الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
لا يزال عديد سكان القرى و المدن ، محافظين على حدائقهم المنزلية، و يقضون أوقات فراغهم، يزرعون بها مختلف أنواع الخضر و الفواكه الموسمية، و قبل حلول شهر رمضان من كل عام، تكون هذه الفضاءات الجميلة، جاهزة للمساهمة في مائدة الإفطار بأجود أنواع الخضر و الفواكه الموسمية، الخالية من تأثيرات المواد الكيماوية التي أصحبت مثار قلق منظمات الصحة و حماة البيئة حول العالم، كما أن اللون الأخضر الطاغي بالحدائق، يوفر الراحة النفسية و الانشراح و يخفف من تعب الصيام.
فريد.غ
تعد الحدائق المنزلية من المكونات الأساسية للعمران الصديق للبيئة و الإنسان، خاصة بالمدن و القرى، حيث تزيد الحاجة إلى الفضاءات الخضراء، لتحسين إطار الحياة العامة و تحقيق الرفاه الاجتماعي، وسط الكتل الخراسانية الباهتة التي تكاد تكتسح كل شيء، و تقضي على الكائنات الخضراء بالوسط الحضري.
و تنتج الحدائق المنزلية بعض ما يحتاجه المطبخ في رمضان، و على مدار العام أيضا، من نعناع و بقدونس و كرفس و خس و بصل و ثوم و باذنجان و طماطم و فلفل، و غيرها من المنتجات البيولوجية الأخرى كالتين و البرتقال و الليمون، وقد أصبحت الخلايا البلاستيكية الصغيرة قادرة على إنتاج غذاء ما قبل و بعد الموسم المعتاد، إذا توفرت المساحة الكافية بالحديقة المنزلية، التي استرجعت مكانتها و قيمتها الصحية و البيئية عند الجزائريين، بعد سنوات طويلة من فوضى العمران، و إدارة الظهر للكائنات الخضراء بالوسط الحضري على وجه الخصوص، أين اكتسحت الخرسانة كل شيء و لم تترك متسعا لحديقة منزلية أو حديقة عامة، تبعث الراحة في النفوس و تلطف الأجواء الحارة و الملوثة بالانبعاثات المثيرة للقلق.
و يدور جدل كبير حول المنتجات المعدلة جينيا و تلك المعتمدة على المواد الكيماوية الصناعية، في حين ما ينتجه أصحاب الحدائق المنزلية، من خضر و فواكه و أعشاب عطرية، تعتبر بيولوجية، صحية و مستديمة، و غير مكلفة، مقارنة بما تعرفه أسعار هذه المواد بالأسواق المحلية.
حدائق الشرفات أحسن من لاشيء!
للعمل المستمر بالحديقة المنزلية فوائد صحية و نفسية لا تقدر بثمن، و يمكن الفوز بالغذاء الصحي الآمن و السعادة و المتعة عند دخول الفضاء الأخضر الجميل، لقطف ما تحتاجه مائدة رمضان و المطبخ عموما على مدار العام.
اللافت أن النمط العمراني السائد بالجزائر، يكاد يقضي على الحدائق المنزلية، التي كانت من صميم ثقافتنا و تراثنا و عاداتنا العمرانية القديمة، بعد التوجه إلى العمارة الجماعية، و بالرغم من ذلك، فإن محبي و هواة الحديقة المنزلية، يلجأون إلى “الزراعة العمودية” في الشرفات و النوافذ، لإنتاج بعض أنواع الخضر و أزهار الزينة، و إضفاء بعض الاخضرار على الكتل الإسمنتية الباهتة، و تجديد العلاقة مع الطبيعة كل يوم، من أجل الصحة و الراحة النفسية التي لا تقدر بثمن.
وأكد المهندس الفلاحي ثامر بوجاهم، للنصر، بأن الزراعة العمودية بالعمارات الجماعية، أصبحت ممكنة بفعل التطور العلمي الذي بلغ مداه في السنوات الأخيرة، مضيفا بأن أسطح المباني و شرفاتها و حتى جدرانها، بإمكانها أن تتحول إلى حدائق منزلية منتجة للغذاء و الجمال و الرفاه.
و تمكن محمد، الساكن في عمارة جماعية بقالمة، من تحويل مكب للنفايات يغطي مساحة خضراء أمام شقته بالطابق الأرضي، إلى حديقة منزلية صغيرة، لإضفاء الطابع الجمالي على الواجهة الخلفية للعمارة، و ذلك بغرس أشجار مثمرة، كالزيتون و التين، و الخس و الفلفل و الأزهار. و يقضي أوقات فراغه بهذا الفضاء الأخضر الجميل، الذي بدأ ينتج و يدعم المطبخ العائلي ببعض المنتجات البيولوجية الصحية.
و يشعر محمد بسعادة كبيرة و هو يقلب التربة الناعمة و يمد أنبوب السقي من شقته إلى الحديقة الجميلة، لسقي الخضر و الأزهار الفتية، حتى تبقى يانعة مثمرة تسر الناظرين و تحجب تلك المشاهد المقرفة التي كانت سائدة بالمكان، كما قال للنصر.
و خلال شهر رمضان يعتمد محمد على حديقته الصغيرة لدعم مائدة الإفطار، بما جادت به أمنا الأرض، التي لم تتوقف عن العطاء السخي مادامت اليد البشرية النافعة تمدها بأسباب الحياة، و تحميها من الاعتداء الجائر. و يعتقد سكان العمارات الجماعية بأن فكرة الحدائق المنزلية المنتجة ربما تكون الحل الأمثل لمشكل تسيير المساحات الجوارية الخضراء، حيث تعاني البلديات من عدم القدرة على الصيانة و الحماية من النفايات و الجفاف و الاعتداءات.
اللون الأخضر لتحسين المزاج و تخفيف تعب الصيام
قال الطبيب جمال بكوش، العامل بقطاع الصحة بقالمة في حديثه مع النصر، بأن للحديقة المنزلية فوائد صحية كبيرة، تضاف إلى منافعها المادية الأخرى، مضيفا بأن اللون الأخضر و رائحة الأزهار و الخضر و الفواكه، تحسن المزاج، لهذا نحب الطبيعة و الحديقة المنزلية التي نقضي فيها وقتا ممتعا، نعمل و نستمتع بالكائنات النباتية الجميلة.
و ينصح النفسانيون و أطباء أمراض الأعصاب عادة، بالتنزه بين أحضان الطبيعة و الجلوس في الحدائق العامة و كذا الحدائق المنزلية التي تعد المكان الملائم و الدائم لرفع المعنويات و التغلب على المشاكل النفسية، فلا توجد متعة أكثر من الجلوس تحت ظل شجرة و فوق بساط أخضر و قطف زهرة و سقي خضروات يانعة.
و الملاحظ أن الصائمين يفضلون أوقات فراغهم في الحدائق المنزلية و الحدائق العامة، للتغلب على تأثيرات الصيام، و تهدئة المزاج، فالطبيعة هي الملاذ الآمن للإنسان، تمده بأسباب البقاء و السعادة، إذا كان التعايش معها سلميا مفيدا بلا اعتداء جائر.
و بالرغم من الأهمية الاقتصادية و الصحية و البيئية للحدائق المنزلية و الحدائق العامة و خاصة بالحواضر العمرانية الكبرى، فإن المشرفين على شؤون العمران بالجزائر لا يزالون يواجهون متاعب وعراقيل لزيادة نسبة المساحات الخضراء، و المساهمة في الجهود الرامية إلى تحسين جودة الحياة، وذلك بسبب أزمة العقار وتراجع تقاليد و ثقافة الحديقة، و زيادة الطلب على السكن، و ارتفاع تكاليف إنجاز وصيانة المساحات الخضراء التي بدأت، رغم الكم الهائل من الإجحاف، تسترجع مكانتها في السنوات الأخيرة، خاصة بمواقع السكن الفردي، أين تعد الحديقة المنزلية رمزا للرفاه الاجتماعي و الجمال و الصحة، و مصدرا للأمن الغذائي عندما تلتهب الأسواق بنار الأسعار و تطبق عليها الندرة بفعل فاعل.