الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق لـ 22 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub
  بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة:  تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج
بنك الجزائر يسمح للمسافرين بتصدير 7500 أورو مرة في السنة: تدابير جديدة للحد من تحويل العملة الصعبة إلى الخارج

 حدد بنك الجزائر، المبلغ الأقصى المسموح بإخراجه من العملة الأجنبية، من طرف المسافرين المقيمين وغير المقيمين، بما قيمته 7500 أورو، مرة واحدة في السنة...

  • 23 نوفمبر 2024
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى
وزيرة التضامن الوطني تستنفر إطاراتها: تعليمات بتنظيم خرجات ليلية للتكفل بالأشخاص دون مأوى

وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا...

  • 23 نوفمبر 2024
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة
أعضاء من الحـزب الوطني الريفي في ندوة صحفـية: سنطلــب تسجيــــل القضيــــة الريفيـــــة كقضيـــــة تصفيـــــة استعمـــــار بالأمــــــم المتحـــــــدة

* نـظام المخـزن تحــالف مع القوى الاستعمــارية كشف عضو الحزب الوطني لجمهورية الريف، يوبا الغديوي، أمس السبت، أن تشكيلته السياسية ستتقدم قريبا إلى...

  • 23 نوفمبر 2024

قصور نقرين العتيقة: كنوز صامدة في وجه الزمن على باب الصحراء


تعتبر منطقة نقرين، الكائنة بجنوب ولاية تبسة ، نافذة مطلة على الصحراء، و منطقة تزخر بالمعالم الأثرية و المواقع السياحية النادرة، التي تحكي كل زاوية منها حقبة زمنية غابرة و حضارة من الحضارات القديمة التي تعاقبت عليها، و صنعت تاريخها العتيق و أصالتها، كما تعيدك قصورها الطينية و الرملية إلى النمط العمراني الإسلامي العتيق بكل خصائصه، فقد مر الفاتحون من هناك في طريقهم نحو بسكرة و الصحراء.  
 و الملفت أن جائحة كورونا لم تؤثر على التوافد السياحي إلى المناطق الأثرية بجنوب ولاية تبسة، فظلت قصور نقرين، مقصدا للعديد من العائلات، غير أن هذه الحركية السياحية و التجارية، لم يرافقها أي نشاط ترميمي، للقصور الطينية و الرملية، بعدما عدل شباب المنطقة أولوياتهم، في ظل الأزمة الصحية، مما أخر عودة الروح لهذا الموقع التاريخي الصحراوي إلى إشعار آخر.
على زائر منطقة نقرين، انطلاقا من تبسة، أن يقطع أكثر من 150 كلم جنوبا، ليصل إلى هذه البوابة الصحراوية، وفي الطريق إليها، تجذب الزائر مناظر الكثبان، و لون التربة المائل إلى الاصفرار، و قطعان الإبل ..
و بالمدينة العتيقة تتوارد الأفكار و تطرح التساؤلات حول من مروا من هنا، بداية بحقب ما قبل التاريخ، و مرورا بالحضارة الرومانية، فالإسلامية، و وصولا إلى هذا العصر،  و تؤكد المراجع التاريخية، أن بعض الصحابة الفاتحين، مروا من هنا، نحو الصحراء و بسكرة، و تكبد المستعمر الفرنسي بالمنطقة خسائر جسيمة، و لا تزال مقبرة جنوده، شاهدة على ذلك. و بذات المنطقة يتم جني أجود أنواع الزيتون والتمر، و تستصلح مئات الهكتارات للزراعة المسقية، و تلك الشواهد وغيرها.
إن إطلاق اسم نقرين عام 1920 على المنطقة و تصنيفها كبلدية، مجرد حلقة فقط، في سلسلة تاريخها العريق، فهي تتميز بطراز عمراني إسلامي، فالمنازل بنيت من الطين، والتراب و الرمل، فيما أنجزت الأسقف من جذوع النخل و الجريد، وتستعمل الأقواس عند مداخل البيوت.


قصور نقرين ديكور طبيعي مناسب لتصوير الأفلام التاريخية
و أنت تزور قصور نقرين ستنبهر بديكورها الطبيعي الساحر، و كأنها أستوديو مفتوح مناسب لتصوير المسلسلات و الأفلام التاريخية، فهناك ستجد زرقة السماء و شموخ النخيل و امتداد الواحات و رقرقة المياه في السواقي، و جمال و هيبة القصور العتيقة، بعيدا عن مظاهر المدن الحديثة، فباستثناء أعمدة الكهرباء المثبتة في بعض الزوايا، فإن كل شيء في هذه المدينة يوحي أنها هاربة من زمنها الموغل في القدم، إلى عصرنا الحاضر، حتى أن البعض يطلق عليها تسمية المدينة المتاهة، نظرا لتشابه مبانيها وصعوبة التفريق بين أزقتها و شوارعها الضيقة.
لا بد أن ينتابك شعور جديد و غريب في آن، وأنت تحاول أن تلج هذا المعلم، فأمامك تنتصب يوميات الأقدمين، ممن استوطنوا هذه المنطقة المتاخمة للصحراء، و عمروها على مدار القرون الماضية، وبمجرد مرورك بشوارعها الضيقة، وجدرانها الترابية المنظمة، ستنحني أمام عزيمة سكانها و إصرارهم على البقاء هناك، و الوقوف في وجه الصحراء و زحف رمالها.
و ستكشف لك تلك القصور المتجاورة، طيبة سكانها و عدم ميلهم للرحيل و الترحال، و السكن في الخيام، كالبدو الرحل، أما عن عمر هذا الموقع، فتذهب الروايات المتطابقة، إلى أن هذه القصور المبنية من التربة والحجارة، شيدت منذ أكثر من 500 عام، و قد استوطنها الإنسان النقريني، رغم قسوة الطبيعة. و قد لجأ إليها ابن الأمير عبد القادر الجزائري بجيوشه، أثناء مرحلة النفير العام، و مقاومة الاستعمار الفرنسي، حسب الروايات المحلية.
مدينة سبعة أسوار
حسب ما جادت به ذاكرة الساكنة، فإن المدينة القديمة، كانت محاطة بأسوار بها سبعة أبواب، منها خمسة أبواب، خصصت لعزل ساكنيها عن العالم، ومن ثم عن الثوار والمجاهدين، خلال الاحتلال الفرنسي،  في خطوة مكشوفة، كان الجزائريون يدركون مراميها، و لم تفلح قيود فرض مواقيت للدخول والخروج على الساكنة، في منع السكان من الانخراط في المقاومة و الثورة ضد الاستعمار.


تشير الروايات المتطابقة، إلى أنه في بداية تسعينيات، بدأت المدينة القديمة تتوسع، لكن سرعان ما تردت الأوضاع الأمنية بها خلال العشرية الحمراء، فهجرها سكانها تباعا، و توجهوا إلى المدينة الجديدة، التي توجد على بعد 3 كلم منها، وكان آخر المغادرين لها، إمام مسجد سنة 1992.
و  توجد بالمدينة القديمة، بساتين  النخيل، و بعض الأشجار المثمرة، فضلا عن العشرات من البيوت الترابية الطينية المتجاورة و الممرات الضيقة ، و تتحرك مياهها، كحية رقطاء بين النخيل، و صوت خرير المياه، يسمعه الزائر من بعيد، و المتمعن في العمران الحديث للمدينة، يقف على حسن استعمال المواد الأولية المتاحة، فالتربة و الحجارة للبناء و جذوع النخل، و الأشجار في نصب الأعمدة، و تثبيت الأسقف، بينما تتكاثر المحلات التجارية و الدكاكين هنا وهناك، أما مسجدها فيتوسط المدينة بزخارف مميزة، وأنماط عمرانية عربية إسلامية.
ولا تزال عدة قصور، محافظة على عمرانها، بالرغم من عوامل التعرية، التي أتت على الكثير منها، و يحن كبار السن للعيش بهذه القصور، و يذكر بعضهم تلك الأيام والسنوات التي قضوها، تحت أسقفها ، بالكثير من الحنين ، مؤكدين أنها مناسبة للعيش ، مقارنة بإمكانات أيام زمان، فهذه المباني باردة صيفا، و ساخنة شتاء، و كانت الحركية التجارية، نشطة في هذه المدينة، وكانت المقايضة بالسلع إحدى أهم الأنشطة التجارية ، وقد نجح سكانها في تجاوز تبعات المجاعة التي حلت بهم في أربعينيات القرن الماضي، بسبب توفر المدينة، على كل سبل العيش، من خضر وفواكه وغيرهما.
ترميمات يوم السبت تعطلت بحلول كورونا
أبدى المجتمع النقريني اهتماما بالغا، بموروثه التاريخي والثقافي، على غرار الشاب لخضر حامي، الذي يرأس جمعية إحياء السياحة و التراث و المحافظة على البيئة، فقد أسس رفقة مجموعة من الشباب هذه الجمعية و في جدول أعمالها ترميم آثار نقرين، و المحافظة عليها والتعريف بها، و أخذت على عاتقها، منذ 21 نوفمبر 2015، عملية ترميم مباني المدينة القديمة، وهي المباني المشيدة بالتربة المحلية، في موقع يضم كذلك مسجدا عتيقا، و واحات النخيل..
لإنجاح هذا المسعى، تم تخصيص يوم السبت من كل أسبوع، لترميم تلك المباني المهترئة، وإعادتها إلى شكلها الأول، والمحافظة على الطابع العمراني للمنطقة، وقد ساهم هذا العمل، في لفت انتباه السلطات والمواطنين لهذا الإرث.
و ساهم العمل الجماعي، المدعوم بالتويزة، في إعادة الاعتبار، لعدد من القصور، فأعيد ترميم مباني الواجهة الرسمية، و كذا بعض الطرق الرئيسة، والمسجد و مكان إقامة الإمام، غير أن عملية الترميم التي سارت بنجاح لعدة أسابيع، سرعان ما توقفت بسبب انتشار فيروس كورونا بولاية تبسة، في شهر مارس 2020
و أكد لخضر حامي، أن جمعيته تنوي العودة، إلى الترميم كل يوم سبت، إلى غاية الانتهاء من العملية، مبديا تخوفه من خطر الفيضانات والمياه القادمة من المدينة الجديدة، وهو الخطر الذي نبه إليه في أكثر من مرة، للمحافظة على هذه الكنوز، من الاندثار.
قصور نقرين تضم 107 مساكن من الطين و الرمل وجذوع النخل
جدير بالذكر أن لجنة ولائية قامت مؤخرا بإحصاء القصور القديمة، بمنطقة نقرين، فاستخلصت أن عددها 107 مساكن، و جميعها مبنية بالطين و الرمل، و أسقفها من جذوع وسعف النخل، و قد خضعت المنطقة إلى عملية ترميم، من طرف بعض الناشطين في الحركة الجمعوية، لكن صيانة المنازل، لم تخضع لتقنيات عالية، حسب مصدر من اللجنة، التابعة لقطاع الثقافة، مضيفا بأنه تم في عام 2019، تكوين أكثر من 50 شخصا، في ترميم أبنية الطين، و كذا الطرق التقنية في التدخل، وهي العملية التي أشرف عليها مختصون من العاصمة، منبها إلى أنه تم تسجيل هذا المعلم ضمن قائمة الجرد الإضافي، و تم إعداد ملف حول طبيعته، التاريخية وقيمته العلمية، من طرف مديرية الثقافة، على أمل تصنيفه ضمن التراث الوطني، كما أنه مدرج ضمن المخطط السياحي المعتمد من الولاية.
كورونا لم تؤثر على توافد السياح على نقرين
من جهتها مديرة السياحة و الصناعة التقليدية أمينة بلغيث، قالت للنصر، أن الحركة السياحة الداخلية، انتعشت في السنتين الأخيرتين بولاية تبسة ككل، و من بينها منطقتي نقرين و فركان، فهما تستقطبان الزوار من داخل الولاية وخارجها، فقد أدى غلق الحدود الشرقية في تنشيط السياحة الداخلية الثقافية.
و أكدت المسؤولة أن كوفيد 19 كان إيجابيا على القطاع، فقد ساهمت فترات الحجر الصحي في التعريف بكنوز هذه المنطقة، و بالأخص خلال فصلي الخريف و الشتاء، حينما كان الطقس يميل إلى الاعتدال.
كما ساهمت الزيارات المبرمجة، و التظاهرات و المعارض المقامة بنقرين ، في التعريف بتاريخها وموروثها، و الصناعات التقليدية التي تتميز بها، كما قالت المسؤولة، مضيفة بأنه في حال تحسن الوضع الصحي، ستبرمج رحلات بالتنسيق مع الوكالات السياحية المعتمدة بالولاية، إلى نقرين للتعريف أكثر بها، و جعلها منطقة جذب سياحي مستقبلا، بعدما أدرجت عدة صفحات تعريفية بها، في الكتاب الذهبي لولاية تبسة، الذي يضم أهم المعالم السياحية والتاريخية بالولاية.
و أشارت المتحدثة إلى توجيه المستثمرين، للاستثمار في المنطقة، و انجاز مشاريع مصغرة للترفيه والتسلية و كذا مشاريع ذات علاقة بقطاع السياحة، كما سيتم التغلب على إشكالية الإقامة، من خلال اللجوء إلى ما يعرف ب «الإقامة لدى الساكن»، أي أن يتولى السكان كراء منازلهم لزوار نقرين.
و أوضحت المديرة أنه بعد خرجاتها المتكررة للقصور و الآثار، قررت إدراجها ضمن المسارات السياحية بالولاية، وهي ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية، فقد استحدثت مديرية السياحة 03 مناطق للتوسع السياحي بولاية تبسة، منها 22 هكتارا بنقرين، وسيسمح الغلاف المالي المرصود للعملية، بدراسة المنطقة وتهيئتها، بما يسمح باستحداث مشاريع استثمارية سياحية، تتناسب و طبيعتها و خصائصها.
الجموعي ساكر

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com