• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
رسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الخطوط الكبرى لخارطة الطريق المعتمدة في مواجهة انعكاسات وامتدادا ت الأزمة الأمنية الخطيرة التي تعرفها المنطقة المحيطة ببلادنا، و التي تشكل حزاما ملغّما يستدعي التعامل معه باحترافية عسكرية عالية و دبلوماسية حكيمة.
الخارطة تم الكشف عنها خلال مجلس أمني مصغّر ضمّ كبار المسؤولين التنفيذيين في الدولة، وأعطيت فيه أوامر رئاسية تخص المجال الأمني و الدبلوماسي و الإنساني و كيفية مواجهة الوضع السائد في المنطقة في ظل احترام المبادئ التي ترتكز عليها الجزائر داخليا و خارجيا و الحفاظ على مصالحها الوطنية.مجالس من هذا النوع يعقدها الرئيس دوريا و كلمّا استدعت الضرورة الأمنية على الحدود الشرقية و الجنوبية الشرقية و الجنوبية، أين مكمن الخطر الإرهابي الزاحف من دول مجاورة كتونس و ليبيا و مالي، و التي تعرف أعمالا إرهابية مثيرة بلغ مداها بلدانا إفريقية بعيدة كانت في نظر المتتبعين في مأمن عن الخطر.
و يبدو أن التدابير الأمنية قد أتت أكلها وأثبتت نجاعتها بفعل العمل الإستباقي لقوات الجيش الوطني الشعبي و الإستخباراتي لمصالح الأمن المرابطة على الحدود. بالأمس فقط حقّق الجيش نصرا مبينا، أين قضى على ستة إرهابيين في عملية نوعية بمنطقة الوادي، بعدما قضى منذ أكثـر من أسبوع و في نفس المكان ، على ثلاثة آخرين و حجز ترسانة حربية تتشكل بالأساس من منظومات صواريخ " ستينغر" الأمريكية المضادة للطيران و قاذفات صواريخ من نوع “ أربيجي 7» المضادة للدبابات و ذخيرة معتبرة.و كان الجيش أيضا و في إطار تنفيذ مهامه الدستورية المنوطة به قد أفشل صباح الجمعة الماضي، محاولة اقتحام يائسة لقاعدة نفطية بمدينة المنيعة، كان الإرهابيون يبحثون فيه عبثا عن الصدى الإعلامي على أمل تكرار حادثة تيقنتورين.و تحظى أعمال الجيش الوطني الشعبي في الجنوب الكبير بمتابعة يومية من قبل الجزائريين الذين يراهنون على جاهزية و احترافية الأفراد في تأمين بلادهم. و خير دليل على ذلك تخصيص خطبة موحدة لكل المساجد عبر التراب الوطني، يوم الجمعة المقبل لتعبئة الجزائريين إزاء المخاطر الأمنية دون تهويل، وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية، ودعم وحدات الجيش والقوات الأمنية التي تسهر على حماية الوطن.
و لن يتوانى الجيش حسب تأكيدات قيادته خلال جولات التفقد و التفتيش اليومي، في الوقوف بالمرصاد و كرجل واحد في وجه كل محاولات الإختراق و التسلّل للحدود و تشكيل خطر على الممتلكات و المواطنين.و تؤكد تقارير أمنية أن الجيش رفع من أهبته القتالية في المدة الأخيرة، بما يسمح بتمشيط كل المنطقة و ملاحقة الإرهابيين و حجز الأسلحة و تدمير المخابئ ، و خير دليل على ذلك الحصيلة المظفرة خلال سنة 2015. و تتضمن الخارطة أيضا الجانب الدبلوماسي الذي و في حالة تحقيقه النتائج المرجوّة ، فإنه سيجنب المنطقة المزيد من المخاطر الإرهابية.
و تحتل الجزائر اليوم مكانة محترمة على الصعيد الداخلي و الخارجي في كيفية التعامل الحكيم و الحيادي مع الأوضاع المعقدة بمختلف المناطق الساخنة بالعالم العربي.
و هو ما يسمح لدبلوماسيتها بمواصلة التحرك و جلب انتباه الأطراف المتصارعة و القوى التي تقف وراءها، إلا أن اعتماد التدخل الأجنبي عسكريا بدعوى محاربة الإرهاب، هو في الحقيقة تقديم خدمة جليلة للجماعات المسلّحة التي تبحث عن سند شعبي يمكنها من تجنيد المزيد من الشبان.
ولم تغفل الأوامر الرئاسية الجانب الإنساني لمأساة جيراننا، فيما يوحي بأن أي هجرة قسرية ستتعامل معها السلطات المختصة بالإنسانية المعهودة التي خصصتها الجزائر للفارين من النيجر و مالي و الذين وجدوا في الصحراء الجزائرية ملاذا آمنا إلى حين.
الجزائر التي اتخذت التدابير المذكورة في ظل فلسفة التوفيق بين احترام مبادئها الأساسية المعروفة و الحفاظ على مصالحها الوطنية، لن يثنيها أي تهديد عن وأده في المهد تطبيقا لخارطة الطريق.
النصر