الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 الموافق لـ 4 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub
ثمّن خلو مشروع قانون المالية من أي زيادات ضريبية: الرئيـس تبـون يأمـر برفـع منـح السفـر  و الطلبـة والحـج
ثمّن خلو مشروع قانون المالية من أي زيادات ضريبية: الرئيـس تبـون يأمـر برفـع منـح السفـر و الطلبـة والحـج

ثمن رئيس الجمهورية السيد ،عبد المجيد تبون النموذج المالي لمشروع قانون المالية لسنة 2025 الذي لم يتضمن أي زيادات ضريبية تمس الحياة اليومية للمواطن،...

  • 06 أكتوير
الرئيس يؤكد أن فرض التأشيرة على المغاربة جاء لاعتبارات أمنية : اتفاقية 68 مع فرنسا أفرغت من محتواها وتستعمل كفزاعة
الرئيس يؤكد أن فرض التأشيرة على المغاربة جاء لاعتبارات أمنية : اتفاقية 68 مع فرنسا أفرغت من محتواها وتستعمل كفزاعة

الجزائر تحافظ على شعرة معاوية مع فرنسا و لا يجب السماح للمتطرفين بقطعها استبعد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قيامه بزيارة إلى فرنسا مثلما كان مقررا خلال هذا...

  • 06 أكتوير
الرئيس تبون يبدي استعداده لمراجعة الدستور ويعلن : البحـــــث عـــن كفـــاءات وطنيـــة لتتولــى مناصب في الحكومة
الرئيس تبون يبدي استعداده لمراجعة الدستور ويعلن : البحـــــث عـــن كفـــاءات وطنيـــة لتتولــى مناصب في الحكومة

  فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات بشأن ما جرى في الرئاسيات قال رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إنه سيعلن عن الحكومة الجديدة قبل نهاية العام الحالي مضيفا أنه يبحث عن أحسن الكفاءات الوطنية...

  • 06 أكتوير
مجلس الوزراء: رفع منح وأوامر بمتابعة الوضعية الصحية بأقصى الجنوب
مجلس الوزراء: رفع منح وأوامر بمتابعة الوضعية الصحية بأقصى الجنوب

ترأس اليوم السيد عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني اجتماعا لمجلس الوزراء تناول مشروع قانون المالية لسنة 2025...

  • 06 أكتوير

الدار أغلقت أبوابها منذ أربع سنوات

أحواض و أجران محفورة في الصخر تأبى الاختفاء و تصر على الحفاظ على ذاكرة الدباغين
اختفت حرفة الدباغة التقليدية بالمدينة القديمة بقسنطينة بانهيار آخر بناية كانت تحتضنها بقلب المدينة العتيقة بحي السويقة، و إن رفضت آثار أحواضها و مهاريسها الاختفاء بسهولة، لكونها محفورة كذكرياتها في الصخر العتيق على حافة وادي الرمال، أين تحتفظ بأسرار حرفة متجذرة في عمق التاريخ.
بالوصول إلى المكان المعروف باسم الشط الذي يعكس معناه الحقيقي لموقعه على جانب وادي الرمال رمز قسنطينة، و نزول أدراجه التي تفصله عن حي السويقة أو ملاح سليمان العريق، تقابلنا دار الدباغة أو ما تبقى من حي الدباغين الذي كان في ما مضى ملتقى الحرفيين من خرازين و «فراضين» و دباغين، و كذا تجار الصوف و الجلد الخياطين.
عائلات توارثت الحرفة الشاقة
دار الدباغة الواقعة على جرف، أسفل أحد أشهر معالم المدينة «المدرسة»، أغلقت أبوابها منذ نحو أربع سنوات بعد تراجع الطلب على الجلد، و الانهيارات التي لحقت بالكثير من البنايات المجاورة، مما جعل المكان المطل على الهاوية محفوف بالمخاطر، خاصة بعد سقوط أسواره و غيرها من العوامل التي لم تترك لبعض الأوفياء للحرفة المجال للصمود أكثر من أجل الحفاظ على حرفة و مكان، يعد بمثابة معلم من أهم معالم المدينة التاريخية، لما يختزنه  من  ذكريات عائلات عاشت على حرفة  شاقة  لا يزال بعض من عملوا فيها يحنون إليها، مثل الحرفي رياض بن النمر الذي سرد للنصر، قصة هذا الحي الحرفي المتخصص في معالجة و بيع الجلد.
و قال محدثنا بأن المكان كان ملكا لثلاثة عائلات هي زغاد، لعور و قويطن، قبل أن تنضم إليها عائلة بوخبزة لممارسة نشاط حرفي من أعرق الحرف التي اشتهرت بها المدينة، موضحا بأن كل عائلة كانت تدير الجهة الخاصة بها و المتكوّنة عادة من أحواض يتراوح عددها بين 10 و 12حوضا، فضلا عن المخازن التي يتم ترتيب قطع الجلد المعالج فيها من جهة، و غير المعالج من جهة أخرى، ناهيك عن المهاريس الطبيعية التي كانت منقوشة في الصخر و التي كانت تستغل في سحق المواد المستعملة في الدباغة، و بشكل خاص الألوان الطبيعية، و كذا حجر الشب و الملح.
و استطرد الخياط زغاد، صاحب محل ضيق بالقرب من دار الدباغة التي تنتظر انطلاق عملية ترميمها، قائلا بأن عائلات كثيرة توارثت حرفة الدباغة جيلا بعد جيل، و حافظت عليها من الاندثار طيلة عقود من الزمن، لكنها لم  تتمكن من الصمود أكثر، في ظل تراجع الطلب على الجلد و تخلي «الفراضين» عنه، بعد أن استبدلوه بمادة أو ورق «السالبا»، علما و أن الفراضين كانوا من أهم زبائن دار الدباغة، باعتبار مدينة قسنطينة اشتهرت بقندورة «المجبود» المعتمدة على الجلد كمادة أساسية في تجسيدها.
و إن لم يكن عدد الحرفيين العاملين بالمدبغة كبير، باعتبار كل عائلة كانت توظف ما بين ثلاثة أو أربعة حرفيين فقط، إلا أنهم نجحوا في فرض مكانتهم في مجال الصناعات و الحرف التقليدية، و باتت لدار الدباغة سمعة بمختلف مناطق الوطن، حيث كان يقصدها الخياطون و الخرازون و صانعو الأحذية و «الفراظون» وحتى صانعي الآلات الموسيقية الإيقاعية كالدف و الدربوكة، فضلا عن باعة الصوف.
هدية الطبيعة للقسنطينيين
و من خلال المشهد العام لدار الدباغة، يمكن القول بأنها هبة الطبيعة للإنسان، حيث لم يكن ملاكها بحاجة إلى تهيئة المكان و تجهيزه بأحواض لتبليل و نقع الجلد، بل كل الأحواض التي يزيد عددها عن 30 ،حسب رياض بن النمر، شبه طبيعية و محفورة في عمق الصخر العتيق، تماما كالأجران أو المهاريس التي يتم طحن و هرس مواد الدباغة فيها، و هو ما يجعل المكان أشبه بمعلم أثري ضارب في عمق التاريخ.
و قد يتساءل الزائر عن طريقة جلب جلود الماشية إلى حي الدباغين الموجود بعمق المدينة القديمة بأزقتها الضيقة ومسالكها الوعرة، حيث ذكر بعض الحرفيين السابقين الذين تحدثنا إليهم بأن عملية النقل كانت تتم على ظهور البغال، قبل رواج المركبات الميكانيكية التقليدية من نوع «لامبريطة» الصغيرة التي كانت تدخل المكان بكل سهولة في الصباح الباكر أو في المساء، حتى تتجنب المارة و الاكتظاظ الذي تعرفه كل الأزقة المؤدية إلى ذلك المكان.
 و قال أحد الحرفيين بأنه و بقية زملائه كانوا يقتنون كميات معتبرة من الجلد من المخازن المتواجدة عموما بكل من منطقتي بكيرة و الحامة، و يتم جلبها على متن عربات صغيرة من نوع «لامبريطة» نظرا لصعوبة المسلك المتميّز بحجارته المصقولة و ضيق الأزقة المؤدية إلى دار الدباغ، كما تذكر بأنه كان بمعية زملائه يلقون بأكوام الجلد من أعلى الدرج، لتتدحرج إلى أسفل، فيقومون بفكها و ترتيبها بالمخازن، أو وضعها في الأحواض لتبليل ونقع الجلد «ترنيخه» طيلة يومين أو ثلاثة، لنزع الصوف و معالجة الجلد بالملح و الشب و الماء و الجير، قبل الانتقال إلى عملية تلوينه، مؤكدا بأن اللون الوحيد الذي كان متوفرا هو اللون البني و الذي يستخرج من الخشب بعد دقه و هرسه و غربلته و استعمال مسحوقه الرطب في الدباغة.
عن أجرة الحرفيين اليومية، قال محدثنا أنها كانت تختلف باختلاف العملية، فمعالجة الجلد بغرض استعماله لحرفة «الفريضة» أساس الطرز القسنطيني التقليدي المعروف محليا باسم «المجبود»، كانت تتم مقابل 25 دج عن القطعة الواحدة، أما طلاء الجلد بالجير، فكان بمبلغ 5 دج عن القطعة الواحدة، و هي عملية أساسية في معالجة الجلود للحفاظ عليها من التعفن، تماما كوضع الملح على الجانب اللحمي من الجلد، مثلما أوضح، مؤكدا بأن الحرفيين تعوّدوا على رائحة الجلد و أن السكان لم يشتكوا يوما من الرائحة الكريهة التي تسببها عملية النقع، لأن المكان مفتوح على الهواء الطلق و بالتالي يساهم في تجديد الهواء و إنعاشه.   
تحدوا الصقيع و الموت فهزمهم الزمن
و من أسماء الحرفيين البارعين في هذه الحرفة ترّدد اسم رابح زغاد، و أرباب العائلات المالكة التي أشاد الحرفيون بتواضعهم و حبهم للمهنة، مؤكدين بأن أصحاب المدبغة كانوا يعملون مع باقي الحرفيين صيفا و شتاء، حيث كانوا يرتدون جزمات من جلد و يحيطون خصورهم بقطع من أكياس «المرشان» و قفازات جلدية و لا يأبهون لأحوال الطقس، و لا يتوقفون حتى في أيام البرد القارس و انتشار الجليد الذي يزيد من خطورة المكان الواقع على جرف يطل على هاوية. و رغم اتخاذ العمال لكل التدابير اللازمة لتجنب الحوادث، إلا أن ذلك  لم يمنع أحد الحرفيين من السقوط بمنحدر، و هو من أفراد عائلة زغاد إلى الأسفل، دون تفطن زملائه له،و  لولا لطف الإله، مثلما قال زميله بن النمر، لهلك، فقد سقط بين نباتات المنحدر الكثيفة، فمنعته من السقوط الحر إلى أسفل الوادي و بالتالي أنقذت حياته، لكنه أصيب بكسور خطيرة، أرقدته الفراش عدة أشهر، و رغم ما حدث لم يتخل عن حرفته و عاد لممارستها بمجرّد استعادته لعافيته.
و إن يبدو الزمن قد توقف بحي الشط ،الذي يضم أيضا أقدم طاحونة بقسنطينة، لقدم المباني التي تهاوى أكثرها، و لا يزال بعضها يواجه خطر الانهيار، غير أنه يبقى للمكان سحر خاص، يدركه من عاش بين أحضان المدينة القديمة.
مريم/ب

Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com