* 200 مليار دينار لدعم أسعار الحليب والسكر والزيت * إجراء 3 مراجعات لرواتب المستخدمين في الوظيف العمومي* الاقتصاد الوطني سينمو بـ 4,5 بالمائة سنة...
أكد وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمس الاثنين بالعاصمة، لدى استقباله وفدا برلمانيا مشتركا عن الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي...
رست، ليلة أول أمس، سفينة ضخمة لنقل الحاويات بميناء جن جن في جيجل، تعتبر أضخم سفينة ترسو بموانئ الجزائر، يبلغ طولها 265 مترًا وعرض 32 مترًا. وحسب...
تضمن مشروع قانون المالية لسنة 2025، الذي عرضه وزير المالية، لعزيز فايد، اليوم الاثنين أمام نواب المجلس الشعبي الوطني خلال جلسة علنية، تدابير جديدة...
قام أطفال بمنطقة بوعفرون بأعالي بلدية وجانة بجيجل، بإنتاج فيلم قصير ثوري بعنوان شهيد الوطن، حيث أبدع الصغار في إعداد السيناريو والمشاهد والإخراج وصولا إلى التركيب وإعداد مؤثرات عالية الدقة، بحيث حاولوا تجسيد فيلم ثوري تخليدا لروح الشهيد عبر مشاهد درامية وحزينة، كما سبق لهم أن قاموا بإعداد أفلام قصيرة وقد جمعهم الشغف وحب التمثيل، وسط دعم من أوليائهم وأبناء المنطقة.
كـ. طويل
شهاب، آدم، أمين، نوفل، أنيس، أيمن، يحيى، رامي، عبد النور، عمران وأيهم، هم أطفال بين عمر 13 و 16 سنة، جمعتهم الصداقة والدراسة في طوري المتوسط والثانوي، وحبهم للتمثيل لإعداد الفيلم، بحيث كان الفضل الكبير لزميلهم شهاب الذي يعتبر مخرج الأفلام والمشرف على التصوير رفقة شقيقه، وقد أنجزوا سلسلة أفلام قصيرة حملت عناوين «مسلسل الحرب خداع، الوطن» وأعمال أخرى.
الأطفال قالوا لنا إنهم كانوا شغوفين بالتمثيل منذ فترة، لكن خلال جائحة كورنا، وما نجم عنها من فراغ، قاموا بإعداد أفلام قصيرة وتمثيل مشاهدها بالمنطقة، وقد كان جلها قصصا اجتماعية دون أن يقوموا بنشر الأعمال عبر الفيسبوك، لتكون بعدها الانطلاقة في عالم الفيلم القصير الهاوي، وسط ترحيب أوليائهم ودعمهم وحتى ممثلي المجتمع المدني قدموا لهم الدعم اللازم والمرافقة، وبعد مرور الوقت، أنشأوا صفحة خاصة بهم، واستحسن العديد من المتابعين الفكرة، ومن خلال الفيديوهات المنشورة، اتصلت بهم أستاذة بثانوية دراع محمد الصادق، ودعتهم إلى التفكير في إخراج أفلام ثورية.
من موهبة التمثيل المسرحي إلى إعداد أفلام قصيرة
وقد رافقنا الأطفال وأولياءهم إلى منطقة تصوير الفيلم وتحديدا بقرية بوعفرون بأعالي وجانة، تنقلنا سيرا على الأقدام وسط الحقول، وصولا إلى الجسر القديم الذي أنجز فوقه الفيلم، وقد لاحظنا، بأن العديد منهم كان متحمسا، وطريقة الحديث والاستماع السائدة بينهم، جعلتنا نشاهد ممثلين في ثوب أطفال، يتناقشون في هدوء، يفكرون في طريقة للإبداع والتفكير في فيلم مقبل.
طلبنا منهم إعادة سيناريو الفيلم، ولم نكن نتوقع أن إنجاز فيلم قصير مدته 8 دقائق تم بواسطة هاتف نقال لطفل، وقد أخبرنا أحد أبناء المنطقة الحاضرين، بأنه يستمتع كثيرا وهو يشاهدهم.
وقد ذكر، بوكفوس شهاب، بأن الفيلم يتطرق لكمين قام به مجاهدون لجيش المستعمر، ويقدر عددهم بثلاثة مجاهدين هم محمد، أحمد وفرحات، حيث قرروا محاصرة أفراد الجيش الفرنسي، وعقب مواجهة دامية استشهدوا، بعدما استطاعوا إحداث خسائر كبيرة في قوات الجيش الفرنسي، بالرغم من قلة عددهم.
وقال شهاب «عملت على اختيار المنطقة بعناية لإعداد مشهد الكمين واختيار جسر مؤدي للقرية، تم تشييده في الحقبة الاستعمارية»، وأضاف، المخرج الصغير، بأن فكرة الفيلم طرحت من قبل أستاذة لتمثيل فيلم ثوري بعدما شاهدت بعض الفيديوهات والأفلام القصيرة التي أعدها سابقا ونشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي، مضيفا أنه عرض الفكرة على أصدقائه، و رحبوا بها.
بعد ذلك جاء التفكير في السيناريو واختيار المنطقة بعناية، وأضاف شهاب، بأن الملابس والأسلحة كانت من إعدادهم، بحيث قاموا بصناعة أسلحة بالكارتون، مع شراء قماش ملابس جنود المستعمر، وقامت والدته بخياطة الألبسة، فيما تبرع أشخاص بألبسة المجاهدين دعما لهم.
رسالة لجيل اليوم والمستقبل
وقال شهاب بأن ترتيبات إعداد الفيلم لم تستغرق منه وقتا طويلا، بحيث تم إعداد السيناريو، واختيار منطقة ثورية، والتصوير تم خلال يوم واحد باستعمال هاتف نقال، أما المونتاج فاعتمد على جهاز كومبيوتر منزلي، وأضاف محدثنا بأنه يميل للإخراج والتصوير ويستغل وقته في تطوير موهبته، فمن أجل تركيب الفيلم بحث في شبكة الانترنت واطلع على دروس بموقع يوتيوب، ليتعلم تدريجيا تقنيات المونتاج ويتعرف على مختلف التطبيقات وطريقة إعداد المؤثرات، و قد عمل على تتبع طريقة إعداد المشاهد، وفق الأفلام وخصوصا المسلسلات التركية، واستغرق ثلاثة أيام في القيام بالتركيب بالنسبة للفيلم الثوري.
يقول شهاب ورفاقه بأن الفيلم جاء من أجل إيصال رسالة لجيله وللجيل القادم لتذكر أمجاد الشهداء والمجاهدين والتعريف أكثر بالثورة المجيدة، مع إحياء ذكرى يوم الشهيد. وذكر، محدثنا بأن أحلامه عديدة، ومن بينها أن يكون مخرجا ويطور أفلام عديدة، رفقة زملائه وإعداد مسلسلات هادفة ونوعية.
و قد ذكر الأطفال بأن العديد من العوامل ساعدتهم في اقتحام عالم تصوير الفيلم القصير الهاوي، أبرزها العمل المسرحي منذ الصغر وكذا المرافقة من قبل الأولياء والأستاذة، بالإضافة إلى صداقتهم المتينة، وتدريجيا، قاموا بالتمثيل وإعداد الأفلام ولعب الأدوار كما يجب أن تكون. ويأمل الأطفال مستقبلا في تجسيد أفلام ثورية ومسلسلات تحمل رسائل هادفة.
تحدثنا إلى بعض أولياء الأطفال وقالوا لنا إنهم انبهروا بالأفلام المجسدة، حيث أن جلهم كان يعتقد في البداية بأن الأمر مجرد لعب أطفال لا أكثر ولا أقل، لكن مع مشاهدة الأفلام تفاجأوا من العمل المتقن، حيث قدموا لهم الدعم وتم توجيههم وتوفير الإمكانيات قدر المستطاع بمنطقة بوعفرون وهي من بين المناطق المعزولة في بلدية جبلية، لكنها أخرجت صغارا موهوبين ويؤمنون بالإبداع.
وقال أحد النشطاء الجمعويين، إن جل الأطفال متفوّقون في دراستهم و يتحصلون على معدلات حسنة، كما دعا السلطات لتقديم الدعم لهم من أجل تهذيب موهبتهم تدريجيا وتشجيعهم، فيما ذكر شباب من المنطقة أنهم اندهشوا لاحترافية عمل الأطفال الصغار وطريقة التنسيق في العمل وهم يشاهدون الفيديوهات لأول مرة عبر موقع التواصل الاجتماعي، مضيفين أنهم لم يصدقوا بأن الفيلم أنجز بقريتهم ومن قبل أطفال صغار من المنطقة.