مريم مالكية نابغة تبسة في شهادة البكالوريا

لـم يمنعها قطع 52  كلم يوميا من التفوق وحلمها أن تصبح طبيبة
تحدت نابغة تبسة  في شهادة البكالوريا لهذا العام، الطالبة مريم مالكية كل الظروف الصعبة والعراقيل، وضربت عصفورين ،كما قالت، بحجر واحد، حيث أنها لم تكتف بالنجاح، بل دعمت ذلك بمعدل كبير يكاد يكون غائبا لسنوات بالولاية رقم 12، و هو 18.06في العلوم التجريبية.
 مع الإعلان عن النتائج النهائية لدورة جوان 2016 باتت مريم مالكية رمزا للمثابرة والتفوق، وكل من يقابلها ويطلع على ظروفها، ينحني احتراما وتقديرا وإجلالا لما حققته، فمريم كانت تضطر إلى قطع مسافة 52 كلم يوميا، من مقر سكناها ببلدية قريقر النائية، باتجاه ثانوية مباركة بورقعة ببئر مقدم المجاورة، ولم تثنها رحلة الخريف والشتاء والربيع تلك، على متن حافلات النقل المدرسي، وما يرافق ذلك من إرهاق، عن تحقيق حلمها للحاق بشقيقتها المتحصلة على الماستر في الرياضيات و شقيقها الحاصل على الدكتوراه في الصيدلة، في الجامعة، إذ بحصولها على معدل نجاح 18.06 في شعبة العلوم التجريبية، حققت، كما أكدت، نصف الهدف، إذ استطاعت التفوق على 10548 مترشحا متمدرسا بولاية تبسة هذا العام.
مريم لقنت درسا لدعاة الاتكالية و الانحناء أمام الظروف، و كذا المؤمنين أكثر بضربة الحظ بدل الاجتهاد، و أكد والدها أنها كانت تحتل المرتبة الأولى منذ التحاقها بالمدرسة الابتدائية، بينما قال أساتذتها بالثانوية، أن معدلاتها لم تنزل عن 17 ، منذ التحاقها بهذه المؤسسة قبل 3 سنوات، وقد دفعت تلك النتائج بالطاقم التربوي والإداري بثانوية مباركة بورقعة إلى تكريمها مؤخرا بحضور رئيس دائرة بئر مقدم ورئيس بلديتي بئر مقدم وقريقر. وسبق لوالي تبسة أن كرم مريم مالكية في احتفالات عيد النصر بمسقط رأسها، وبحضور السلطات المحلية.
مريم أكدت أن المثابرة سر نجاحها، شاكرة أساتذتها على الجهود التي بذلوها خلال السنة الدراسية لتعليمها و تشجيعها على التفوق، وثمنت في الوقت ذاته تضحيات أسرتها، خاصة والدها و والدتها اللذين رغم أنهما أميان، إلا أنهما كانا عونا لها طيلة مسارها الدراسي، ونفت في الوقت ذاته، أن تكون قد تلقت مساعدات من شقيقتها وشقيقها، كما أكدت أنها لم تتلق دروسا خصوصية في مدينتها التي تنتظر فتح أول ثانوية خلال العام الدراسي المقبل، وتحلم مريم بأن تدرس الطب و تصبح طبيبة  مؤكدة بأنها تحب كثيرا هذه المهنة الإنسانية النبيلة.تجدر الإشارة إلى أن مديرية التربية لولاية تبسة كانت قد أحصت تراجعا في نسبة النجاح الخاصة بالمتمدرسين من 50.68 بالمائة في العام الماضي إلى 31.97 بالمائة سنة 2016 وهو تراجع محسوس، لا يترجم ما يبذل في هذا القطاع من مجهودات، وما سخر من إمكانيات لهذا القطاع،حيث نجح 3372 مترشحا من مجموع 10548 حاضرا، وبلغ عدد الناجحات 2323 وعدد الذكور 1049، واحتلت شعبة الرياضيات المرتبة الأولى بنسبة 47.59 بالمائة، تليها شعبة تقني رياضي، هندسة مدنية بنسبة نجاح تقدر بـ 41.67 بالمائة، فيما سجلت أقل نسبة نجاح بشعبة تقني رياضي، هندسة ميكانيكية بنسبة 28.53 بالمائة، بينما بلغ عدد الحاصلين على تقدير ممتاز1، وتقدير جيد جدا 55، وجيد 184، وقريب من الجيد 706، ومقبول 2426. واحتلت ثانوية الزبير بن العوام بالعوينات على المرتبة الأولى بنسبة نجاح تقارب 65.99 بالمائة، تليها ثانوية نقرين بنسبة 52.44 بالمائة، ثم ثانوية مباركة بورقعة ببئر مقدم، فيما تحصلت ثانوية حي المطار ببئر العاتر على أصغر نسبة نجاح بين ثانويات  الولاية. 

  الجموعي ساكر