أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
عائلـة بن حمـودة تعيـش كابوسـا حقيقيــا
تعيش عائلة بن حمودة المقيمة بالخروب، في ولاية قسنطينة، مأساة حقيقية، منذ قرابة أسبوعين، من وقوع حادث احتراق أبنائها الستة، و فقدان صغيرها براء الدين ذي الخمس سنوات، و ذلك خلال نشوب حريق داخل سيارة كانت تقلهم من شاطئ بعنابة إلى منزلهم، الحادث المأساوي خلفه تسرب الغاز خلال إعادة تعبئة خزان المركبة بمحطة البنزين برحال، عند حدود ولاية عنابة.
كارثة حقيقية ضحاياها أشقاء تتراوح أعمارهم بين 5 و17 سنة، فبراء الدين الصغير غادر الحياة بعد يومين من الحادث، فيما يعاني أشقاؤه من حروق متفاوتة من الدرجة الثالثة، خصوصا الطفلة جنا، صاحبة الثماني سنوات المتواجدة حاليا رفقة شقيقتها رحيق الجنة 13سنة، بمستشفى ابن سينا بعنابة.
النصر، تنقلت إلى منزل العائلة بـ « الفيلاج« بالخروب، أين وقفنا على ظروف معيشية مزرية عقدتها تبعات الحريق، و التقينا بالضحيتين شمس الدين 17 سنة و اسكندر 15سنة.. كانا يفترشان الأرض في صورة محزنة و صادمة، و كانا يبكيان بحرقة من شدة الألم.
و علمنا من والدتهما، بأنهما لا يعلمان بوفاة شقيقهما الصغير و أن الأمر أخفي عنهما عمدا، لتجنب انهيارهما أو تعرضهما لصدمة قوية في الوقت الحالي، بالمقابل قالت محدثتنا، بأنها تلقت أول أمس، في حدود منتصف الليل اتصالا من مستشفى عنابة، لإعلامها بأن حالة الصغيرة جنا ساءت، و أنها قد تفارق الحياة متأثرة بجروحها في أي وقت.
الوالدة بدت مصدومة وتائهة و قالت لنا، بأنها انهارت كليا، حينما علمت بوقوع الحريق، و لا تكاد لحد اليوم تستوعب ما حصل، فالصغار، كما أوضحت، غادروا نحو الشاطئ رفقة والدهم، غير أن السيارة التي كان يقودها تعطلت في منتصف الطريق، فاتصل بقريب له وطلب منه اصطحابهم و استأمنه على سلامتهم، وهو ما تم فعلا ، لكن وقع تسرب للغاز، كما علمت لاحقا، و هم متواجدون في محطة لتعبئة البنزين ببلدية برحال، و تسبب في احتراق جميع فلذات كبدها و فقدانها للصغير براء الدين الذي عجزت حتى عن ذكر اسمه خلال حديثها إلينا.
من جانبه، قال الوالد للنصر، بأنه لا يكاد يصدق ما وقع لأبنائه، خصوصا وأنهم كانوا برفقته طيلة اليوم تقريبا، و أضاف بأنه يعيد مشاهدة فيديو الحادث باستمرار، و قلبه يعتصر لرؤية أبنائه يحترقون، كما أن ألمه كبير جدا، فقد كان شاهدا على عملية نزع الجلد المحروق من أجسادهم في المستشفى.
و أكد الوالد بأن معاناته لن تنتهي إلا بحصول الصغيرتين جنا و رحيق الجنة على ضمانات للتكفل بحالتهما و معالجة الحروق التي سببتها لهما النيران، وهنا قال، بأنه يتجرع الأسى عندما يتذكر كيف كانت كل واحدة منهما تعتذر منه، كلما استعادت وعيها قليلا، لأنها عجزت عن حماية إخوتها، وهو أكثر شيء يحز في نفسه.
السيد بن حمودة، رافقنا لرؤية السيارة التي وقع فيها الحادث، و المفارقة أنها لم تتأثر كثيرا بألسنة اللهب، باستثناء تفحم جزء من المقاعد الخلفية، أين كان الأطفال نائمين، بسبب التعب و طول الرحلة، و أوضح، بأن التسرب تسبب في تشبع المركبة بالغاز، خصوصا و أن النوافذ كانت مغلقة باستثناء واحدة، مشيرا إلى أن « عون المحطة يتحمل جزءا من مسؤولية ما حدث، لأنه لم ينتبه جيدا لما كان يجري»، حسبه.
منذ أسبوعين، يعيش الرجل كابوسا حقيقيا، فابنه فراس، صاحب التسع سنوات، لا يزال متواجدا بمستشفى قسنطينة، بعدما أخرج من مستشفى عنابة، بالمقابل تقبع ابنتاه الصغيرتان هناك، حيث تواجه جنا خطر الموت في أي لحظة، و يعاني كل من ابنيه البكر و الأوسط، من حروق متفاوتة على مستوى اليدين و القدمين، ويحرمهما الألم من النوم أو الراحة، أما هو فممزق بين ولايتي عنابة و قسنطينة، و يتخبط يوميا لتوفير تكاليف كراء سيارة تنقله و تعيده، خصوصا وأنه لا يملك دخلا قارا ولا عملا مناسبا، و قد كان يعتمد بشكل كبير على دعم و مساعدة ابنه شمس الدين، فهو تلميذ نجيب و عبقري في تصليح السيارات ، والذي ذكر لنا والده، بأنه كان يشعر بعدم الارتياح للرحلة، و لم يرغب في البداية بالذهاب إلى عنابة.
وتناشد العائلة السلطات التكفل بحالة ابنتيها و نقلهما نحو مستشفى متخصص في علاج الحروق، كما تنتظر الدعم الكافي لتتمكن من شراء الأدوية و تجاوز محنتها، خصوصا وأن ظروفها المعيشية جد صعبة، و أن منزلها غير مهيأ و لا يتوفر على ما يحتاجه الصغار المصابون للراحة و الشفاء، بما في ذلك الأسرة المناسبة.
هدى طابي