أعلن وزير الصحة، عبد الحق سايحي، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، عن إنشاء خلية يقظة تتولى تسيير أرضية رقمية تابعة للصيدلية المركزية للمستشفيات من أجل تفادي...
التقت مداخلات نواب المجلس الشعبي الوطني، أمس الثلاثاء، في اليوم الثاني لمناقشة مشروع قانون المالية 2025 عند الدعوة إلى استغلال رصد الأغلفة المالية...
اتهم وزير التجارة وترقية الصادرات، أمس، الثلاثاء من قسنطينة، شبكات و»مافيا» بمقاومة قرارات الدولة و السعي إلى عرقلة الإنتاج المحلي وضرب السوق...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، وفدا مشتركا عن المجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط ولجنة...
lاستقبال 2 مليون سائح منذ بداية الصيف
شهدت ولاية الطارف إنزالا غير مسبوق للمصطافين على شواطئها هذه الصائفة، خصوصا في القالة باعتبارها القلب النابض للسياحة، حيث عجت شواطئها وفنادقها بآلاف العائلات القادمة من مختلف مناطق الوطن لقضاء العطلة الصيفية أمام موجة الحر الشديدة التي تجتاح البلاد، كما سجل توافد أعداد معتبرة من المغتربين وسياح من دول عربية على غرار ليبيا، تونس ومصر، فضلوا استكشاف جمال المنطقة الخلاب عن قرب لأول مرة، بعد العمل الترويجي الذي قام به، مؤخرا، مؤثرون جزائريون وأجانب عبر مواقع التواصل في التعريف بالقدرات السياحية الساحرة للمنطقة.
روبورتاج: نوري.ح
وذكرت مديرة السياحة لولاية الطارف، ماجدة زياني، أن توافد جحافل المصطافين كان منتصف جوان ومباشرة بعد الإعلان عن نتائج الناجحين في شهادة البكالوريا، حيث حطت عائلات من مختلف جهات الوطن وخارجه، بالفنادق ومراكز العطل والمخيمات للاستجمام عبر شواطئ الولاية، خاصة بالقالة التي تبقى قبلة مفضلة للأسر، بما في ذلك توافد المغتربين والأجانب لقضاء عطلهم الصيفية لما تزخر به المنطقة من مناظر عذراء وشواطئ خلابة جميلة تجمع بين زرقة البحر وخضرة الطبيعية.
وقالت المسؤولة إنه يسجل ضغط رهيب على الشواطئ المحلية التي استقبلت ما يقارب 1.9 مليون مصطاف، والرقم مرشح للارتفاع بعد تغيير مئات العائلات لوجهتها نحو السياحة الداخلية وخصوصا شواطئ الطارف، وهي التي اعتادت في سنوات سابقة على قضاء عطلة الصيف بالمنتجعات السياحية خارج الوطن ولاسيما بتونس، كما أن الارتفاع الكبير في درجة الحرارة، يبقى وراء الهجرة الجماعية للعائلات المصطافة من المناطق الداخلية نحو شواطئ الطارف بحثا عن الراحة والاستجمام .
وقد عملت الولاية، حسب المتحدثة، على توفير كل الخدمات وشروط الراحة والأمن للمصطافين، من خلال تدخل مختلف القطاعات ذات الصلة، للقيام بجملة من العمليات لإعادة الاعتبار للوجه العام للولاية كقبلة سياحية، مع العمل على تحسين ظروف استقبال المصطافين وتوفير كل ما يحتاجه السياح من خدمات، على غرار مياه الشروب، التهيئة الحضرية للمدن والشوارع، تعبيد الطرقات وتجديد شبكات الإنارة العمومية وتزيين المحيط خاصة بالمدن الساحلية.
تهيئة وتجهيز الشواطئ كلف 7 ملايير
وخضعت الشواطئ لعملية تهيئة وتجهيز واسعة كلفت حوالي 7 ملايير سنتيم، من خلال تزويدها بالمياه الشروب، إنجاز المراحيض، غرف تغيير الملابس، تهيئة حظائر لتوقف السيارات، وتخصيص مقرات للحماية المدنية والأمن و الصحة، إلى جانب تعبيد الطرقات وفتح المسالك المؤدية نحو الشواطئ الجبلية المعزولة كقمة رورز، الحناية، والرمال الذهبية، ناهيك عن ربط الشواطئ بالكهرباء والطاقة الشمسية، خاصة بالشواطئ الغابية المعزولة لتوفير الآمن للمصطافين.
وتم إسناد عملية التنظيف اليومي للشواطئ من النفايات والأوساخ لمؤسسة تسيير مراكز الردم والمؤسسة الولائية للنظافة، بالتعاون مع البلديات الخمس الساحلية والجمعيات، بعد أن تم تدعيم حظائر البلديات بالعتاد من وزارة الداخلية، من أجل الاعتناء بنظافة المحيط وإصلاح الإنارة العمومية لإعطاء الصورة اللائقة للولاية كقبلة سياحية مفضلة، بعد أن غرقت في السنوات الأخيرة في القمامة التي غزتها من كل جهة وحولتها إلى مرتع لقطعان المواشي والحيوانات الضالة.
كما تم تقنين عملية استغلال الشواطئ بتخصيص فضاءات محددة لتوفير الخدمات للمصطافين وكراء الشمسيات والطاولات ومواقف السيارات وفق دفتر شروط محدد، للقضاء على الفوضى التي كانت تسود العملية في المواسم الفارطة بسبب بعض المنحرفين والانتهازيين والتي تصل إلى حد ابتزاز المصطافين ومحاولة الاعتداء عليهم، إلى جانب ذلك، تم إسداء تعليمات صارمة من سلطات الولاية لمختلف المصالح، بالسهر على مجانية الدخول للشواطئ ومحاربة محتليها. وتم لأول مرة، استحداث ممر بشاطئ المرجان لفائدة ذوي الاحتياجات الخاصة.
البحيرات والمنتجعات الغابية متنفس آخر
من جهة أخرى، تم فتح كل الفضاءات الطبيعية لمحمية القالة، خاصة منتجع طونقة الطبيعي وبحيراته المشهورة عالميا، كما تم الترويج السياحي لهذه المواقع الطبيعية لتشجيع المستثمرين على خلق نشاطات وخدمات خفيفة كتنظيم خرجات لعرض البحيرات، وإجراء مسابقات رياضية ونشاطات خدماتية من شأنها فك الضغط عن الشواطئ وتنويع مجالات السياحة، منها الجبلية والبيئية أمام المؤهلات النادرة التي تزخر بها الجهة في هذا المجال. كما تم فتح غابات الاستجمام التي تم منح استغلالها لخواص عن طريق الامتياز وفق دفاتر شروط محددة أمام العائلات والمصطافين بعد تهيئتها وتجهيزها بكل وسائل الراحة والخدمات، خاصة وأن هذه الأماكن تبقى وجهة مفضلة لدى البعض من أجل الاستمتاع بجمالها الطبيعي ونسيمها العليل بعيدا عن صخب المدينة وضجيج الشواطئ.
وقامت الحظيرة الوطنية للقالة بتخصيص ممرات ببحيرة طونقة، تأخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الجانب البيئي لتمكين السياح من الولوج إلى أبعد نقطة من البحيرة لاكتشاف أسرارها وما تزخر به من جمال طبيعي خلاب وتنوع بيولوجي فريد، إذ تحتوي على كائنات نباتية وحيوانية وطيور مائية نادرة.
وتسعى المصالح المعنية لتشجيع السياحة العلمية لاستقطاب الوفود الوطنية والأجنبية لاستكشاف مركب الحظيرة الوطنية للقالة والتي باتت متنفسا للمصطافين والسياح من داخل الوطن وخارجه، لما تحتويه من مؤهلات سياحية، كما تستقطب حديقة الحيوانات والألعاب والتسلية ببرابطية، أعدادا معتبرة من العائلات المصطافة للاستمتاع بجمالها الطبيعي ونسيم هوائها النقي، بعد أن تعززت بمدينة مائية باتت تستقطب سياح محليين ومن البلد المجاور بأعداد كثيرة، بفضل جودة ونوعية الخدمات.
فتح 5 فنادق وشقق الخواص لإنقاذ الموسم
وتدعم قطاع السياحة بالطارف هذا الموسم، بوضع 5 مؤسسات فندقية حيز الخدمة، بكل من القالة، عين العسل وبحيرة الطيور، بطاقة تقارب ألف سرير مع توفير 40 منصب شغل، غير أن القطاع يبقى يشكو من عجز كبير في مرافق الإيواء وهياكل الاستقبال قياسيا بالتوافد القياسي للمصطافين، حيث يحصي 23 مؤسسة فندقية بطاقة 2500 سرير جلها بمدينة القالة وغير مصنفة، في ظل تعثر المشاريع الاستثمارية الجاري إنجازها وعددها 47 بطاقة 12 ألف سرير، ولاستدراك المشكلة عمدت مصالح السياحة إلى اتخاذ تدابير لمعالجة مشكلة الإيواء، بالاستنجاد بمراكز العطل والمخيمات الصيفية واستغلال دور الشباب لاستيعاب أكبر عدد من الشباب والعائلات.كما تقرر لأول مرة، فتح المجال أمام المستثمرين الخواص لإنشاء منتجعات سياحية خفيفة من قرى، «بنغالوهات» ومراكز للتخييم بالمنتجعات الغابية والساحلية، مشيدة بالخشب والبناء الجاهز، حفاظا على الطبيعة البيئية الحساسة بالمنطقة، حيث كانت البداية بإنجاز 3 مشاريع بكل من البطاح في المنطقة النموذجية، في سياق إنشاء قطب سياحي بالجهة الغربية للولاية، لفك الضغط عن «عروس المرجان» القالة، في انتظار انطلاق إنجاز مشاريع أخرى مبرمجة، من شأنها إعطاء دفع للفعل السياحي.
وتؤكد مصادرنا، أن أزيد من 6 آلاف شقة للخواص تعرض للكراء كل موسم صيفي للمصطافين بأسعار متفاوتة، بعضها لا يستوفي أدنى شروط الإيواء، بما في ذلك المستودعات والسكنات في طور الإنجاز.
وقد سجلت مصالح السياحة إقبالا كبيرا للمصطافين على تأجير شقق الخواص التي أنقذت الموسم حسبها، وذلك بأسعار تتراوح بين 4 آلاف دينار و7 آلاف دينار ، حيث يفضلها سياح بدل الإقامة بالفنادق لغلاء أسعار الأخيرة وتدني الخدمات.
ويبقى إشكال الاختناق المروري هاجس المصطافين والسكان بمدينة القالة على وجه الخصوص، في غياب تفعيل مخطط النقل لإعطاء أكثر ليونة في حركة السير أمام التوافد الهائل للمصطافين على المدينة ، حيث أن الازدحام المروري يتواصل إلى ساعة متأخرة من الليل.
كل الفنادق محجوزة إلى غاية سبتمبر
وأكدت مصالح السياحة، أن جميع الفنادق محجوزة عن آخرها لما بعد الشهر المقبل، في حين قال منسق مسيري الفنادق إن توافد المصطافين هذه السنة كان قياسيا ولم تشهده الولاية منذ سنوات مرجعا ذلك إلى موجة الحرارة التي دفعت سكان المناطق الداخلية إلى النزوح نحو شواطئ الولاية من أجل الاستجمام، مشيرا إلى أن ما يلفت الانتباه هو تفضيل الجزائريين للوجهة الداخلية هذا العام، ما أعاد البريق السياحي للمنطقة بعد فترة ركود لسنوات، ودفع ذلك بأصحاب الفنادق لوضع تخفيضات وتحفيزات من أجل استقطاب أكبر الأعداد من السياح، لتعويض الخسارة التي تكبدوها خلال المواسم الفارط بسبب الجائحة، وقد تراوحت نسبة التخفيضات، حسب المصدر ذاته، بما بين 25 و 35 بالمائة، مع الأخذ بعين الاعتبار ترقية وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للزبائن.
وفي المقابل، اشتكت عائلات في لقاء بالنصر، من غلاء أسعار الفنادق خلافا لما يتم الترويج له، علاوة على تدني ظروف الإيواء ،ما دفعها إلى قطع إقامتها وكراء شقق الخواص لقضاء ما تبقى من العطلة، مع رفع شكاوى للمديرية الوصية التي سارعت بدورها لإيفاد لجان تفتيش فجائية للوقوف على وضعية الفنادق ، حيث تم توجيه إعذارات لثلاثة فنادق بدعوة أصحابها للتقيد بدفاتر الشروط، قبل اللجوء للغلق وسحب رخص الاستغلال منهم، إلى جانب توجيهات بضرورة الارتقاء بنوعية الخدمات وتحسين ظروف الاستقبال وتوفير كل ما يحتاجه المصطافون.
إجراءات لتأمين الموسم
وتبقى النقطة الإيجابية في هذا الموسم، توفر الأمن بالفضاءات الغابية، الشوارع، الساحات العمومية والشوارع وغيرها، بعد أن سخرت مصالح الأمن بولاية الطارف حوالي ألف عون لتأمين مجريات الموسم، من خلال الانتشار بالزيين المدني والرسمي والقيام بالدوريات خصوصا عبر المواقع والأماكن التي تعج بالسياح، على غرار واجهة البحر والشارع الرئيسي لحي جبهة التحرير بالقالة، كورنيش المرجان الذي يبقى ملتقى العائلات من مختلف المناطق وحتى من تونس الشقيقة، فضلا عن تأمين السهرات الفنية المنظمة من قبل مصالح الثقافة بمسرح الهواء الطلق.
كما وضعت مصالح الأمن مخططا أمنيا يرتكز على التدخل السريع لمحاربة الجريمة بكل أشكالها وذلك بتكثيف الدوريات والقيام بحملات مداهمة عبر الأحياء والأوكار المشبوهة، والقيام بعمليات الرقابية الروتينية في الفنادق وتوفير الأمن بالشواطئ الحضرية وتنظيم حركة المرور على الطرقات. وجندت مصالح الدرك، أزيد من 1500 دركي لتأمين الشواطئ والطرقات داخل مجال الاختصاص، إضافة إلى القيام بالدوريات والسدود وعمليات مداهمة مشتركة مع مصالح الأمن للتصدي للمجرمين وشل نشاطهم.
وقد عرفت مدينة القالة توافد أعداد معتبرة من السياح العرب، خاصة من تونس، ليبيا ومصر، لاستكشاف جمال عروس المرجان والاستجمام بشواطئها العذراء، حيث أكدت عائلة ليبية من مصراتة التقتها النصر، أنها فضلت على غير العادة، قضاء عطلتها بالجزائر التي دخلتها عبر معبر أم الطبول الحدودي، لتستقر بمدينة القالة لقضاء بضعة أيام قبل مواصلة رحلتها السياحية للتعرف على بعض الولايات الساحلية والداخلية.
وأكد أفراد العائلة، أنهم انبهروا بالجمال الطبيعي لمدينة القالة وما تزخر به من مقومات سياحية نادرة، في حين أشارت عائلة تونسية إلى أنها دخلت الجزائر لأول مرة لقضاء عطلتها، حيث فضلت أن تكون البداية بالاستجمام بشواطئ القالة الخلابة، على أن تواصل رحلتها نحو عنابة وسكيكدة. كما قال أحد السياح وهو مدون مصري على اليوتوب، إنه انبهر بجمال القالة التي سمع عنها الكثير لأول مرة، بعد أن اعتاد زيارة عدد من المدن السياحية والداخلية لاكتشاف أسرار جمالها الساحر الذي يجمع بين زرقة البحر وخضرة الطبيعة والرمال الذهبية، ما جعلها ملكة الشواطئ والجمال على حد وصفه، من جهتهم صرح مغتربون أنهم اعتادوا على قضاء عطلهم بمدينة القالة التي تنفرد بمقومات سياحية وطبيعية نادرة، خاصة من ناحية توفر الأمن والراحة وطيبة السكان. ن.ح