• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
عبادة منار آمنة.. تعيش قصة حب مع الدراسة و تهوى الرسم و كتابة القصص
“تحصلتُ على العلامة الكاملة في مادة العلوم الفيزيائية، التي أحبها منذ كنت في المرحلة الابتدائية أكثر من المواد الأخرى، فضلا عن أنني درست لدى أساتذة متمكنين، وأنا أفضل كثيرا مادة الكيمياء عن بقية المقاييس، أما الرياضيات فقد تحصلت فيها على علامة 19.5، فأنا أحبها بشكل خاص وأطرني فيها أساتذة متمكنون، وكذلك تحصلت على 19.5 في علوم الطبيعة والحياة وأنا أعشقها أيضا، في حين يسرني أن أستوعب بعض النظريات في الفلسفة لأتمكن من تقديم رأيي بعد ذلك.”
وكل الحديث يستمر مع منار بهذه الطريقة، فالغريب أنها تخبرك باستمرار بأنها تفضل كل مادة عن الأخرى، لتكتشف في النهاية أنها تحب جميع المواد بلا استثناء، بحيث تنشـأ علاقة خاصة مع كل واحدة منها لترتبط بها بشكل خاص حسب ما أكدته لنا، فعن التربية الإسلامية التي حصلت فيها على علامة 17.5، قالت “أعجبني السؤال الذي تناول قضية الفرق بين الحدود و القصاص وقد أحسست أنني أعطي رأيي فيه”، فالدراسة بالنسبة لها ليست مجرد واجب أو عمل تقوم به من أجل الحصول على نقاط جيدة فحسب لتجاوز مرحلة، وإنما قصة حب تعيشها مع مواضيع الدراسة وتحد يرفع أمامها في كل سؤال تصادفه،
وتحصلت في التاريخ والجغرافيا على 16.5، موضحة بأن الفلسفة تعجبها كثيرا بسبب قدرتها على إعطاء وجهة نظرها الخاصة فيها على ضوء النظريات التي درستها في المقرر، فالأهم حسبها أن تحسن التعبير وكتابة المقال، أما الجغرافيا والتاريخ، فنبهت بأنها تحب الجانب العلمي فيهما، خصوصا جانب تحديد المواقع وإعداد الإحصائيات عن طريق الحسابات المختلفة، فضلا عن تحكم قضايا المناخ وعوامل الطبيعة في مصير الدول ومستقبلها، حيث تشير إلى أنها تفضل الجانب العلمي الدقيق الذي تتضمنه هذه الدروس، حتى وإن كانت تنتمي إلى العلوم الإنسانية، لتحصل التلميذة البالغة من العمر 18 سنة، على معدل 18.65 في شعبة العلوم التجريبية، والمرتبة 15 على المستوى الوطني.
لا أعتمد على الحفظ كثيرا
وأضافت محدثتنا بالقول “أنا لا أعتمد على الحفظ فقط فالفلسفة مثلا تقوم على فهم النظريات والمواقف المختلفة، من أجل بناء رأي خاص تعبر عنه في مقالة معينة”. أما عن المراجعة في السنة النهائية، فقد أوضحت لنا منار بأنها لم تبذل جهدا أكبر مما قدمته السنوات السابقة لدراستها، مشيرة إلى أن في الأسئلة نوعا من النمطية وتتكرر من زوايا مختلفة، والسر حسبها في التحكم بالأجوبة لا يكمن في المراجعة الجيدة فحسب، وإنما في حل مواضيع امتحانات البكالوريا للسنوات السابقة.
كما أشارت محدثتنا إلى أنها اعتمدت على ملخصات للدروس والكتب تقوم بها بنفسها، موضحة أنها استفادت من دورات في التنمية البشرية حول كيفية إعداد الخرائط الذهنية، نظمت من طرف مديرية التربية ونشطها أساتذة لفائدة الممتازين، حيث قالت أنها استفادت منها كثيرا وطبقتها في مواد كالتربية الإسلامية، فمهما اجتهد الأستاذ في إنهاء البرنامج لن يتمكن من تغطية الكم الإجمالي للمواد حسبها، وهو ما يستوجب على الطالب حسبها، بذل جهد فردي إضافي.
ورغم تفوق منار على مستوى الولاية في الدراسة، لم تؤثر الدروس عليها من ناحية ممارسة الهوايات، فقد ذكرت لنا بأنها تحب مطالعة وقراءة الكتب، إلى جانب ممارستها للرسم، وقد أرتنا بعض اللوحات التي أعدتها لشخصيات الأنيمي والمانغا اليابانية، إذ يمكن الملاحظة بأن منار تمتلك موهبة فذة تحتاج إلى بعض الصقل الذي قد يسمح لها بالوصول إلى مستوى أكبر، كما أضافت بأنها ترسم أي شيء يعجبها، بالإضافة إلى كتابتها للقصص القصيرة وبعض الخواطر من حين لآخر، لكن منار أكدت لنا بأن الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي لا تندرج ضمن قائمة الأشياء التي تحبها، مؤكدة بأنها لم تفتح حسابا على موقع فيسبوك إلا بعد تحصلها على شهادة البكالوريا.
وبالنسبة لاختيارها بالجامعة أكدت لنا منار أنها فكرت في عدد من التخصصات القريبة للكيمياء على غرار الطب وطب الأسنان، لكن بحكم حبها الكبير للكيمياء تفضل محدثتنا اختصاص الصيدلة، بالرغم من تأكيدها على أنها لم تحسم قرارها النهائي بشأن هذا الأمر، في حين قالت لنا أن التسريبات الأخيرة والاضطراب الذي عرفته امتحانات البكالوريا لم تؤثر عليها، فضلا عن أنها لم تكن تكترث للمواضيع التي تم تداولها بين المترشحين خلال أيام الامتحان، وعلقت على الأمر أن “الدراسة لا تحتاج إلى أي سر خاص غير العمل والمثابرة، وأنا شخصيا أحاول دائما أن أساعد زملائي من غير المتفوقين”، كما قالت أنها تتمنى مواصلة الدراسة في جامعة أكسفورد أو جامعة كاليفورنيا، لكن على شرط العودة إلى الجزائر بعد إنهاء الدراسة.
والد منار : أحل التمارين مع أبنائي حتى في الجامعة
وأضاف والد منار، الأستاذ خير الدين عبادة، أن ابنته حافظت على تفوقها في الدراسة منذ صغرها، حيث لم تتأخر عن المرتبة الأولى منذ بدايتها الدراسة وإلى غاية وصولها إلى المرحلة الثانوية، موضحا بأن هذا الحال ينطبق على جميع إخوتها، في حين قال أن الأمر لا يتطلب أكثر من المتابعة اليومية من الأولياء لأبنائهم، ومساعدتهم على مراجعة الدروس وتوجيههم، فالسبورة حسبه جزء لا يتجزأ من أثاث منزله بالنسبة له، مع أنه لم ينكر أن تكوينه في المجالات التقنية بجامعة كارولينا الشمالية وتدريسه بالجامعة الجزائرية، أكسباه القدرة على المتابعة وشرح الدروس.ونبه محدثنا أيضا إلى أنه لا يتوقف عن متابعة أبنائه حتى بعد دخولهم الجامعة، حتى أنه عبر عن الأمر بالقول، “أحل مع أبنائي تمارين الدروس الجامعية في المجالات التقنية المتخصصة والطب”، في حين قال جغار فوراد، مدير ثانوية حمو بوشول، التي فتحت أبوابها للتلاميذ منذ سنتين فقط، بأن طاقم الأساتذة الشباب الذين تضمهم الثانوية، ساعدوا على تقديم نوعية دروس أفضل.
سامي حباطي