أعرب الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الاثنين بالكويت، لدى استقباله من طرف...
أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس الاثنين، الشروع في معالجة انشغالات طلبة العلوم الطبية، من بينها رفع مبلغ المنحة الدراسية ومراجعة...
شهدت العيادة الطبية المتخصصة في جراحة قلب الأطفال ببوسماعيل أمس الاثنين إجراء عمليات جراحية على حالات معقدة، أشرف عليها طاقم طبي إيطالي متخصص...
أطلقت شركة سونطراك مسابقة وطنية مفتوحة لتوظيف خريجي الجامعات والمعاهد والمدارس الأكاديمية في المجالات التقنية، بالشراكة مع الوكالة الوطنية للتشغيل. وبحسب ما...
تسجل المراكز التجارية الكبرى بالجزائر العاصمة و مختلف المحلات و المواقع الإلكترونية، التي أعلنت البيع بالتخفيض، في إطار ما يعرف بـ «بلاك فرايداي» عزوفا للزبائن في ظل تبني أسعار وصفها زبائن بالخيالية، و عملية اعتبروها احتيالية أو خدعة دعائية ، رغم إطلاق «التخفيضات» طيلة شهر نوفمبر، بدل يوم جمعة واحد.
على غير العادة، لم يسجل لا المركز التجاري آرديس و لا المركز التجاري باب الزوار» بالعاصمة، تلك الأجواء التي حرص عليها التجار خلال الأعوام السابقة، من خلال الترويج لما بات يعرف بتخفيضات «الجمعة البيضاء»، حيث غابت اللافتات العملاقة ، و الإعلانات المثيرة، و لم يظهر منها سوى القليل، فيما شهدت الكثير من المحلات، حتى التي تعرض الماركات العالمية التي سجلت إقبالا قياسيا خلال الموسم الفارط، عزوفا عن ركوب موجة «بلاك فرايداي».
التخفيضات لم تعد تستهوي الجزائريين
قصدنا المركز التجاري «آرديس»، كنا متلهفين لحضور تلك الأجواء و الوقوف عليها، أو حتى الاستفادة من تخفيضات يشاع أنها خيالية، و تصل إلى 70 في المئة، لكننا صدمنا بمجرد وصولنا إلى البوابة الرئيسية، فالحظيرة الخارجية كانت تعج بمكربات الزوار، غير أن بالداخل لم يكن يوجد الحشد الذي توقعناه، فالمكان بدا شبه خال، فحتى السوبرماركت التي تعرف بكثرة مرتاديها و طوابيرها الطويلة و العريضة أمام صناديق الدفع، كانت خالية، و فضل الزوار التجمع بأعداد هائلة بساحات اللعب، و على طاولات الطعام.
العدد القليل للزوار بداخل المركز، جعلنا نعتقد أن التجار لم يعتمدوا البيع في إطار ما يعرف «الجمعة البيضاء»، لكننا وجدنا بضعة محلات علقت لافتة أو لافتتين فقط، كتب عليهما باللغة الإنجليزية «بلاك فرايداي»، فيما فضلت محلات أخرى كتابة عبارة «صولد» و إبراز نسب التخفيضات التي تدعي إطلاقها، أما باقي المحلات و حتى الماركات العالمية المعروفة، مثل الماركة الرياضية «آديداس»، فيبدو أنها كانت تغرد خارج السرب، فلا تنزيلات و لا إقبال داخل محلات، فاق عدد الباعة بها، عدد مرتاديها و أكدوا لنا أنهم لم يقوموا بأي تخفيض.
أسعار خيالية
دخلنا أحد المحلات التي أعلنت البيع بالتخفيض، فصدمنا بالأسعار المكتوبة على بطاقات تحمل الأسعار القديمة المشطوبة و الجديدة، و هي أسعار خيالية أثارت ضحك الكثير من الزوار عندما شاهدوها، و عبر بعضهم عن أسفهم لعدم وجود ثقافة حقيقية للبيع بالتخفيض، معتبرين العملية برمتها، مجرد خدعة دعائية لاستمالة الزبائن، و قال أحد الزوار من مرتادي المركز، أنها نفس الأسعار القديمة، و أن الإعلانات مجرد خداع و احتيال، مضيفا أن بعض الأسعار تم رفعها، خاصة بالمحلات المعروفة.
في حين أكد لنا بعض التجار عدم تبنيهم البيع بالتخفيض، لا في إطار «الجمعة البيضاء» و لا السوداء ، بمناسبة الانتقال الفصلي، و قال تاجر بمحل لإحدى الماركات العالمية المعروفة و المتخصصة في بيع مستلزمات الرياضة، أنه و في إطار «الجمعة البيضاء»، قرر البيع بالتخفيض طوال شهر نوفمبر و بشكل يومي، و أطلق على الحدث تسمية «الجمعة الأزرق»، نسبة للون الماركة، حيث يستفيد الزبائن الذين يشترون سلعا بمبلغ 20000 دينار جزائري من قسيمة شراء بقيمة 1000 دينار.
أما من يشتري بمبلغ 30000 دينار فما فوق، فقيمتها تساوي 3000 دينار، مع استفادة الزوار خلال عطلة نهاية الأسبوع من بعض الامتيازات كالطومبولا، ما اعتبره البعض استهزاء بالزبائن، و محاولة لاستغفالهم.
ضعف القدرة الشرائية يلقي بظلاله على «الجمعة البيضاء»
يبدو أن ضعف القدرة الشرائية و ارتفاع أسعار الكثير من السلع و المنتجات الضرورية، عوامل ألقت بظلالها على موسم التخفيضات الذي يصفه الكثيرون بالخدعة، فرغم توفر عروض قليلة ، فهي لم تعد تغري المواطن الجزائري الذي يرى اليوم، بأنها مجرد خدعة لاستمالة الزبائن و تسويق السلع التي تكدست في المخازن، نتيجة تأثيرات جائحة كورونا على الوضع العام، مثلما قالت إحدى السيدات التي التقيناها بمركز تجاري، مضيفة أن معظم السلع قديمة، لم تعد تواكب الموضة منذ سنوات ، فيما استثنيت السلع الجديدة، خاصة في ما يتعلق بالألبسة من التنزيلات، و حافظت على أسعار وصفتها بالخيالية، مقارنة بوضعية المواطن الجزائري الذي لم يعد يشغله أمر أكثر من الزيت و البطاطا، و غلاء المعيشة، حسب تعبيرها.
الفضاء الافتراضي دخل على الخط
«بلاك فرايداي» و إن كان ضعيفا في العالم الحقيقي، فيبدو أن العالم الافتراضي قرر ركوب الموجة، من خلال إعلان البيع، في إطار هذا الحدث الاقتصادي الذي يبدو أنه انتشر افتراضيا أكثر من الواقع، حيث أعلنت مختلف المواقع التجارية ، كـ»جوميا» و العديد من الماركات و المحلات التجارية الكبرى المتخصصة في بيع الألبسة و الأفرشة و حتى الأثاث، عن تنزيلات تبدو في ظاهرها كبيرة، و يدعي مسيروها أنها تصل إلى النصف، مع تقديم امتيازات يتعلق بالتوصيل المجاني ، و هدايا طيلة شهر نوفمبر، بينما أعلنت العديد من المواقع عن البيع بالتخفيض خلال شهري نوفمبر و ديسمبر ، إلى غاية بداية العام المقبل.
و رغم استمرار إعلان بعض التجار عن البيع بالتخفيض لفترة طويلة، تبقى المناسبة «لاحدث» بالنسبة لمعظم الجزائريين الذين لم تعد تغريهم اللافتات الاشهارية العملاقة، و لا تلك السلع المكدسة، مكتفين بالتفرج عن بعد، و التركيز على «قفة» أضحت تكلفتها تفوق تكلفة ما هو أثمن لدى الغالبية.
إيمان زياري