أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لدى إشرافه باسم رئيس الجمهورية، القائد الأعلى...
يمثل إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحق رئيس حكومة الكيان الصهيوني « نتنياهو» و وزير دفاعه السابق» غالانت» بتهمة ارتكاب جرائم ضد...
تعد الضجة الكوميدية التي تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية حول حالة بوعلام صنصال، دليلا إضافيا على وجود تيار «حاقد» ضد الجزائر. وهو لوبي لا يفوّت...
أكد الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، حميد بن ساعد، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، أن التمور الجزائرية بكل أنواعها تمكنت...
يشرف منذ أشهر فريق بحث، يتكون من صيدلانيين إكلينيكيين، تابعين لمخبر اليقظة الدوائية بمستشفى أول نوفمبر بوهران، على التجارب السريرية لمستخلصات زيوت أساسية بهدف علاجي، وهي مبادرة نموذجية على الصعيد الوطني. للوقوف على هذه التجربة، زارت النصر المخبر، و التقت بالمشرفين عليها.
التجربة الجديدة قيمة مضافة للرفاه العلاجي
قال البروفيسور تومي هواري، رئيس مصلحة اليقظة الدوائية بمستشفى أول نوفمبر في وهران، للنصر، أن هذه التجربة البحثية تعتبر قيمة مضافة للعلاج الإكلينيكي، تساعد مستخدمي الصحة على تقديم خدمات علاجية ذات نوعية و فعالية، دون أن يعاني المريض من آلام أو اضطرابات أخرى، لتوفر الرفاه العلاجي.
يدعو البروفيسور تومي الوصاية إلى تحديد الأولويات، لتسهيل تجسيد المشاريع البحثية، مثلا أن تكون للأورام السرطانية أولوية في مجال البحث، فيتم الإسراع في دراسة و منح الاعتماد المالي للأبحاث التي تندرج في هذا الإطار.
من جانب آخر، وفق محدثنا، فإن تحديد الأولويات يساعد المخابر على ضبط أفكارها ومشاريعها، مع المواضيع ذات الأولوية، وبالتالي توجيه الجهود في الاتجاه المناسب و الناجع، مشيرا إلى أن الأبحاث الصيدلانية السريرية في المستشفى، لا يخصص لها غلاف مالي خاص بها، يغطي مباشرة النفقات، بل تأتي الاعتمادات المالية من المديرية العامة للبحوث العلمية و التكنولوجية، التي تصلها العديد من الطلبات من مختلف المخابر البحثية عبر الوطن، و هذا ما يستغرق وقتا طويلا في دراسة الملفات و الموافقة على منحها القيمة المالية المناسبة لها، مما ينعكس مباشرة على سيرورة البحث والتقدم في تجسيده، وإنهاء مراحله في الوقت المناسب، مضيفا «يجب أيضا أن يتم ضبط مشروع البحث للمؤسسة و للمصلحة الاستشفائية، بما يعطي دفعا للبحوث».
نتائج فعالة على الأعراض الجانبية غير المرغوب فيها لمرضى السرطان
أوضحت الدكتورة حنان زيتوني، صاحبة المبادرة و رئيسة فريق البحث الجاري بمصلحة اليقظة الدوائية، أن فترة جائحة كورونا، كانت سانحة لإطلاق و تطوير فكرتها المتمثلة في استخراج زيوت أساسية عطرية، و استعمالها في دعم علاج المرضى بالمستشفى.
البداية كانت بتطوير نوع من الزيوت المعقمة و المطهرة للجو، داخل غرف استشفاء المرضى، و كل فضاء المستشفى، للحد من انتشار ملوثات الهواء، سواء الفيروسية أو الحشرية أو أي جزيئات أخرى، التي يستنشقها المرضى و مستخدمي المستشفى، خاصة خلال تفشي فيروس كورونا، مبرزة أنه لحد الآن، لا تزال كل المصالح الاستشفائية بمؤسسة أول نوفمبر، تطلب هذا المستخلص المعطر و المطهر للهواء، و الذي قاعدته زيوت أساسية.
و أضافت أنه من أجل تطوير بحثها، فكرت في القيام بتجربة سريرية مع مرضى السرطان بمصلحة الأورام، حيث تم على مستوى المخبر، ابتكار مستخلص زيوت أساسية، يساعد على تخفيف الأعراض غير المرغوب فيها، خلال تلقي المرضى لجرعات العلاج الكيميائي.
و تتمثل التجربة في نشر بخار بعض الزيوت خلال جلسات العلاج، لمساعدة المرضى على الاسترخاء و تجاوز القلق و الشعور بالألم، ثم إعطائهم كمية من المستخلص الزيتي موضوعة في قماش معقم داخل أنبوب مخبري معقم أيضا، لاستنشاقها طيلة فترة تلقي جرعات العلاج الكيميائي، و يمكنهم استعمال المستخلص بالمستشفى أو حتى في منازلهم.
و تنقسم أنابيب الاختبار إلى قسمين، حسب نوعية التركيبة، الأولى خاصة بالاسترخاء و الراحة و النوم، والثانية خاصة بنوبات الغثيان و الدوار.
و ذكرت الدكتورة زيتوني، أنه تم بالتوازي مع ذلك، تحديد مقاييس لتقييم التجربة و إخضاع عينة المرضى إلى سلم التعامل مع كل عارض أو عامل محدد للعلاج، وهذا قبل بداية التجربة، و في كل مرة يتم حساب النتيجة و ملاحظة مدى تأثير الزيوت على العوامل أو الأعراض المحددة مسبقا، فتم التوصل إلى نتائج ناجعة و مشجعة في ما يخص التغلب على أعراض الغثيان، الدوار و الاكتئاب، و نتائج مرضية في ما يخص عوامل الانهيار العصبي و القلق و تحسين نوعية النوم.
و أردفت أن تحضير المستخلصات، تم بفضل تعاون و مساعدة مخبر خاص، لديه تجربة مع الزيوت الأساسية، زود الفريق بكمية معتبرة منها، لتسريع بحثهم. و أشارت الدكتورة زيتوني أنها فضلت إشراك طلبتها بالجامعة في التجربة، لتقريبهم من العمل الميداني و تأطيرهم مباشرة في المخبر، و راودتها الفكرة خلال مشاركتها في ملتقى دولي بباريس حول «العلاج العطري» الذي يعتمد على مستخلصات الزيوت الأساسية، و هي طريقة ضمن الطرق الطبية العلاجية العصرية، ترتكز أولا على التعرف على التركيبة الكيميائية الجزيئية للزيت الأساسي، مما يسمح بتوجيهه لعلاج محدد دون غيره، و يساعد التعرف على التركيبة، على تحديد أيضا موانع الاستعمال، مشيرة إلى أن كل زيت أساسي، يمكن أن يحتوي على حوالي ألف جزيء كيميائي، و يجب دراستها جيدا وضبط كيفية استعمالها بدقة متناهية.جدير بالذكر أن الدكتورة حنان زيتوني، تعد أول طبيبة جزائرية تحصل على ديبلوم جامعي دولي في تخصص العلاج العطري الإكلينيكي، وتعتزم مع فريق البحث التحضير لتنظيم دورات تكوينية للصيدليين، حتى لا يقوموا ببيع مستخلصات الزيوت الأساسية، دون معرفة استعمالاتها و أضرارها والعلاجات الخاصة بكل نوع منها، حسب تركيبتها.وأشادت محدتثنا بمساعدة و دعم البروفيسور تومي لفكرتها، التي لم يكن من السهل إدراجها في الأبحاث الصيدلانية السريرية، لولا وقوف مسؤول المصلحة لجانبها، و تشجيعه للفريق.
علاج تأهيلي لحاسة الشم بعد جراحة الأنف
وفي إطار آخر، كشفت الدكتورة نوال بودربالة، أن تجربتها التي تندرج في إطار تحضيرها لأطروحة الدكتوراه، تتمثل في تحضير مستخلص زيوت أساسية بتركيبات كيميائية مختلفة، وبنكهات عطرية متعددة، بهدف إعادة تأهيل حاسة الشم للمرضى الذين يخضعون لعمليات جراحية على مستوى الأنف، مضيفة أن التجربة لا تزال متواصلة على عينة من المرضى بمستشفى أول نوفمبر بوهران، و إذا كانت النتائج جيدة ومشجعة، حسب محدثتنا، فسيتم اعتمادها مع المتعافين من كورونا الذين يفقدون حاسة الشم، ويصعب عليهم استرجاعها بسرعة.
وأشارت الدكتورة بودربالة، إلى أن المريض يخضع لاختبار درجة الشم، قبل يوم واحد من موعد إخضاعه لعملية جراحية على أنفه، و يعاد الاختبار في اليوم الرابع بعد العملية، لمقارنة النتائج عند إخضاع المريض للتجربة، بإعطائه عدة أنابيب مخبرية بها زيوت عطرية علاجية، ثم يتم قياس تركيز عملية الشم عند كل مريض. أما الاختبار الثاني، فيتم من خلاله قياس مدى تعرف المريض على نوع المادة العطرية التي تكون رائحتها من الروائح التي يعرفها الجميع، للحصول على نتيجة مضبوطة، و في نهاية التجربة، يتم تحديد نسبة استرجاع المريض لحاسة الشم، و فعالية الزيوت الأساسية التي استنشقوها خلال مسار إعادة التأهيل. جدير بالذكر أن التجربة بدأت في أكتوبر الماضي، ومن أجل الحصول على نتائج علمية دقيقة تتواصل إلى غاية نهاية الشهر الجاري، «لأن المقياس العلمي يحدد ب 12 أسبوعا، أي ثلاثة أشهر»، و يكون الاستنشاق صباحا ومساءا.
و قد أكدت الدكتورة بودربالة، أن النتائج الأولية حسنة، و تبشر بنجاح علمي علاجي لفائدة الفئات المذكورة من المرضى.
بن ودان خيرة