مسؤول جامع طوكيو "شيموياما شيغيرو" : الإســــلام ديـــــن عالمــــي والاحتكاك الإنســــانــــي أفضــــل طريقة لفهمه

يؤكد شيموياما شيغيرو، مدير جامع طوكيو الذي يعد أحد أكبر المساجد في منطقة شرق آسيا، أن الإسلام دين عالمي، لكنه ما زال غير مفهوم وسط اليابانيين بوصفه أسلوب حياة، مرجعا ذلك إلى عوامل تاريخية وثقافية، ما يستوجب التعريف بهذه الديانة عبر الاحتكاك الإنساني أولا.
والتحق شيموياما بقسم السياسة التابع لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة واسيدا، وخلال فترة الدراسة، سافر للسودان كعضو في فريق دراسي لنهر النيل أين أقام لمدة عام، تنقل خلاله بين العديد من القرى الإسلامية، ما كان سببا في اعتناقه الإسلام. وبعد عودته إلى بلاده، عمل شيموياما في دار للنشر وشارك في التخطيط لإنشاء المركز الإسلامي في اليابان، كما ألف كتبا حول الإسلام منها «سلسلة مدخل إلى الإسلام»، «الأوقاف: التقاليد والتفنن في العمل» وكتاب «يمكنك أن تصبح مسلماً: عاصفة الحرب على الثروات».
ويقول مسؤول جامع طوكيو في لقاء أجرته معه مجلة اليابان، إنه منذ عصر ميجي بين سنتي 1868 و1912، عملت اليابان على بناء الدولة الحديثة من خلال تبني الكثير من المفاهيم الأوروبية من دول مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، لكنها أهملت الكثير من القيم والمفاهيم السائدة خارج أوروبا بما فيها الموجودة في البلدان الإسلامية.
شيغيرو الذي أطلق على نفسه اسم عبد الكريم بعد اعتناقه الإسلام، قال إن تصورات خاطئة ومغرضة عن الإسلام تغلغلت في اليابان، لاسيما عن طريق أوروبا، وتسببت في تشويه المعنى الحقيقي لهذا الدين الحنيف، «كما لعبت التغطية الإعلامية لأحداث مثل هجمات الحادي سبتمبر دورا سلبيا في تشويه صورة الإسلام، ما أعطى انطباعاً عن أنه دين مرعب ومخيف».
ويتابع الأستاذ «تأتي الديانة الإسلامية بعد الديانة المسيحية مباشرة على قائمة الديانات السماوية الرئيسية في العالم. فقد ولدت أديان عديدة في مناطق وبلدان مختلفة عبر التاريخ ما لبثت أن اضمحلت، ولم يبلغ مستوى العالمية منها سوى الإسلام والمسيحية».
وما زال ينظر اليابانيون إلى الدين الإسلامي على أنه مجرد امتناع عن تناول لحم الخنزير، أو تربية اللحى وارتداء العمائم وغيرها من القوالب الجاهزة التي تُجرد هذا الدين الحنيف من معناه الحقيقي وتصوره على أنه دين يصعب استيعابه، ويردف عبد الكريم بالقول إنه لو كان الدين الإسلامي على هذا النحو لما ازداد أعداد أتباعه في العالم، ليستطرد «الرقم الضخم للمسلمين في العالم هو الدليل الأكبر على عالمية الدين الإسلامي».
ويضيف عبد الكريم شيموياما أنه خلال تواجده بمنطقة نهر النيل وهو طالب، كان سكان القرى يرحبون به ترحيبا شديدا ويصر معظمهم على استضافته في منازلهم. وفي ذلك الوقت، بدأ بدراسة الإسلام بعدما لم يكن يؤمن بوجود الله، قبل أن يعتنق هذا الدين، وعنه يقول «شعرت بروعة الإسلام عندما كنت أشاهد المصلين وهم يصطفون صفاً واحداً عند الصلاة لا فرق فيما بينهم. في مساجد الإسلام، تقام صلاة الجماعة وتأخذ المساواة صورتها العملية والحقيقية، حيث تزول كل الفوارق التي تميز بين البشر ويصبح الكل متساو كأسنان المشط. أيضاً، يحض الإسلام على إعطاء الحقوق وعلى العدل. إن تطبيق مثل هذه التعاليم الإسلامية يحررنا من الأنانية وحب الذات. لقد كان لهذه التعاليم أثر كبير في حياتي جعلني أعتنق الدين الإسلامي».
ويعتقد شيموياما أن الاحتكاك الإنساني يساعد الآخرين على فهم أعمق للدين الاسلامي، حيث قال إن تعرّفه على طالب دكتوراه عراقي بجامعة طوكيو الزراعية كان السبب في اعتناقه الإسلام بعدما كان مترددا، ليتابع بالقول «لم يقم هذا الطالب بإقناعي حرفيا بدخول الإسلام وإنما كانت طريقة تفكيره وتصرفاته المثيرة للاهتمام ما جذبني إلى الإسلام وجعلني أقرر اعتناق هذا الدين».
ويرى شيموياما أن الإسلام وسيلة وطريقة حياة، ويمكن الشعور به من خلال الحياة اليومية ومن خلال الاحتكاك مع الآخرين، وقال «ينبغي استخدام كل الوسائل المتاحة من أجل إيصال رسالة الإسلام إلى اليابانيين حتى لو كانت وسائل بسيطة جداً كالتعريف بالطعام والطبخ الإسلامي والعربي».
ي.ب