أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أن الدفاع عن بلادنا و صون سيادتها اليوم هو مهمة الجميع، لاسيما في ظل التحول الذي...
* سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن الجزائرأكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أن سلاح الجيش الوطني الشعبي موجه حصرا للدفاع عن...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، قادة ورؤساء ضيوف الجزائر المشاركين في الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 70 لثورة أول نوفمبر...
وقف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الجمعة، بمقام الشهيد بالجزائر العاصمة، وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة،...
تعرف سوق الأواني المنزلية، إقبالا كبيرا هذه الأيام مع اقتراب شهر الصيام و إصرار كثير من النساء على تجديد أطقم طاولات الإفطار، ورغم تراجع العرض بنسبة معتبرة، و تسجيل زيادات في الأسعار وصلت إلى 60 بالمائة، إلا أن الطلب كبير جدا كما أكده تجار تحدثوا عن دخول المنتجات المحلية على خط المنافسة و تحقيق قفزة نوعية فيما يتعلق ببعض منتجات الألمنيوم و أواني الإينوكس بنسبة أقل.
وإلى جانب أواني الطبخ و التقديم، تشهد المحلات والأسواق تنوعا في عرض بعض الإكسسوارات المكملة لأطقم الطعام، على غرار إكسسوارات لف المناديل و توضيب الصحون و الأنواع الحديثة والراقية من الملاعق و الشوك و كل ما يرافق ذلك من قطع تتنوع أسعارها و تختلف تصاميمها و تحظى باهتمام كبير و متزايد من قبل السيدات.
ذروة العرض والطلب
مع بداية العد التنازلي لحلول شهر رمضان الفضيل تعرف محلات بيع الأواني المنزلية وكبريات المتاجر بقسنطينة، موجة من الاكتظاظ سببها ربات البيوت الراغبات في إضافة قطع جديدة إلى رفوف مطابخهن، تواكب آخر مستجدات الموضة وتتماشى مع ما يتم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي وتروج له المؤثرات.
جولة قامت بها النصر، بين عدد من المحلات، بينت بوضوح حجم الإقبال الكبير على اقتناء الأواني حيث لاحظنا نشاطا وحركية كبيرين على مستوى محلات وسط المدينة و علي منجلي، إلى حد تشكل طوابير عند مداخلها بعضها، حيث تتدافع النساء على اختلاف أعمارهن للدخول و الحصول على قطعة جديدة، تزين طاولة الإفطار أو تكون أفضل لإعداد الأطباق.
وجدنا صعوبة في الحديث إلى التجار بسبب الاكتظاظ في المحلات، وقد تطلب منا الأمر انتظار بعضهم لما يزيد عن نصف سعة كاملة، كي نتمكن من الاستفسار عن سر الإقبال الكبير على محلاتهم حيث أكد صاحب محل شهير بشارع 19 جوان بوسط المدينة، بأن شهر شعبان، يعرف ذروة الطلب على الأواني، خاصة في السنوات الأخيرة، لأن اهتمام السيدات بها زاد كثيرا بفعل تأثير مواقع التواصل و انتشار موضة الديكور و تزيين طاولات الإفطار في رمضان، وقال، إنه حقق دخلا جيدا العام الماضي بفضل هذا التهافت و تمكن من بيع نسبة كبيرة من بضاعة المحل وبفائدة جد مقبولة.
وأضاف بائع آخر، بأنه باع منذ بداية الشهر ما يعادل معاملاته طيلة أربعة أشهر كاملة، حتى أنه استغرب من هوس بعض النساء بالأواني وقال بأن هناك زبونات يترددن على المحل سنويا و يجددن أطقم أوانيهن باستمرار، مشيرا إلى أنه يتساءل حقا عن مصير كل تلك الصحون و القدور و الملاعق و الكؤوس و غيرها.
وقال آخر، إن هناك نساء مهووسات بهذه العادة و يتحججن كل سنة بأنهن لا يملكن شيئا، لكنهن في الحقيقة مغرمات بالأواني و طريقة تعاملهن مع بعض القطع الجديدة والجميلة تشبه التعامل مع رضيع صغير.
لاحظنا خلال جولتنا، بأن الطلب لا يتوقف على الأواني فقط، بل يشمل الإكسسوارات كذلك، بما في ذلك شرشف المائدة و قواعد الصحون و الكؤوس و زينة المناديل، إضافة إلى تفاصيل أخرى مثل أوراق الطهي و الألمنيوم و ورق التغليف الشفاف و المناديل الورقية و ما إلى ذلك.
سلوك يرتبط بالعادات والتقاليد
و تبقى للمرأة نظرة أخرى تخالف رأي الرجل و ترتبط مباشرة بالعادات والتقاليد المتوارثة، حيث قالت سيدة خمسينية متقاعدة، كانت بصدد دفع ثمن طقم من الخزف المزخرف، بأن شراء الأواني عادة حميدة ترتبط بطقوس الاحتفال بقدوم شهر رمضان و وهو سلوك حميد حسبها، يكمل تحضيرات من نوع آخر على غرار تنظيف الأواني القديمة و المنزل ككل، ولذلك تقتصد في مصروفها طوال السنة، كي تدخر ما يكفيها لشراء أوان جديدة لاستقبال الشهر الكريم مجددا، علما أنها لم تفقد شغفها بهذه العادة و تجمع في تشكيلتها بين التقليدي و المعاصر.
سيدة أخرى قابلناها بمجمع تجاري كبير بالمدينة الجديدة علي منجلي، قالت بأنها كبرت على هذه العادة، فلطالما رافقت والدتها عند حلول هذا الشهر لاقتناء أوان جديدة للمطبخ، لكن الاختلاف الوحيد بين الماضي والحاضر، هو أن المرأة سابقا كانت تشتري حاجيات المطبخ الأساسية، مثل الملاعق و الفناجين و الصحون و الطناجر، أما اليوم فقد توسع الأمر ليشمل الإكسسوارات و كل ما تحمله رياح الموضة، ولذلك أصبحت هذه العادة مكلفة جدا.
و اعتبرت محدثتنا، بأن تزايد الإقبال على شراء الأواني و التسوق للشهر الفضيل، له علاقة بالإمكانيات و الاستقلالية المادية للمرأة، التي أصبحت أقدر على الإنفاق بأريحية أكثر على اقتناء كل ما تحبه.
هوس بمواكبة الموضة
وقالت بائعة بذات المحل، بأن مواقع التواصل وتحديدا "إنستغرام"، ضاعفت الهوس، فكثيرا ما تعرض عليها زبونات صورا لأوان أو أطقم معينة تكون رائجة جدا على المواقع..
وأخبرتنا زبونة، كانت تبحث كما قالت، عن أكواب المقبلات الزجاجية ذات اللون الذهبي ومفارش ذهبية بشكل ريشة توضع تحت الأطباق، أنها مهووسة بإكسسوارات المطبخ، ومتابعة وفية لما يتم نشره على "فيسبوك" و"إنستغرام"، لهذا فهي تبحث دوما عما هو جديد، حتى تواكب موجات الموضة وما يتم استعراضه من قبل قنوات الطبخ وصانعات المحتوى، وبذلك تستطيع إعداد مائدة مميزة بطابع عصري، مضيفة، أنها لا تهتم لحجم المصاريف ما دام الأمر يشعرها بنوع من السعادة. تختلف المعروضات وتتنوع ليس في الشكل فقط وإنما حتى في المادة الأولية التي تدخل في تصنيعها، فمنها الخشبية والفخارية أو الخزفية والنحاسية والزجاجية وحتى المصنوعة من الجرانيت و التيفال والألمنيوم والإينوكس.
وحسب بائع بالمدينة القديمة، فإن الطلب على أواني الطبخ المصنوعة من الجرانيت، زاد في السنوات الأخيرة بشكل لافت، حيث تفضلها ربات البيوت لجودتها العالية وتركيبتها الصلبة والقوية وسهولة استعمالها، ناهيك عن ميزتها في توزيع الحرارة بالتساوي وحفظ المذاق لأنها مصنوعة من مادة موصلة للحرارة.
كما أكد آخرون أن ما يدفع النسوة لاعتماد أواني الجرانيت في الطبخ، هي أنها غير قابلة للالتصاق وتعمّر طويلا دون أن يحدث فيها أي تغير أو خدش، ناهيك عن سهولة تنظيفها يدويا، وهو ما أوضحته نساء بالمحل ذكرن أنهن تخلين عن القدر والمقلاة القديمة المصنوعة من الألمنيوم نظرا لمعاناتهن في عملية التنظيف
وتختلف تصاميم آنية الجرانيت، بحسب حجمها وشكلها وعدد القطع المكونة للطقم، فالقدر لوحدها على سبيل المثال يتراوح سعرها بين 600 ألف و 900 ألف سنتيم، أما الأطقم فيتجاوز سعرها مليوني سنتيم، وتبقى المنتوجات التركية هي المفضلة عند المرأة الجزائرية مقارنة بالصينية. كما أضاف بائع آخر، أن ربات البيوت أصبحن يفضلن اقتناء أنواع القدور والمقالي باهضة الثمن، مقارنة بالسنوات الماضية، بحثا عن الجودة والمتانة والديمومة ناهيك عن تصميم القطعة المميز والفريد المستوحى من شكل صخر الجرانيت، مع توفر ألوان عدة على غرار الزهري و الآجوري والرمادي والنيلي
وأضاف، أنه يوجد إقبال كذلك على اقتناء القوالب الزجاجية المقاومة للحرارة العالية، والتي تستعمل إما لطهي مأكولات حلوة أو مالحة، خصوصا العلامات الأجنبية مع أفضلية لبعض العلامات التركية.
أما الأواني محلية الصنع، فغالبيتها من مادتي الأليمينيوم و الإينوكس وفق مع أكده لنا تجار، قائلين، إنهم يسجلون طلبا كبيرا على مقلاة العلامة الجزائرية "باديلا" ذات الجودة العالية، فهي تصنع من الألمنيوم المغلف بمادة " التيفلون" المقاومة للالتصاق والحرارة، كما يوجد اهتمام كبير من قبل المرأة، بالأكواب والفناجين المصنوعة من الزجاج أو السيراميك المستوردة، مع أن هذه السنة عرفت تراجعا كبيرا في العرض، بسبب عدم توفر البضاعة بالحجم المعتاد نظرا لترشيد الاستيراد وارتفاع تكاليف الشحن، الأمر الذي انعكس نوعا ما على الأسعار، إذ يتراوح سعر بعض القطع بين 600 إلى 2500 دينار.
وحسب صاحب محل لبيع الأواني بـشارع العربي بن مهيدي بوسط المدينة، فإن أسعار مستلزمات المطبخ في ارتفاع مستمر، خصوصا في الستة أشهر الأخيرة، إذ تشهد السوق زيادات خيالية تفوق القدرة الشرائية لكثير من المواطنين، إذ تتعدى الزيادات 40 بالمائة و قد تصل حتى 60 بالمائة بالنسبة للمنتجات المستوردة أما الأواني محلية الصنع، فقد سجلت أيضا زيادات تراوح 20 بالمائة، و ذلك بسبب غلاء المادة الخام كما يؤكده المصنعون على حد قوله.
رميساء جبيل