* تعليمات لمواصلة الاستماع للمنظمات النقابية وتلقي اقتراحاتها وملاحظاتها lلجنة لدراسة الاختلالات في القوانين الأساسية لقطاع الصحة* الوزير حاجي: الحوار...
كشف الديوان الوطني للحج والعمرة عن تكلفة الحج لموسم 2025/1446 هجري، المقدرة بـ 84 مليون سنتيم، شاملة تذاكر السفر ذهابا و إيابا من المملكة العربية...
حددت وزارة التربية الوطنية، في بيان لها، أول أمس الخميس، الفترة ما بين 2 إلى 16 فيفري لمراجعة بيانات المسجلين في امتحاني شهادة التعليم المتوسط...
توجت أشغال الدورة 12 للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والتقني، التي انعقدت، اليوم الخميس بالجزائر...
حققت، السيدة حميدة دبز ، صاحبة 62 سنة، نجاحا باهرا، في شهادة البكالوريا، شعبة لغات أجنبية، بحصولها على معدل 14.06 من 20 ، متحدية انقطاعها عن الدراسة لـمدة 45 سنة، و مرضها الذي كاد ينهك جسدها و يحطم حلمها، بالإضافة إلى واجباتها العائلية، فهي ربة بيت و أم لثلاثة أبناء.
النصر توجهت إلى حي أندرو بالعوانة، ولاية جيجل، حيث يوجد منزل السيدة حميدة، فاستقبلنا زوجها مراد ، و هو أستاذ و مفتش متقاعد ، و حدثنا قليلا عن تفوق زوجته و صبرها، مشيرا إلى أنه حرص على تقديم يد المساعدة لها لتحقيق هذه النتيجة.
استقبلتنا بدورها السيدة حميدة بالحلويات و الأكلات التقليدية، و حدثتنا عن قصتها مع البكالوريا، مشيرة إلى أنها بدأت سنة 2017، عندما كانت تساعد ابنها الذي كان يستعد لاجتياز البكالوريا في مراجعة دروسه، و قررت آنذاك أن تشارك في الامتحان، لكنها وجدت صعوبة في الحصول على الشهادة المدرسية للسنة الأولى ثانوي من أجل التسجيل في الدراسة عن بعد بـ” المراسلة”.
و في سنة 2019 تمكنت من متابعة الدراسة عن بعد، إلى غاية القسم النهائي ، و قالت للنصر بهذا الخصوص “ من خلال تدريسي و مساعدتي لابني في دراسته، لاحظت تمكني من مختلف المواد، فقد كنت في السنوات الماضية معلمة للغة الفرنسية في الطور الابتدائي، و تأكدت أنني أستطيع فهم و استيعاب و التأقلم مع البرنامج الدراسي.
علما أنني توقفت عن الدراسة في سنة 1976، عندما كنت أدرس في السنة الأولى ثانوي، و قمت بعد ذلك بتدريس اللغة الفرنسية لمدة 12 سنة بمدرسة ابتدائية في ثنية الحد بولاية تيسمسيلت، وعندما تزوجت انتقلت إلى جيجل، فتوقفت عن التدريس، لأنني لم أتمكن من العثور على منصب.
بصراحة، في كل مرة، يقدم لي أبنائي المواضيع التي اختبروا فيها، كنت أستغرب من الأخطاء التي يرتكبونها، خصوصا في اللغات الأجنبية”.
و أضافت المتحدثة بأنها أصرت على تحقيق النجاح و قررت أن ترفع التحدي، و شاء القدر أن تصاب في شهر فيفري الفارط، بمرض السرطان، و خضعت لعدة عمليات جراحية، بالإضافة إلى العلاج الكيمياوي، و توقفت عن الدراسة و التحضير للبكالوريا لمدة ثلاثة أشهر، و شعرت بالإحباط ، لكن وقوف زوجها معها، و دعمه لها و إصراره على أن تواصل دراستها، و تحضر للامتحان ، مكنها من استجماع إرادتها و قواها و العودة مجددا لأجواء التحضيرات التي أنستها المرض و رفعت من معنوياتها.
و تابعت المتحدثة، بأنها قامت بوضع برنامج خصصت فيه وقتا لأشغال البيت، و وقتا لمتابعة العلاج، و وقتا للدراسة، فقد كانت تخصص للتحضير للامتحان فترة الليل و سويعات خلال النهار، و اعتمدت في ذلك على موقع خاص بالدراسة عن بعد ، إلى جانب الكتب التي كانت تحصل عليها من الديوان الوطني للتعليم عن بعد، و قالت بهذا الشأن “ كنت أعتمد على المواقع الإلكترونية، و الدروس الناطقة، و كنت أتقن المواد الأساسية لحد كبير ، و هي الفرنسية، الإسبانية، و الرياضيات، أما التاريخ و الجغرافيا، و الفلسفة فهي مواد تعتمد على الحفظ و الفهم، و بصراحة، ركزت على الفهم الجيد، و لكوني سبق و أن درست أبنائي و ساعدتهم في الدراسة، اكتسبت الكثير من المعارف، بالإضافة إلى تكويني القاعدي في السبعينيات، إذ كنت متمكنة من اللغات كثيرا”.
و عرجت السيدة حميدة، للحديث عن أجواء اجتيازها لشهادة البكالوريا، فقد استغرب الأساتذة الحراس و كذا المترشحات تحديها، و أصبحت مثالا يقتدين به ، و أشارت إلى أنها كانت متفائلة للغاية، فالأسئلة كانت سهلة و في متناول الجميع، حسبها.
و عند ظهور النتائج كانت تتوقع أن تتحصل على معدل مشرف، و أعربت عن أسفها لأن المرض منعها من الحصول على معدل أعلى، فمن الصعب ، كما قالت، أن تواجه المرض و أوجاعه و قلق التحضيرات.
و أضافت المتحدثة بأنها لم تقرر بعد أي تخصصات ستسجل فيها بالجامعة، لكنها استبعدت إمكانية إكمال دراستها الجامعية، مؤكدة، بأن نجاحها عبارة عن تحد، أرادت من خلاله أن تعطي جرعة أمل للجميع، فما دام القلب ينبض من الممكن تحقيق النجاح.
و ذكر زوجها، بأنه حاول مساعدتها عن طريق الرفع من معنوياتها لتحقيق النجاح، مؤكدا بأنها نجحت لدرجة كبيرة في التوفيق بين مسؤولية تربية الأبناء و الدراسة و قاومت المرض لتحقيق حلمها في افتكاك البكالوريا .
كـ. طويل