الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
غاب فيدال كاسترو بعد عمر مديد كُتب له فيه أن يرى ما يريد، بل ويتحول إلى أسطورة ورمز للمقاومة والعناد الثوري في عالم لا يكف أقوياؤه عن إيذاء الضعفاء، بل أن الرجل ظل طيلة حياته شوكة في خاصرة أكبر قوة عالمية هو الذي كان يقول أن «الرأسمالية الامبريالية غانية لن تستطيع إغواءنا» ، ولم يكتف بذلك بل كان خير ملهم لصنّاع الثورات، سواء في أمريكا اللاتينية أو بعيدا عن خليج الخنازير وحوض الكرائيب.
عاش كاسترو أكثـر من حياة، وشكلت شخصيته نقطة خلاف على المسرح الدولي، إذ صنّفه الأمريكيون في خانة العدو منذ أن أطاحت الثورة التي قادها بحليفهم باتيستا الذي حوّل “الجزيرة” إلى ملهى يتسلى فيه أهل الشمال. بينما احتضنه الروس الذين اعتنق عقيدتهم واصطفوه حليفا استراتيجيا في موقع متقدم لا يتردّد في نصب صواريخهم على أرضه حين تلتقي الأهداف، و اعتبره ثوار العالم مثالا إلى جانب رفيقه تشي غيفارا الذي نجح الأمريكيون في الغدر به.
ومع سقوط الاتحاد السوفياتي و تداعي المعسكر الاشتراكي، تحولت الأنظار إلى كوبا المحاصرة، لكن الرجل الكبير ظل صامدا، بل وشهد ميلاد تيار مقاومة جديد يقوده شبان تشبعوا بالإرث الثوري للباتريارك في صورة هوغو شافيز الذي نازل بوش الثاني، وهاجمه في خطب نارية تشبه خطب معلّمه، ونجا بدوره من محاولات إسقاطه قبل أن يرفع الراية أمام عدو باغته من الداخل وسرقه من الحياة.
وحتى وإن قاوم الكوبيون الحصار الأمريكي الذي اتضحت أضراره بعد سقوط الحليف الكبير، إلا أنهم ظلوا أوفياء لأب جعل التعليم إجباريا في جزيرة لا تحصي اليوم أميا واحدا و فتح المستشفيات أمام الفقراء. وظل الرمز رمزا إلى يومه الأخير رغم انه سلّم المشعل لأخيه بعد أن أضعفه المرض قبل ثماني سنوات، وتكفي الاحتفالية الأسطورية بعيد ميلاده التسعين لتؤكد على وفاء متبادل بين قائد وشعبه، وفاء لم ينجح في إطفائه مناوئون لم يتوقفوا عن إشعال شموع ضد الثورة، هناك في ميامي على بعد أميال بحرية من الجزيرة الخضراء، وكأن الكوبيين آمنوا بمقولته “كل انشقاق في غابة محاصرة هو خيانة بالضرورة”، وحققوا بذلك الاستثناء في عالم كثيرا ما تضرّر الثوار فيه عند انتقالهم من قيادة الثورة إلى قيادة الدولة.
وقد امتد العمر بكاسترو حتى يرى رجلا أسود في البيت الأبيض، الرجل ذاته الذي سيحاول بيد مسالمة مسح الأذى الذي ألحقه الشماليون القساة بجيرانهم الذين ارتضوا لأنفسهم ثورة تلائمهم، في زيارة تاريخية أنهت القطيعة وفتحت الأبواب أمام عهد جديد لن يكون الكومندانتي من صنّاعه.غاب كاسترو دون أن يشهد انتشار العدالة في العالم، لأن سكان كوكبنا الحزين يخترعون لكل مرحلة وحشيتها الجديدة، لم تندثر ثقافة النهب التي قال أن الحروب ستندثر باندثارها، وأصبح تجار السلاح ولصوص الثـروات يبتكرون بدورهم الثورات التي تناسبهم ويخلعون عليها ألقاب الحرية، تعويضا عن وجاهة افتقدوها في حروبهم السابقة.
مات الكومندانتي، كم سيكون العالم موحشا من دون طلته ومن دون دخان سيجاره العابر للقارات والعقود.
النصر