اللاعب عدلان قريش للنصر: أنا المحلي الوحيد الذي يتكلم 3 لغات أجنبية وكنت قريبا من المنتخب الإيطالي

عاد اللاعب المميز عدلان قريش بذاكرته إلى بداياته مع عالم المستديرة، ليفاجئ المتتبعين وقراء النصر، بهذا الحوار الخاص، والذي كشف من خلاله إتقانه لثلاث لغات بالإضافة إلى اللغة العربية، وكذا اقترابه من الانضمام إلى المنتخب الإيطالي، وتفضيله النادي الرياضي القسنطيني على خوض تجربة احترافية في السعودية، وأشياء أخرى تتعلق بيومياته في شهر رمضان.
كيف هي أحوالك مع شهر رمضان؟
أنا أحب شهر رمضان كثيرا، و أقضي معظم وقتي في البيت، أصلي الصبح و بعدها أخلد للنوم، وأستيقظ بعدها لأداء صلاة الظهر، ثم آخذ قيلولتي، قبل أن أخرج للتسوق في المساء، وأفضل ركوب دراجتي الهوائية، لتفادي ازدحام حركة المرور، لست من عشاق السيارات.
وأين تقضي سهراتك؟
بعد تناول وجبة الفطور أحب شرب فنجان قهوة و التوجه إلى المسجد من أجل تأدية صلاة التراويح، حيث أنني أتنقل إلى مسجد جبل الوحش المحادي للمقبرة، حيث أني أحبذ الصلاة خلف إمام يحسن تلاوة القرآن، أنا من محبذي الصوت الجميل، الذي يساعدني أكثر على الخشوع.
أتسوّق بالدراجة الهوائية وأحرص على اختيار الإمام في صلاة التراويح
قريش لديك عدة ذكريات مع كرة القدم، هل تتذكر بداياتك ؟
كان لي صديق عرض علي الالتحاق بنادي الضمان الاجتماعي أحد الفرق التي تنشط بالأقسام السفلى في قسنطينة، وأتذكر أني التحقت بصنف الأشبال في سن 13، و كنت ألعب كمهاجم، وسجلت عدة أهداف خلال الثلاث السنوات التي قضيتها مع هذا الفريق، ليحدث لي بعد ذلك أمر لم يكن في الحسبان.
ماذا جرى معك ؟
حدثت لي بعض الأمور العائلية جعلتني أقرر حزم حقائبي والانتقال إلى ايطاليا للعيش مع خالتي رحمها الله، أتذكر بأني جهزت تأشيرة سياحية وتنقلت لتجريب حظي هناك، لقد وجدت نفسي بين ليلة وضحاها أعيش في مدينة اسمها «تارمي» بمعنى مدينة البحيرات وهي مدينة سياحية معروفة.
ماذا فعلت عند وصولك إلى إيطاليا ؟
تنقلت إلى إحدى الفرق التي تنشط في الدرجة الرابعة، حيث قمت بتجريب حظي مع نادي يسمى «لافاريني»، حيث منحوني الفرصة وتمكنت من البرهنة على صحة إمكاناتي، ما جعل المسؤولين يقومون بالإمضاء لي لموسم، أتذكر أني قدمت معهم موسما رائعا رغم حداثة سني، وهو ما جعلني تحت أنظار نادي آخر هو نادي تشيزي كالتشيو الذي استقدمني ومنحني الفرصة مع الأكابر رغم أن عمري لم يتعد آنذاك  سنة16، تجربتي الناجحة مع هذا الفريق جعلتني أتنقل إلى فريق أفضل هو نادي بضواحي بيروجيا الذي قدمت معه موسم أكثر من مميز.
ما رأيك في تجربتك القصيرة بإيطاليا ؟
تألقي جعلني أحظى باهتمام الاتحادية الإيطالية لكرة القدم، حيث لا أزال أتذكر بأني كنت قريبا من المنتخب الإيطالي لأقل من 17 سنة ظنا منهم بأني مزدوج الجنسية.  
ما هي أسباب تضييعك لمشوار احترافي مميز؟
وقعت لي بعض المشاكل العائلية أجبرتني على العودة إلى الجزائر، صدقوني لم يكن من السهل عليّ التضحية بكل ما وصلت إليه، ولكن الظروف كانت قاهرة، وكان لزاما علي أن أعود وعدت في آخر المطاف.
تبدو نادما على العودة إلى الجزائر؟
لا لست نادما ويكفيني أني أعيش بالقرب من الوالدة التي تعد أغلى شخص بالنسبة لي.
لن أغفر للحارس دوخة ما فعله معي ويكفيني تقدير الكواسر
ماذا حدث بعد العودة إلى الجزائر ؟  
لما عدت إلى الجزائر فكرت في التوقيع مع أحد الأندية، وكانت وجهتي فريق سريع المحمدية مسقط رأس أبي، و أتذكر أني التحقت بالشطر الثاني من الموسم، وقدمنا موسما رائعا من جميع الجوانب في القسم الأول وسط غرب، وكانت المحمدية تلعب في مجموعة قوية تضم فرق اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر وجمعية وهران، ورغم كل ذلك قدمنا نتائج جد ممتازة.
واجهت صعوبات في التأقلم بعد التعود على الأجواء الإيطالية؟
واجهت بعض الصعوبات في بادئ الأمر، حيث لم أكن أشارك بانتظام لأسباب ما جعلني أقرر المغادرة نحو فريق مولودية قسنطينة، حيث قام بعض المقربين مني باقتراحي على الرئيس عبد الحق دميغة، والذي رحب بي وقال لي أهلا بك، وهو ما جعلني أستأنف التدريبات معهم بشكل عادي، لكني تفاجأت بعد ذلك بأني مرتبط مع سريع المحمدية لموسم آخر رغم أنني وقعت لموسم واحد، لقد قاموا بتزوير عقدي، وحاولوا إجباري على العودة إليهم، إلا أنني فضلت قضاء سنة بيضاء على أن أظل هناك.
التحقت بالموك التي قدمتك بقوة ؟
لقد التحقت بالموك بعد أن وقعت عقدا بـ3 مواسم مع الرئيس عبد الحق دميغة، لقد قضيت 3 سنوات رائعة على اعتبار أنني لعبت لأحسن فريق في البطولة في ذلك الوقت، إذ تشرفت باللعب إلى جانب نجوم، على غرار بونعاس وبرابح وحوحو ولعور وقربوعة وخلاف، حيث تعلمت منهم الكثير.
ماذا تتذكر عن تجربتك في مولودية قسنطينة؟
قضيت 9 سنوات مع مولودية قسنطينة، وكانت السنوات الثلاث الأولى جد ايجابية، بالنظر إلى مشاركتي في مسابقة الاتحاد الإفريقي، حيث سجلت في هذه المنافسة رغم حداثة سني، كما كنا في أكثر من مناسبة قريبين للتتويج بلقب البطولة لولا بعض الأمور السلبية التي كانت تحدث لنا في آخر لحظة.
عشت بعدها مواسم سيئة مع الموك، حدثنا عنها ؟
عشت 3 مواسم جيدة وأخرى سيئة، وكنت شاهدا على المشاكل التي جعلتنا نلعب في القسم الثاني، لقد حاولنا بعدها إعادة الموك إلى مكانها الطبيعي، ولكن كافة محاولاتنا باءت بالفشل، أنا جد فخور بتلك التجربة التي اعتبرها الأحسن، حيث مكنتني فيما بعد من الانضمام إلى فرق أخرى حققت معها مشوار مميز.
برزت كمهاجم هداف وتمكنت من فرض نفسك في ظل وجود كوكبة من النجوم ؟  
أجل لقد كنت ألعب كمهاجم صريح، حيث تمكنت من فرض نفسي في الموك رغم وجود عديد المهاجمين المميزين، على غرار حوحو والبقية الذين كانوا سندا قويا لي، ما جعلني أوفق في بداياتي، قبل أن تتغير الأمور معي، حيث اتصل بي المدرب تبيب وأخبرني بأنه يريد تحويلي إلى محور الدفاع، لقد وافقت على الأمر بصدر رحب، وتمكنت من تقديم مستوى رائع في هذا المركز جعل تبيب يقرر إبقائي في هذا المنصب إلى غاية نهاية الموسم.
تحولت بعدها إلى مدافع محوري، أليس كذلك؟
بعد أنهيت الموسم في محور الدفاع، تفاجأت بالطاقم الفني يخبرني في الموسم الموالي بأنه بحاجة إلي في ذات المنصب، بالنظر إلى عدم حيازة الموك للاعبين جيدين في هذا المركز، لقد كان لزاما عليّ الاستجابة لمطلبه، ومن ذلك الوقت تحولت إلى لاعب مدافع.
لماذا بقيت في الموك كل تلك الفترة؟
لقد تلقيت عدة عروض من فرق كبيرة في الجزائر وحتى في الخارج، إلا أنني رفضت المغادرة، بسبب مرض والدتي، لقد أخبرتني بأنها تريدني بجانبها وأنا لبيت طلبها، لأنه لا يوجد أغلى من الوالدة.
انتقلت إلى شباب قسنطينة رغم الحساسية مع الموك، لماذا؟
بعد تسع سنوات متميزة في الموك انتهى ارتباطي بهذا الفريق الذي لم ولن أندم على اللعب فيه لأنه مكنني من التألق وجعلني لاعب محترف، لقد انتهى عقدي ولم أتلق أي اتصال رغم مستواي الكبير في تلك الفترة، أتذكر أنه لم يتبق سوى أسبوع واحد عن غلق الميركاتو، إذ اتصل بي رئيس بوفاريك الذي قيمني مليح، لقد جهزت نفسي للعب لهذا الفريق، وكنت على وشك المغادرة نحو بوفاريك، قبل أن أتلقى اتصالا من رئيس السنافر الجديد في تلك الفترة يوسف بوحلاسة الذي أخبرني بأنه يريدني في الشباب، لقد تفاجأت في بادئ الأمر وقلت له أنني أعطيت كلمة لرئيس بوفاريك، لكن إصراره عليّ وحديثه مع الوالدة جعلني أغير رأيي.
مرض والدتي حرمني من مشوار احترافي كبير
  ماذا قال لوالدتك حتى وقعت للسنافر ؟  
لما أخبرت الرئيس يوسف بوحلاسة بأني أعطيت كلمة لمسؤولي بوفاريك، ولن أستطيع التراجع عنها حاول بشتى الطرق، حيث حضر إلى المنزل، وتكلم مع والدتي التي أقنعها بالتأثير على قراري والعدول عن الكلمة التي منحتها لمسؤولي بوفاريك، لقد طلبت مني الوالدة أن أظل بقسنطينة، ما جعلني اتصل برئيس بوفاريك للاعتذار، حيث تفهم موقفي وأنا أشكره بالمناسبة.
ماذا عن تجربتك الأولى مع السنافر والتي لم تتعد موسم واحد؟
تجربتي كانت جد رائعة رغم أنها لم تتعد موسم واحد، ويكفيني فخرا أنني لعبت بجانب لاعبين مميزين على غرار ناصر مجوج والإخوة سدراتي، أنا اعتبر هذه التجربة مميزة، حيث مكنتني من اكتشاف السنافر الذين ابهروني منذ أن كنت مع الموك.
انتهى الموسم مع السنافر ووجدناك في الحراش، ماذا تقول؟
كانت الأمور غامضة في بيت شباب قسنطينة، ولم يتم تحديد مجلس الإدارة الجديد،  ما جعل غالبية اللاعبين يغادرون نحو أندية أخرى، ومن بينهم المتحدث الذي تلقى اتصالا من الرئيس العايب، الذي قال لي بأنه يرغب في جلبي إلى الحراش.
خضت تجربة في الأردن، هل لك أن تكلمنا عنها ؟
بعد موسمي المتميز مع الحراش كنت محط أنظار العديد من الأندية، إلا أنني فضلت أن أجرب حظي خارج الجزائر، وهو ما كان لي، حيث تنقلت إلى شباب الأردن بفضل صديق لي اسمه جمال علام.
يقال بأنك كنت تستحق دعوة الخضر آنذاك، ما رأيك؟
لست ممن يتكلمون عن أنفسهم، ولكن المتتبعين رشحوني لحمل قميص الخضر في تلك الفترة، لقد كنت أرغب في الحصول على فرصة، خاصة وأن من كانوا مع الخضر كانوا أقل مستوى مني، لقد تمكنت من تحقيق كافة أحلام والدتي باستثناء حمل قميص المنتخب الوطني، حيث في كل مرة كان تسألني لماذا لم تلعب مع الخضر لم أكن أجد أي إجابة.
هل نجحت تجربتك في الأردن؟
تجربتي بالأردن مكنتني من معرفة قيمتي كلاعب، على اعتبار أني حظيت بمعاملة ممتازة هناك، حيث قدمنا موسما جد متميز من خلال تمكننا من هزم قطبي الكرة الأردنية وأعني بالذكر الفيصلي والوحدات، ما جعلنا نحتل المرتبة الثالثة.
لماذا عدت إلى البطولة الوطنية من جديد؟
لما تنقلت إلى الأردن كان لي مناجير اسمه سلطان خير، لقد تمكن من إيجاد العديد من الأندية لي بدول الخليج، واليابان واليونان وقبرص وكنت اتجه نحو الاحتراف ببلد آخر، إلا أن والدتي تدخلت مرة أخرى، وألحت عليّ من أجل العودة، على اعتبار أنها كانت مريضة، حيث نصحتني بالحراش لأتفاجأ في الأيام القادمة باتصال الرئيس العايب الذي أخبرني بأن شارف يريدني مرة أخرى في فريقه، لقد كنت في قمة السعادة، حيث عدت من جديد ومنحني المدرب شارة القيادة.
ماذا حدث مع الحارس دوخة ؟
لقد بحث الجميع عن المتسبب في الخسارة أمام شبيبة القبائل، لا سيما بعد الطريقة التي سجل بها حميتي هدف اللقاء الوحيد، لقد كان واحدا منا مطالبا بتحمل المسؤولية بيني وبين دوخة، على اعتبار أنني أرجعت له الكرة وتمكن حميتي من سرقتها، أنا صرحت بأني المسؤول لأنني كنت على دراية بأن دوخة كان يبحث عن إقناع الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة أكثر من بحثه على فائدة الفريق، لقد حاول إلصاق التهمة بي، على اعتبار أنه كان يرغب في الحصول على دعوة الخضر، إلا أنني أريد القول له بأنني أعدت له الكرة بشكل بسيط، وهو من تسبب في ذلك الخطأ الذي حرمنا من التتويج.
ضيعت فرصة الاحتراف بالسعودية من أجل «سي.أس.سي»
بعد هذه التجربة التحقت من جديد بالسنافر، كيف كان ذلك؟
لم أكن أتصور بالمرة أنني سأعود من جديد إلى شباب قسنطينة، لقد كنت أرغب في التنقل إلى نادي التعاون السعودي، وأنهيت كل الإجراءات ولم يتبق لي سوى يومين من أجل التنقل إلى المملكة، لكنني تلقيت اتصالا مفاجئا من بوالحبيب، حيث أخبرني بأنه يريدني في فريقه، وحدث ذلك ووقعت لموسمين في السنافر.
أسوأ ذكرى في حياتك؟
أسوأ ذكرى في حياتي هي خسارة نهائي الكأس مع الحراش، والتي جعلتني لا أنام لثلاث أيام متتالية.
أجمل ذكرى؟
وقفة الكواسر معنا بعد خسارة النهائي.
فريقك المفضل في الجزائر وفي العالم؟
لا يوجد فريق مفضل لي في الجزائر، أما بخصوص فريقي العالمي فأنا أشجع مانشستر يونايتد.
أحسن لاعب ؟
زيدان هو أحسن لاعب لكل الأوقات.
أحب شهر رمضان وأقضي معظم وقتي في البيت
أحسن لاعب جزائري؟
أحسن لاعب جزائري هو بزاز هو شخص رائع خارج الميدان، ولاعب ممتاز جدا في المستطيل الأخضر.
البلد الذي تحلم بزيارته ؟
أحلم بزيارة مكة المكرمة.
هل صحيح أنك تتقن عدة لغات؟
أنا أعد اللاعب المحلي الوحيد، الذي يتقن ثلاث لغات، حيث أني أتحدث الإيطالية والفرنسية بطلاقة و الإنجليزية أتحدثها بشكل مقبول.
ماذا ستفعل بعد اعتزال كرة القدم ؟
سأحاول أن أتنقل لانجلترا من أجل الاستقرار هناك، هذا البلد رائع ويعجبني كثيرا.         

حاوره: بورصاص.ر