أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أن الدفاع عن بلادنا و صون سيادتها اليوم هو مهمة الجميع، لاسيما في ظل التحول الذي...
* سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائرأكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، قادة ورؤساء ضيوف الجزائر المشاركين في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 70 لثورة أول نوفمبر...
وقف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة،...
أدى الانفجار التكنولوجي و المعلوماتي خلال السنوات الأخيرة، إلى بروز نمط حياة رقمية، تبناها أشخاص يعرفون بتسمية «الرحالة الرقميين»، لأنهم أكثر تحررا من قيود الزمان و المكان من غيرهم، فبإمكانهم السفر و الترحال و إطلاع غيرهم، على تفاصيل رحلاتهم، و المساهمة في الترويج للسياحة المحلية أو الخارجية، بواسطة الشبكة العنكبوتية، و بإمكانهم أيضا ممارسة هوايات و نشاطات مهنية مختلفة، توافق رغباتهم و ميولهم، من أي مكان يتواجدون به، دون أن يلزموا بالحضور الجسدي، مستخدمين مواقع التواصل الاجتماعي، بفاعلية و نجاعة، للتعبير عن أنفسهم و مواهبهم، و أيضا لاستقبال أكبر قدر ممكن من المعلومات و المعارف لتطوير إمكانياتهم.
أصبح الاتصال و التواصل عبر الإنترنت أكثر سهولة و انتشارا، حتى في المناطق الريفية، مما ساعد الناس على الانتقال و الرحيل الرقمي إلى المزيد من المناطق، كما أن الوظائف التي أصبحت أقل اعتمادا على الحضور الجسدي، تسهل نمط حياة الرحالة الرقميين، و قد عرفت الجزائر تنامي هذا النوع من «البدو الرحل «، خاصة في مجال الترويج للسياحة.
ثمار الانفجار المعلوماتي
يمكن القول أن «الرحالة الرقميين»، مصطلح جديد تزامن مع الانفجار التكنولوجي و المعلوماتي الذي حدث في الألفية الجديدة، و يعرفون عادة بأنهم عمال أحرار في أماكن مختلفة، يستخدمون التكنولوجيا لأداء وظائفهم، فمع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح استخدام المنصات الرقمية، جزءا أساسيا للتواصل اليومي، و تبادل المعلومات بين الكثير من الأشخاص عبر العالم، و هناك من يستخدم مواقع التواصل كوسيلة للترفيه و تمضية الوقت، وربما لإضاعة الوقت، في حين أدركت فئة أخرى مدى قوة وسائل التواصل الاجتماعي، فاستخدموها بشكل فعال، من خلال التعبير عن أفكارهم و جمع المهتمين بهم من كل أنحاء العالم، كما هو الحال بالنسبة للرحالة الرقميين الذين يقومون بالترويج للسياحة المحلية و الوطنية و الدولية.
الإنترنت كبديل للحضور إلى المكتب..
يعمل هؤلاء الرحالة عن بعد، باستخدام تقنيات الاتصال، بدلاً من الحضور الجسدي في المكاتب و الشركات، فينجزون أعمالهم من أي مكان في العالم، أو أثناء سفرهم، و أول من استعمل مصطلح «الرُّحل الرقميين «، هما عالم الكمبيوتر تسوجيو ماكيموتو و الصحفي دافيد مانرز في عام 1997، حيث تنبأ كلاهما بتقنيات الهواتف المحمولة و زيادة وقت العمل الإضافي، وفق نمط حياة جديد، ليصبح الناس «أكثر تحرراً من قيود الوقت والمكان»، على حد تعبير ماكيموتو.
نجد الكثير من الشباب يحبون السفر، و يقومون بمشاركة متابعيهم رحلاتهم من البداية إلى النهاية، و من هنا جاء مصطلح «الرُّحل الرقميين»، فما يقدمونه من محتوى يختلف عما يقدمه المؤثرون الآخرين، فهم يجوبون مختلف المناطق عبر العالم حاملين حواسيبهم معهم، أما وظائفهم، فهي عبارة عن مهن حرة يستطيعون ممارستها عن طريق الإنترنت، مما يتيح لهم الراحة و المتعة و الرفاهية اللازمة للسفر و في نفس الوقت يزاولون مهنهم و ينظمون مواعيدهم بما يتناسب مع نمط حياتهم، فبإمكانهم بهذه الطريقة العمل من تايلاندا أو من شاطئ بجزر المالديف، تماما، كما يعملون بالبيت.
و يذكر أن هناك بعض العوامل السلبية التي تجعل الناس يتحولون إلى رحالة رقميين، و تشمل الاضطرابات السياسية في بلدانهم الأصلية، و ارتفاع تكلفة المعيشة في المكان الذي يعيشون به، و تناقص العمالة طويلة الأجل، و غيرها.
و يحقق هؤلاء الرحالة من موقع «يوتيوب» عندما يروجون لمنتج أو مادة مبتكرة عبر قنواتهم الخاصة الكثير من الأرباح، كما يقومون بوظائف أخرى لكسب المال، دون تدخل شركة أو أفراد آخرين في عملهم، أو آليات تنفيذ ذلك العمل، فعملهم يعتمد عليهم هم، وليس على أحد غيرهم، فتجد هذا النوع من العمال الأحرار، يكرسون مهاراتهم و قدراتهم لتقديم خدمات لفئات معينة، مقابل المال، وذلك دون قيود وظيفية، كالخصم على الراتب، في حال الغياب، أو الطرد من العمل لسبب ما.
ومن أبرز القطاعات الاقتصادية المحركة لسوق العمل عن بعد، نجد التسويق الإلكتروني و إدخال البيانات والإعلانات و التصميم والهندسة، و كل ما يتطلبه العمل عن بعد، هو حاسوب محمول وإنترنت قوي.
و من أبرز المهن التي تمكّن من إصدار وثيقة العمل الحر، نذكر هندسة البرمجيات، تصميم أو تطوير الألعاب الإلكترونية، تطوير تطبيقات الجوال، تصميم الجرافيك، تطوير مواقع الويب، تحليل البيانات، التدقيق اللغوي، التحرير المرئي، التحرير الصوتي، البحث التسويقي، تحليل الأعمال، تخصص مواقع التواصل الاجتماعي، كتابة محتوى، ترجمة و تسويق رقمي..
مراحل التحول إلى رحالة رقمي..
لكي يتحول الفرد إلى رحالة رقمي، Digital nomad ، فإن الخطوة الأولى التي يجب عليه القيام بها، هي التأكد من أن مهنته يمكن تنفيذها عبر الإنترنت، لأنه ربما تعتبر هذه اللحظة ملائمة جداً للبدء بمهنة جديدة، و تنفيذ مشاريع شخصية، والبدء بريادة الأعمال، فالكثير من الأعمال الشائعة يمكن تطويرها لتتلاءم مع الوسط الافتراضي الرقمي، على شكل استشارات، تعليم أون لاين، وغير ذلك، كما أن هناك العديد من الكتاب، المؤثرين الرقميين و أصحاب الأعمال التجارية يتركون بلدهم و يتحولون إلى رحالة رقميين، لأن هذه المهن تتيح الحرية بشكل كبير، و تعتبر متوافقة بشكل ممتاز مع هذا النمط الجديد من الحياة.
على الرغم من كون هذا النمط حديثاً، وغير معروف من قبل عديد الناس، إلا أنه في كل عام يزداد عدد الأشخاص الذين يقررون التوقف عن العمل في المكاتب، الوكالات و أماكن العمل التقليدية، للعمل عبر الإنترنت.
و تحتل الأعمال الرقمية قمة الأعمال المستهدفة في هذا العصر، لأنها تحقق المرونة، الراحة و حرية مهنية كبيرة، بالإضافة إلى ذلك، تتحسن نوعية حياة الناس الذين يعملون لحسابهم الخاص، بشكل ملحوظ، فوقتهم يصبح أكثر مرونة، مما يتيح لهم مجالا أكبر للترفيه، و قضاء وقت أطول مع العائلة و الأصدقاء، و الاهتمام بصحتهم.
تراجع الترحال الرقمي بسبب كورونا
طرح ظهور فيروس كورونا المستجد و تحوله إلى أزمة صحية عالمية، إشكالية مواصلة هذه «الموضة»، فقد أغلقت المطارات و الحدود و تم تقييد إجراءات السفر إلى جميع دول العالم لفترة طويلة، و بالتالي تسببت جائحة كورونا في تقييد حركة الأفراد و إثنائهم عن السفر، في محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا، الذي أثر على الرحالة بطريقة لم يشهد لها مثيل من قبل، و تكبدت البلدان خسائر بمليارات الدولارات في قطاع السياحة.
خلال متابعتنا المستمرة لمستجدات الرحالة الرقميين في تلك الفترة الصعبة، لاحظنا أن البعض منهم بقوا عالقين في بلدان غير بلدانهم، وتوقفت حساباتهم عن نشر أي محتوى، مما أدى إلى انخفاض مداخيلهم، و أصبحوا لا يستطيعون تحقيق أرباح من يوتيوب، أو تقديم خدمات إعلانية، كما صعبت عليهم العودة إلى بلدانهم.
تأثير كورونا على رحالة رقميين جزائريين
خلال معاينتنا لبعض الصفحات و القنوات على منصة يوتيوب لأشهر الرحالة الرقميين الجزائريين، الذين تأثروا بالجائحة، اطلعنا على قناة الرحالة جمال طالبي، الذي تمكن من جمع ما يقارب مليون متابع، و قد كان في تركيا في بداية الحجر و توقيف الرحلات الجوية، و بقي هناك لأكثر من 8 أشهر، و لم يقدم في تلك الفترة أي محتوى، و بعد مرور فترة معينة ، تمكن من التنقل عبر بعض المدن التركية، و قام بتصوير العديد من مقاطع الفيديو و نشرها حتى لا يتوقف عن العمل.
كما أن القناة العائلية « كاسويست » الخاص بالرحالة الجزائري بلقاسم، و زوجته الأجنبية، توقفت عن النشاط، نتيجة بقاء الزوجين في بلد أوروبي شهد ارتفاعا كبيرا في عدد المصابين بكورونا، و اضطرا للإقامة في غرفة واحدة لمدة طويلة، و صورا يومياتها ومعاناتهما هناك، إلى غاية تمكنهما من العودة إلى منزلهما.
كما تأثر محتوى الرحالة الشهير خبيب، ابن مدينة قسنطينة، بتبعات الجائحة، و لم يستطع التنقل إلى مناطق أخرى لإثراء قناته، لكن بعد رفع إجراءات الحجر انتعش محتوى عديد الرحالة، و واصلوا نشاطاتهم، مع الالتزام قدر الإمكان بإجراءات الوقاية من الفيروس المستجد.
لينة.د