أجمع المتدخلون في الجلسة الافتتاحية للندوة 11 لمجلس السلم والأمن في إفريقيا المسمى "مسار وهران"، على ضرورة التعاون والتنسيق بين الأفارقة لدعم الجهود الرامية...
أجرى وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الافريقية، السيد أحمد عطاف، أمس الأحد بوهران، محادثات ثنائية، مع عدة شخصيات...
•إطـلاق قسم باللغة الروسية و الاستعداد لإطـلاق آخر باللــغة الصينيةأشاد وزير الاتصال محمد مزيان بالتطور الذي حققته وكالة الأنباء الجزائرية منذ...
هنأ السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني المنتخب الوطني العسكري لألعاب القوى المشارك في الألعاب...
ما فتئ المسلمون منذ قرون مرتبطين ارتباطا وثيقا بالقرآن الكريم لأنه دستور حياتهم ومنار هدايتهم واعتصامهم بحبل الله تعالى؛ فهو صلة الأرض بالسماء وخاتمة وحي الله تعالى للرسل والأنبياء، وعلى الرغم من توالي القرون واتساع رقعة الإسلام وداره، واختلاف لغات وألسن الشعوب والأمم التي انضوت تحت لوائه واستجابت للإيمان به، إلا أنهم لم يفقدوا خلال كل القرون، ارتباطهم به.
فما يزال القرآن الكريم يحظى بعناية كبيرة تعلما وتعليما، وتطبيقا لأحكامه ووقوفا عن حدوده، على تفاوت فيما بينهم؛ ولم تحل عجمة غير العرب دون تلاوته ومدارسته؛ حيث يحفظه ويتلوه التركي والفارسي والأردي والكردي والساحلي وغيرهم جنبا إلى جنب مع العربي الذي نزل بلغته، بل إن القرآن تعدى تأثيره إلى سائر الأمم، بما يشعر أن هذا الكتاب مفتوح للقراءة والاستنباط واستلهام القيم من قبل المجموعة الأممية قاطبة؛ لأنه جاء لهداية البشرية كلها؛ فقال الله تعالى: ((هذَا بَصَائرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ)).
ويزداد اهتمام المسلمين بكتاب الله وارتباطهم به خلال شهر رمضان، لأنه شهر القرآن الكريم كما قال الله تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)). ولعل من أبرز معالم هذا الاهتمام المداومة على تلاوته ليل نهار سرا وعلانية، فرادى وجماعات، في البيوت والمساجد، من المصحف المكتوب وفي المصحف الالكتروني عبر التقنيات التكنولوجية، وهذا مقصد من مقاصد إنزال كتاب الله تعالى؛ لقوله تعالى:(( وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا))[المزّمِّل 4]، وقال أيضا: ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر))[القمر:17].فالقرآن كتاب مفتوح ليتلوه الكبار والصغار، العرب والأعاجم، العامة والعلماء، ولهم في ذلك الأجر العظيم، فقد روي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنه والحسنة بعشر أمثالها لا أقول المحرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف))، رواه الترمذي وقال حسن صحيح. وقد فضل الله تعالى حملة القرآن العاملين به على غيرهم؛ فقال رسول الله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) رواه البخاري. ويقول :((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل الثمرة لا ريح لها وطعمها طيب حلو، مثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مُر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)) رواه البخاري ومسلم.
وتلاوة القرآن مطلوبة وفيها الأجر العظيم؛ لكن ينبغي أن تعزز بالتدبر؛ لأنه مقصد آخر من مقاصد التنزيل؛ لقوله تعالى: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب [ص:29]، وقوله تعالى:(( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا))[ محمد 24].
فعلى المسلم أن يستغل شهر رمضان المبارك الذي نعيشه هذه الأيام للانكباب على كتاب الله تعالى تلاوة وتدبرا، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روي ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين فيقول: ((كان رسول الله أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلَرسول الله حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة)). وروي عن الإمام مالك أنه كان إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن. و من حرص على العيش مع القرآن الكريم خلال رمضان تلاوة وتدبرا سيتجلى مظهر ذلك في قلبه ونفسه وسلوكه بعد رمضان؛ حيث يتزكى ويقترب تدريجيا من صفات أهل القرآن وأخلاقهم. ع/خ