أوقفت مفارز الجيش الوطني الشعبي، 11 عنصر دعم للجماعات الإرهابية، كما تم ضبط 3 بنادق رشاشة في عمليات متفرقة، خلال الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر و05...
إنهاء مهام واليين منتدبين و تحويل والية منتدبة و تعيين 3 جددأجرى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، حركة جزئية في سلك الولاة...
أعلن وزير الصحة، عبد الحق سايحي، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، عن إنشاء خلية يقظة تتولى تسيير أرضية رقمية تابعة للصيدلية المركزية للمستشفيات من أجل تفادي...
التقت مداخلات نواب المجلس الشعبي الوطني، أمس الثلاثاء، في اليوم الثاني لمناقشة مشروع قانون المالية 2025 عند الدعوة إلى استغلال رصد الأغلفة المالية...
تمتد رمال الشاطئ الذهبي الكبير بسكيكدة لتعانق الصخور المنتشرة على حوافه، فتشكل حضنا مناسبا جدا لعشاق التخييم في قلب الطبيعة بين البحر و الجبال المكسوة خضرة، حيث تمنحهم السماء الغارقة في الهدوء سقفا مرصعا بالنجوم يحملهم ليلا إلى عالم جميل يعزف فيه الموج موسيقى فريدة، تحسن المزاج وتصفي الأذهان من صخب المدن وضجيجها.
قابلت النصر، على الشاطئ الكبير ببلدية عين الزويت 17 كلم عن وسط مدينة سكيكدة، عائلات من العاصمة وسطيف وعزابة، واتضح من خلال دردشة جمعتنا ببعض أفرادها، بأن هؤلاء قضوا الليل على الرمال للتمتع بمنظر الغروب و هدوء الليل في مكان يشبه قطعة من الجنة، يتميز بالأمن و بكونه شاطئا عائليا.
الطريق الجبلي ينافس القوارب
توجهنا على الساعة الثامنة صباحا، نحو ميناء سكيكدة وعلى غير العادة لم نجد المصطافين مجتمعين على الأرصفة، في انتظار القوارب لتقلهم نحو الشاطئ سألنا صاحب قارب كان راسيا في الجوار عن الأمر، فأخبرنا بأن أغلب الوافدين وقعوا في حب الطريق الجبلي المطل على البحر بأعالي «سطورة» فأصبحوا يسلكونه ليصلوا إلى الشاطئ، بالرغم من صعوبته بسبب المنعرجات إلا أن جمال الطبيعة العذراء أغراهم لتحدي ضيق المسلك حتى يتمتعوا بالهواء العليل وسط الأشجار المطلة على ميناء سكيكدة، أين ترسم الطبيعة لوحات فنية بديعة.
أضاف محدثنا، بأن التنقل بالسيارة يسهل على المصطافين حمل أمتعتهم، واكتشاف المنطقة، فضلا عن أن المسلك البري أقل تكلفة من التنقل بالقوارب، وهو ما يمكنهم من توفير المال لقضاء مدة أطول على الشاطئ مشيرا إلى أن مبالغة بعض أصحاب المراكب البحرية في أسعار الرحلات، دفع الكثير من الزوار إلى تجنب استخدامها لبلوغ الشاطئ.
كانت الساعة تشير إلى حدود العاشرة صباحا، عندما ركنا السيارة قبالة الشاطئ، الذي كان الموقف القريب منه مكتظا عن آخره بسيارات من مختلف الولايات استقطبت روعة المنطقة أصحابها لتجربة السباحة والتخييم في هذا الشاطئ الرائع.
لاحت أمام أعيننا تجمعات لعائلات تمركزت بمحاذاة الصخور، كان البعض قد باشروا تحضير وجبة الغذاء فيما اختار آخرون البقاء داخل خيامهم بين شاليهات القصب التي أحاطوا بها أماكن التخييم، للاستمتاع بالقيلولة في الظل بعدما قضوا ساعات الصباح الأولى في السباحة كما علمنا من أحدهم.
شاطئ لا يهدأ ليلا
بحلول منتصف النهار، تحولت المنازل إلى أفران بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، وهو ما زاد التوافد على الشاطئ علما أن غالبية من قابلناهم في المكان كانوا قادمين من ولايات داخلية، وقال حسن يزلي صاحب مطعم متواجد عند مدخل الشاطئ الكبير، بأن المكان يتحول في نهاية الأسبوع إلى مجمع للعائلات والشباب من محبي التخييم، وأن التوافد يبدأ انطلاقا من الساعة الرابعة مساء، حيث يقضي الزوار الليل على رماله، كما أن البعض لا يستطيعون مفارقة الطبيعة فيختارون حسبه، البقاء لأسبوع كامل.
أضاف المتحدث، بأن الشاطئ الكبير يعد المكان المفضل للعائلات القسنطينية، كما يتوافد عليه مصطافون من العاصمة و سطيف، وبحسب يزلي، فإن الشريط الساحلي السكيكدي يتمتع بالكثير من الشواطئ المقصودة لأجل التخييم سواء القريبة من وسط المدينة أو ببلدية القل.
تجاذبنا أطراف الحديث مع أفراد عائلة من سطيف قصدوا الشاطئ منذ أسبوع، كانوا يتناولون وجبة الغذاء حين التحقنا بهم، أخبرنا الوالد عمر، بأنه كان يقصد الشاطئ الكبير منذ سنة 1981، يوم كان قلة من السكيكديين أنفسهم يتوجهون إليه، و قال إن المكان كان جنة عذراء آنذاك، أنه كان محاطا بالمزارع.
وأضاف، بأنه يحب التخييم في الشاطئ المتواجد وسط الجبال بحثا عن الراحة والهدوء بعيدا عن صخب المدينة، معلقا : « أكثر ما يعجبني في الشاطئ هو انعدام التغطية الهاتفية، وهي بالنسبة لي فرصة كي أجتمع مع أبنائي الشباب الذين أبعدتهم مواقع التواصل و عزلهم التلفاز عن العائلة».
قال، إن العائلة تواجدت على الشاطئ يوم الجمعة الماضي، وهو يوم عرف إنزالا للمصطافين و العائلات ليلا، ما صنع أجواء صيفية بهيجة، وأضاف أحد أبنائه بأنهم تعودوا على التخييم في الشاطئ الكبير كل عام منذ أكثر من خمس سنوات، وأنهم يفعلون ذلك بمعدل ثلاث مرات طوال الصيف.
توجهنا نحو خيمة أخرى، فأخبرنا صاحبها بأنه قدم رفقه عائلته من بلدية عزابة، هربا من الحرارة المرتفعة وأضاف رضا، بأنهم طوال فترة تخييمهم التقوا بالكثير من العائلات من خارج ولاية سكيكدة، كما نصح المصطافين بتجربة متعة التخييم في المكان، لأنه عائلي بامتياز ويتوفر على كل شروط الراحة و المتعة فضلا عن الأمان.
قطعة من الجنة
عندما تقف أعلى الشاطئ تسمع ضحكات الأطفال، كما تصلك مشاعر الفرحة غير العادية خاصة من الذين يزورونه لأول مرة و ينبهرون بجماله، فتجدهم يتوزعون على طوله يمارسون أنشطة مختلفة بعضهم يسبحون وآخرون يلتقطون صورا تذكارية للبحر والطبيعة، بينما يتسلق الشباب الصخور لاكتشاف المنطقة الجبلية التي يتواجد الشاطئ أسفلها، و يغامرون بالتوغل بعيدا لبلوغ الطرف الآخر الذي يطلقون عليه «المسبح» بسبب صفاء مياهه.عندما سألنا المتواجدين هناك عن الأنشطة التي يقوم بها الشباب خلال فترة التخييم، قالوا لنا بأن البعض ينظمون حفلات و أنشطة للأطفال و تجمعات للشواء و قد وقفنا فعليا على بقايا مواقد النار و بعض الأخشاب المحترقة.
رأينا أحد المصطافين يرتدي قناع السباحة ويستمتع بالغطس في البحر، قال لنا حين حدثناه، بأن المكان عامر بالأسماك الصغيرة والحيوانات البحرية، أخبرنا بأنه من ولاية قالمة، و أنه يتردد كثيرا على الشاطئ لروعة الطبيعة في المنطقة كلها، فضلا عن جمال مياه البحر التي وصفها بالحوض، ناهيك عن أن المصطاف يستطيع حسبه ممارسة الكثير من الأنشطة الترفيهية كالصيد و رياضة المشي والتسلق، و لعب كرة القدم لأن المساحة شاسعة و تتسع للجميع دون أن ينزعج أحد من الآخر.
أخبرنا شاب ثان، بأنه يحب أن يقضي عطلته على الشاطئ الكبير، لحبه للطبيعة الهادئة ومناظرها الجميلة التي اعتبرها قليلة في العالم، إذ يجدها فرصة لممارسة هواية التصوير، كما يستمتع مساء بمشاهدة الشمس وهي تبسط أشعتها فوق سطح الماء أثناء الغروب.
الحماية والأمان يجعلان الشاطئ عائليا بامتياز
يعد الشاطئ الكبير، الوجهة الأولى للعائلات الباحثة عن الهدوء والسكينة، وبحسب صاحب المطعم حسن يزلي فإن المكان مقصد لمصطافين من كل الولايات كما يستقطب السياح الأجانب أيضا.
وقال، إن وجود الأمن ودوريات الدرك الوطني ليلا يجعل العائلات تتخلص من القلق والخوف، كما أن الخدمات متوفرة أيضا، حيث يحرص في مطعمه على ضمان راحلة الزبائن و كل ما يحتاجونه من أكل ونظافة فضلا عن الاستقبال الحار الذي يجدونه عن وصولهم وهو ما أكسبه وفاء الكثير من الزبائن وصداقة عدد من العائلات.وحسب السيد عمر من ولاية سطيف، فإن المتعة لا تنتهي على الشاطئ و تجمع بين السباحة و التخييم و روعة الرمال و جمال الطبيعة، وهي لوحة يحيط بها إطار من الأمن توفر مصالح الشرطة و الحماية المدنية.من جهتهم قال أبناؤه، بأن ميزة الشاطئ تكمن في نظافته بالإضافة إلى أنه مقصد للعائلات فقط، لهذا يوجد الاحترام المتبادل بين كل المصطافين، وتغيب التصرفات المزعجة، فضلا عن توفر الخدمات الجيدة.وجدنا سيدة من ولاية سكيكدة، جالسة لوحدها على مقربة من الشاطئ، دردشنا معها قليلا، فقالت بأن الشاطئ معروف منذ القدم بجماله و لطالما كان عائليا تقصده اسر من سكيكدة ومن الولايات المجاورة و يحبه الجميع، مضيفة « هناك من يدفع أموالا للسفر والتمتع خارج الجزائر، في حين أننا نستطيع الحصول على المتعة مجانا في بلدنا الساحر، لأن الطبيعة فريدة وجميلة في كل الفصول» قالت لنا، مصطافة أخرى كانت رفقة ابنها بأن النساء وأطفالهن يستطيعون البقاء بمفردهم على الشاطئ دون أن يتعرضوا للإزعاج أو يشعرو بالخطر، لأنه محروس على مدار الساعة، كما يتوفر على الأمان الذي يجعلهم يتحركون ويستكشفون المنطقة بأريحية. إيناس كبير