفاصيل، لكن بسبب أزمة كورونا، فإن كل هذه التكاليف قد تم الاستغناء عنها، حتى من قبل العائلات الميسورة، و قال حسان الذي اضطر إلى إلغاء حجز قاعة الفرح، بعد الإعلان عن توقيف نشاط قاعات الأعراس بسبب الجائحة، و اضطر إلى تنظيم حفل منزلي لم يكلفه أكثر من مليون سنتيم.
أما علي فقد تراجع عن فكرة اقتراض مبلغ كبير من المال، لتغطية تكاليف زفافه، و نظم حفلا بسيطا كلفه مبلغا زهيدا، فالمهم بالنسبة إليه هو الارتباط بمن اختارها قلبه.
و قالت أميرة إنها اضطرت للتخلي عن السفر إلى تركيا لقضاء شهر العسل مع عريسها، بسبب توقيف الرحلات الجوية، و هو حال الكثير من العرسان الذين أجلوا فكرة السفر إلى غاية زوال الأزمة الصحية التي ضربت العالم و شلت حركة الملاحة بكل أنواعها.
دعوات لإلغاء الكثير من عادات و شروط الزواج
تعالت الكثير من الدعوات خلال فترة الحجر الصحي بالجزائر، من أجل إلغاء أو التخلي عن الكثير من شروط و عادات و تقاليد الزواج و حفلات الزفاف التي غالبا ما تتسبب في عزوف الشباب عن فكرة الارتباط ، و قد عززت الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء، هذه المطالب.
الجائحة فرضت إعادة النظر في تكاليف الزواج بشكل كبير، و قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملات من أجل ترسيخ ذلك بعد زوالها.
المعروف أن بعض الشروط تبدو تعجيزية بالنسبة لعدد كبير من الشباب الراغبين في الزواج ببلادنا، بدءا بقيمة المهر، وصولا إلى حفل الزفاف الذي يكلف مبالغ باهظة.
بعض الحملات التي انتشرت مؤخرا ، تدعو إلى تعميم نموذج الزفاف البسيط مستقبلا ، و الابتعاد عن مظاهر التبذير و العادات التي تثقل كاهل العريس تضطره إلى الاستدانة من أجل إرضاء المجتمع الذي فرض عادات تحولت بمرور الوقت، إلى أعراف يصعب تجاوزها.
قالت أميرة إنها في بداية الأمر وجدت صعوبة في التخلي عن الكثير من تفاصيل زفافها، خاصة و أنها الابنة الوحيدة لوالديها و لطالما حلمت بحفل زفاف كبير تدعو إليه كل الأقارب و الصديقات، لكن الاستغناء عن كل ذلك، لم يحرمها من الفرح يوم زفافها الذي كان بسيطا جدا، و تدعو بدورها إلى إعادة النظر في كل عادات الزواج مستقبلا، و التحرر من الطقوس الدخيلة على مجتمعنا.
خلافات بين الآباء والأبناء حول التخلي عن العرس
أعرب العديد من الشبان عن رغبتهم في إتمام زواجهم خلال فترة الحجر الصحي، ما أدى إلى نشوب خلافات بين الأهل المتمسكين بالعادات و التقاليد، و بين الأبناء الذين قرروا التخلي عنها لدخول قفص الزوجية بسرعة، و قد تفاقمت الخلافات بالنسبة للبعض، إلى حد القطيعة.
قالت منى من حي ديدوش مراد، أن والدها رفض رفضا قاطعا زواجها خلال الظرف الراهن، و ألزمها بتأجيله، لكنها رفضت بعد أن حددت مع خطيبها موعد الزفاف، مضيفة أنها حاولت مرارا إقناع والدها و أهلها بذلك، لكن دون جدوى.
و أعربت عن أسفها لأن والدها لم يحضر الحفل البسيط الذي أقامه زوجها، و حضرته أمها و أخواتها فقط، مشيرة إلى أن الخلاف لا يزال قائما لحد اليوم مع والدها.
بينما قالت سلمى إنها بعد سنة من إتمام خطوبتها، قررت هي و خطيبها إتمام الزفاف هذه الصائفة، و تزامن ذلك مع أزمة كورونا، لكنهما اتفقا على عدم تأجيله، خاصة و أنهما انتهيا من كل التحضيرات.
في حين تمسك والداها بتنظيم حفل زفاف كبير، يحضره جميع أفراد العائلة، بعد زوال كورونا، و أضافت المتحدثة بأن كل تأخير من شأنه أن يكلف خطيبها دفع الإيجار الشهري للشقة التي استأجرها، ما جعلهما يقيمان حفلا صغيرا للزفاف، رغم كل الخلافات العائلية.
خلف الزواج في زمن الجائحة الكثير من المشاكل العائلية و الخلافات بين آباء متمسكين بتقاليد الأعراس، و بين أبناء فضلوا الاستقرار.
محمد بوقشور أستاذ علم الاجتماع بجامعة سطيف: الزيجات في فترة الجائحة الأكثر نجاحا
يرى أستاذ علم الاجتماع محمد بوقشور من جامعة سطيف، أن أزمة كورونا و ما تحمله من سلبيات و تهديدها لحياة الملايين من البشر، إلا أنها لا تخلو من الجوانب الإيجابية، و منها تنظيم حفلات زفاف على نطاق ضيق لا تتطلب بالضرورة تكاليف كثيرة تثقل كاهل العروسين.
و قال المتحدث لجريدة النصر، إن الجائحة أدت إلى تغييرات كبيرة في عادات الزواج في جميع أنحاء العالم، و قد تستمر هذه التغييرات على المدى البعيد، بعدما تبين أن الكثير من العادات و خاصة التعجيزية منها، غير ضرورية لإتمام فرحة العمر، مضيفا أن الزيجات في زمن كورونا، قد تكون الأنجح مستقبلا، لأن الزوجين سيباشران حياتهما الجديدة، دون مشاكل مادية التي غالبا ما يقع فيها الكثير من الأزواج الذين يغرقون في مشكل الاستدانة، بسبب تكاليف الزفاف الباهظة و المغالاة في إتباع العادات و تقاليد المجتمع.
كما يرى المتحدث أن ما أحدثه الأمر من جدال بين الآباء المتمسكين بهذه العادات، و الأبناء الباحثين عن الاستقرار، سينتهي بفوز الشباب الراغب في التخلص من عباءة العادات التي تقف في وجه الكثيرين للاستقرار، و تحقيق الكثير من الأحلام.
هيبة عزيون