أكد وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، أمس السبت، التزام دائرته الوزارية بانتهاج أسلوب الحوار والعمل التشاركي، للرفع من أداء القطاع وتحقيق...
* درست في الجزائر لأجل مواقفها القوية من القضايا الإسلامية"حلم حققته بعد عمل شاق ودؤوب"، هي عبارة وصف من خلالها المفتي العام للقسم الآسيوي للإدارة...
* أرغب بتطوير برنامج خاص بالذكاء الاصطناعي في الجامعات الجزائريةأشاد الباحث في الذكاء الاصطناعي ومدير تخطيط السعة للذكاء الاصطناعي التوليدي في شركة...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الخميس بقصر المرادية، وزير الداخلية للمملكة العربية السعودية، الأمير عبد العزيز بن سعود، الذي قام...
أكد أول أمس الخميس بقسنطينة، مختصون في أمراض النساء والتوليد أن اللجوء للعمليات القيصرية ينبغي أن يستند إلى مبررات علمية وطبية، حيث أوضح متدخلون منهم للنصر أن الإفراط فيها قد يؤدي إلى العديد من التعقيدات الصحية، رغم الإنجازات المحققة في ميدان التكفل على المستوى الوطني بعد دمج جهود القطاع الخاص بتغطية الضمان الاجتماعي لتخفيف الضغط عن المستشفيات والعيادات العمومية وخفض نسبة الحوادث، في حين شغل النقاش حول مرض بطانة الرحم المهاجرة جزءا معتبرا من أشغال اليوم الأول من الملتقى الدولي لأطباء النساء والتوليد الذي احتضنته الولاية، بعد تسجيل أكثر من مليوني امرأة تعاني منه في الجزائر، فضلا عن ارتباطه بكثرة التدخلات والعمليات الجراحية، بحسب ما يراه بعض المختصين، الذين يذهب بعضهم أيضا إلى ضرورة تمديد دعم الدولة ليشمل علاج العقم المكلف من الناحية المادية.
تغطية: سامي حباطي
وعرف الملتقى الدولي السادس لأطباء النساء والتوليد المنظم بفندق “ماريوت” في ولاية قسنطينة مشاركة أكثر من 300 طبيب نساء وتوليد من مختلف ولايات الوطن، بالإضافة إلى ثلاثة مختصين من ذوي الخبرة العالية في المجال من فرنسا، من بينهم سباستيان بودينو الذي قدم مداخلة في اليوم الأول، والفرنسي اللبناني جورج حداد، إلى جانب غيوم لوجوندر الذي قدم مداخلة بتقنية التحاضر عن بعد. وتحول الرواق المحيط بالقاعة المخصصة للورشات والمحاضرات إلى معرض مفتوح شاركت به أكثر من أربعين مؤسسة منتجة للأدوية والتجهيزات الخاصة بالتشخيص وعلاج أمراض النساء والتوليد، من بينها المخبر الفلسطيني الوحيد الذي ينشط بالجزائر في مجال الأدوية، حيث أكد القائمون عليه أنهم قد أطلقوا مشروعا لإنتاج أدوية على المستوى الوطني.
وقال والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، في تصريح للصحافة على هامش إشرافه على افتتاح الملتقى وزيارة العارضين، إنه من الضروري الانتقال إلى إنتاج الأدوية على المستوى المحلي، خصوصا أن بعض الأدوية والمكملات الغذائية لا تتطلب تكنولوجيا عالية، لكنها ما تزال تستورد في الوقت الحالي أو يقتصر إنتاجها محليا على التعليب، بينما يمكن تصنيعها محليا، مضيفا أن الإمكانيات متوفرة، خصوصا الإمكانيات البشرية من المختصين، فضلا عن توفر الأراضي والمناطق الصناعية المستحدثة لغاية تشجيع الإنتاج المحلي. ونبه نفس المصدر أنه ينبغي التخفيف من الاستيراد لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والعمل على تشجيع التصدير، في حين أوضح أن زيارته للمشاركين في المعرض تصب في إطار تبليغ هذه الرسالة.
* الدكتور بوكرو
الجزائر مواكبة للتطورات العالمية في طب النساء والتوليد
من جهته، أوضح الدكتور محمد بوكرو، رئيس جمعية أطباء النساء والتوليد الخواص لولاية قسنطينة المنظمة للملتقى، أن التظاهرة تستهدف تبادل الخبرات حول مستجدات المجال، خصوصا مع حضور الخبراء الأجانب، الذين سيعرفون الأخصائيين المحليين بالتكنولوجيات والتقنيات الجديدة التي يمكنهم الاستفادة منها، بينما نبه أن الملتقى سيفضي إلى مجموعة من التوصيات. واعتبر الدكتور بوكرو أن الجزائر مواكبة للتقدم المسجل في مجال طب النساء والتوليد على المستوى العالمي، في حين أوضح أن مواضيع الملتقى تدور حول الإنجاب بالمساعدة الطبية والخصوبة والتّصوير بالموجات فوق الصوتية والتنظير الداخل ومرض السكري الذي أصبح مسجلا بشكل كبير لدى النساء الحوامل، بحسب ما أكد محدثنا.
وقدم بعض الخبراء منظورهم حول أمراض السرطان التي تمس النساء الحوامل في الملتقى الدولي، بحسب ما أكده رئيس الجمعية، مضيفا أن بطانة الرحم المهاجرة تمثل موضوعا محوريا في الملتقى باعتباره مرضا مستجدا في الجزائر خصوصا وأنّه غير معروفٍ لدى المرضى، حيث اعتبر أنّها من الأسباب الرّئيسيّة للعقم، ما دفع إلى إنشاء جمعية وطنية؛ أكد الدكتور بوكرو أنه نائب ناحية الشرق فيها، في حين أوضح أن الانخراط فيها مفتوح أمام مختلف المواطنين، سواء كانوا من المرضى أو الأطباء أو جميع المتدخلين في مجال طب النساء.
ونبه نفس المصدر أن أسباب مرض بطانة الرّحم المهاجرة ما تزال غير واضحة بشكل كلي، حيث يتسبب في انتقال جزء من نسيج الرحم إلى نقاط أخرى من الجسم، ويسبب آلاما شديدة، بينما أكد أن عدد الحالات المسجلة في الجزائر كبير جدا، فضلا عن أن العديد من المصابات به لا يعلمن بأنهن مريضات، كما أضاف أن العلاج المتوفر حاليا يستهدف القضاء على الألم، إلا أنه نبه إلى أنه لا يمكن القضاء على المرض بصفة نهائية، حيث يستهدف العلاج، بدرجة أقل، إزالة مشكلة العقم.
من جهة أخرى، اعتبر الدكتور بوكرو، في ردّه على سؤالنا حول ما يقال عن اللجوء المفرط للعمليات القيصرية خلال التوليد على مستوى القطاع الخاص، أن ذلك يكون بناء على معطيات طبية، حيث تستوجب بعض الضرورات المطلقة اللجوء للقيصرية، بناء على الفحوصات، بينما توجد ضرورات نسبية تتيح الانتظار لساعات لتحديد الطريقة المناسبة لإجراء عملية التوليد، فحالة بعض الأمهات تكون في البداية قابلة للتوليد الطبيعي، لكن بعض التطورات قد تطرأ فتجعل من الضروري إجراء القيصرية. وأوضح محدثنا أنه من الخطأ اللجوء إلى العمليات القيصرية بشكل آلي، كما أضاف أن حالات الإصابة بضغط الدم والسكري لدى الحوامل قد ارتفع في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن ذلك يسجل بالتناسب مع ارتفاعه على المستوى العالمي، أي أن الجزائر لا تمثل حالة خاصة على المستوى العالمي في هذا الباب.
وأوضح نفس المصدر أن إلحاق العيادات الخاصة ضمن تغطية الضمان الاجتماعي في عمليات التوليد قد خفف الضغط على المستشفيات والعيادات العمومية، معتبرا أن ظروف التكفل بالحوامل في القطاع الخاص جيدة، ما يخفف من الحوادث، لكنه شدد أن القطاعين الخاص والعمومي مكملين لبعضهما، فضلا عن تأكيده على وفرة الأدوية الخاصة بأمراض النساء والتوليد، موضحا أنه ينبغي تشجيع الإنتاج المحلي.
* الدكتور جباسي
القطاع الخاص يغطي 60 بالمئة من العمليات القيصرية
ورغم أن رئيسة جمعية مكافحة مرض بطانة الرحم المهاجرة لا تؤيد الطرح الذي يذهب إلى أن الإفراط في التدخلات الجراحية على مستوى الرحم يزيد من احتمال الإصابة، إلا أنها تؤكد على ضرورة أخذ الاحتياطات الواجبة عند إجراء العمليات المماثلة في حال إصابة المريضة به، في وقت يؤكد فيه الدكتور عبد الحفيظ جباسي، أمين خزينة جمعية أطباء النساء والتوليد الخواص لولاية قسنطينة، أن التدخلات الجراحية، خصوصا كثرة اللجوء إلى عمليات التوليد القيصرية، تؤدي إلى إضعاف نسيج الرحم، بالإضافة إلى عمليات توسيع وكحت الرّحم، ما يزيد من احتمال الإصابة بالبطانة المهاجرة.
ونبه الدكتور جباسي أن توجه المختصين في أمراض النساء والتوليد إلى القطاع الخاص يعود بالدرجة الأولى إلى المحفزات المادية، في حين قال إن كثرة عمليات التوليد عن طريق الجراحة لا تعزى إلى الجانب المادي بقدر الجانب العِلمي، مضيفا أن اتخاذ قرار الجراحة من طرف الطّبيب المختصّ ينبغي أن يكون مؤسسا على مبررات طبية ولا يكون عشوائيا. وأضاف محدثنا أن القطاع الخاص يغطي 60 بالمئة من العمليات القيصرية تجرى في القطاع الخاص، و40 بالمئة في القطاع العام على المستوى الوطني، واعتبر أن النسبة المذكورة يمكن أن تسحب بصورة تقريبية على ولاية قسنطينة.
واعتبر الدّكتور جباسي أن سقف 15 بالمئة التي توصي به منظمة الصحة العالمية حول العمليات القيصرية في التوليد، قد رُفع إلى 35 بالمئة، بينما أشار إلى أنّ الجِراحة تزيد من احتمال الإصابة بأمراض ومشاكل صحية أخرى.
الدكتور بن عباجي: ينبغي على الدولة أن تدعم علاج العقم
أما بخصوص الأمراض المسجلة بكثرة من طرف أطباء النساء والتوليد، فأوضح محدثنا أن بطانة الرحم المهاجرة من أكثرها، في حين قال الدكتور غوثي بن عباجي، رئيس جمعية أطباء أمراض النساء والتوليد الخواص بناحية وهران، في تصريح لنا، أن وسائل تشخيص هذه المشكلة قد صارت متوفرة اليوم وتتيح للمختصين رصدها والتعرف عليها، بينما كان يعتمد التشخيص في وقت سابق على أدوات بسيطة.
وذكر نفس المصدر أن المعلومات حول هذا المرض ينبغي أن تنشر وتعمم عبر مختلف مناطق الوطن، وخصوصا في المناطق البعيدة عن الولايات الكبرى، في حين قال المختص حول التنافسية في الترويج للوجهات الطبية في بلدان أجنبية من أجل علاج العقم بأسعار باهظة، إن الجزائر تملك الكفاءات في علاج العقم، لكن العمل يتطلب تنظيما وهيكلة، رغم أنه استحسن تنظيم لقاءات ومؤتمرات، فضلا عن أنه اعتبر أن الإمكانيات قد صارت متوفرة، خصوصا في التشخيص ومعرفة الأمراض وأسباب العقم، لكنه أوضح أن التركيز ينبغي أن يكون حول التكفل في المستشفيات العمومية، في مقابل الارتفاع الكبير في الأسعار في القطاع الخاص.
واعتبر نفس المصدر أن العقم قد تحول إلى مشكلة كبيرة من الناحية الاجتماعية في الأسرة أو بالنسبة للمرأة على المستوى الفردي. ويرى نفس المصدر أنه ينبغي على الدولة أن تدعم عمليات علاج العقم والعديد من العمليات الطبية المرتبطة بها، على غرار التلقيح، خصوصا من ناحية التكفل، لأن العلاج يتطلب عدة محاولات إلى غاية الوصول لنتيجة، فضلا عن أسعار الأدوية مرتفعة، رغم أنه نبه أن خيار التوجه إلى دول أخرى طلبا للعلاج من العقم لا يخلو من “عقدة النقص” لدى الكثيرين ممن لا يؤمنون بالكفاءة المحلية، إلا أنه نفى أن يكون ذلك صحيحا، مؤكدا أن طب النساء والتوليد بحاجة إلى تنسيق وتنظيم أكبر في هذا المجال. س.ح
* رئيسة جمعية مكافحة “الأوندوميتريوز”
هدفنا تصنيف بطانة الرحم المهاجرة كمرض مزمن
أفادت رئيسة جمعية مكافحة مرض بطانة الرحم المهاجرة، آسيا بلحسين، في تصريح لنا، أن الجمعية جديدة، حيث أوضحت أنها خاصة بالنساء اللواتي يعانين من المشكلة، كما نبهت أن أغلب المصابات به لا يعلمن بطبيعة المرض، في حين أشارت إلى أن الهدف من الجمعية هو التحسيس عبر مختلف ولايات الوطن وفي المدارس، خصوصا المؤسسات الثانوية لأن المرض يبدأ بالظهور عندما تكون الفتاة مراهقة، كما نبهت إلى أن عمليات التحسيس تشمل المؤسسات الثانوية أيضا، بينما أشارت إلى ضرورة دخول التحسيس إلى الأسر أيضا، لأن المرض يسبب العقم وينبغي فتح الحوار على المستوى الأسري.
وتسعى الجمعية المذكورة، مثلما تؤكد رئيستها، إلى تنظيم دورات تكوينية يقدمها المجلس العلمي للجمعية، لفائدة الأطباء العامين حول المرض، لأنه يسبب آلاما في جميع أعضاء الجسم، لذلك يسارع الأطباء لتشخيصه لاعتقادهم أن الألم مؤشر على خلل في الأعضاء، فضلا عن دورات تكوينية لفائدة الأطباء المختصين أيضا. ونبهت محدثتنا أن أهم هدف هو العمل مع السلطات العمومية من أجل تصنيف بطانة الرحم المهاجرة كمرض مزمن، لأن المرأة تعاني منه طيلة حياتها، ولا تشفى منه، فضلا عن أن عمليات التحسيس ستشمل أماكن العمل أيضا لكون النساء المصابات به يضطررن للتغيب يومين في الشهر على الأقل بسبب عدم القدرة على العمل.
وتسجل الجزائر أكثر من مليوني امرأة مصابة ببطانة الرحم المهاجرة، بينما يتجاوز عدد المصابات به عالميا 190 مليون امرأة، بحسب رئيسة الجمعية، التي تسعى إلى توفير الدعم المعنوي للمريضات والدعم المادي أيضا، لأن عملية تشخيص المرض تتطلب استعمال التصوير بالرنين المغناطيسي والسكانير، ما يكلف مبالغ كبيرة. وقالت نفس المصدر إن المرض المذكور يؤثر على مختلف الأعضاء في الجسم، حتى أنه يسبب آلاما في العينين، لكنها أوضحت أن بعض النساء مصابات ببطانة الرحم المهاجرة ورغم ذلك تمكن من الإنجاب.