الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
" إنشاء جيش عربي " في قمة كل ملفاتها ملغمة
العرب سيتدارسون في قمتهم بمصرالأسبوع القادم ، إمكانية إنشاء جيش عربي موحد لمواجهة الإرهاب والمساعدة في حل الأزمات الأمنية العربية متى تطلب الأمر والوضع ذلك . وهي فكرة تعيد إلى أذهاننا حرب 1967 لتحرير الأراضي المصرية والعربية من الإحتلال الإسرائيلي، بجيش عربي موحد قادته مصر . وتكبدت الجيوش العربية للتذكير خسائر فادحة أدت إلى إلتهام أراضي عربية جديدة وتوسع الإحتلال في المساحة والنفوذ . العالم العربي الموحد ، والجيش العربي الموحد ، والسوق العربية الموحدة ، وبطاقة الهوية الموحدة ، وجواز السفر العربي الموحد ،،، كلها أماني الشعوب العربية منذ بعيد الأزمان . لكن الأنظمة والحكام المتعاقبون على رأس هذه الدول إحتفظوا بالشعارات في قممهم وفي خطاباتهم وفي تعدد لقاءاتهم . ولم يفعلوا شيئا لتجسيد حلم الشعوب . مكتفين بقناطير القرارات والوعود والإلتزامات التي تظل حبرا على ورق ، خزن بعضها في أرشيف ديبلوماسياتهم أوفي خزائن الجامعة العربية . وثائق تستخرج كل مرة ، إذا تبين خطر ما يهدد أنظمة الحكم في البلدان العربية .
قمة مصر هي القمة رقم 26 لجامعة الدول العربية . وفي كل قمة تطرح ملفات وتطوى ملفات . وفي كل قمة ترفع شعارات وتختفي شعارات . ولم يتم في أية قمة تقييم ما تم تنفيذه ، أو ما أتفق عليه في القمة السابقة أو ما سبقها من قمم . مما جعل بعض الديبلوماسيين والسياسيين وحتى الإعلاميين بل حتى ما جاء على لسان بعض الحكام أنفسهم الذين صرحوا أن القمم العربية أفرغت من جوهرها وأهدافها التي تأسست من أجلها وأصبحت مجرد آلية لإنتاج القرارات . وكذلك فرصة للإلتقاء وإلتقاط صورة جماعية للرؤساء والملوك والأمراء على أنهم مازالول أحياء يحكمون ويرزقون . وأن الجامعة العربية باتت تشبه مؤسسة تشغيل لليد العاملة ولتوظيف المتقاعدين والمتخرجين العاطلين عن العمل . كنايةعن عدم فعالية ونجاعة قراراتها وكثرة موظفيها ومصالحها.
لا شيئ يوحي بأن هذه القمة ستخرج وتتميز عن سالفاتها . بل ربما هي من القمم الأكثر إحتباسا وتعقيدات وخلافات . لأن الملفات متشعبة وغير متقاربة من حيث المواقف . وبعضها قد لا يتوفر حتى على أبسط قاسم مشترك . الديبلوماسيات العربية متناقضة ومتعارضة بشأن عدة قضايا . وغالبية الدول العربية تعيش أزمات سياسية وأمنية حادة بما فيها مصر التي ستحتضن القمة القادمة . مهمة صعبة حتى لا أقول مستحيلة للقادة العرب أو من ينوبهم في إيجاد موقف متقارب من الحروب الأهلية الدائرة في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وكذا الأزمة الداخلية الفلسطينية بعد تصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية من قبل مصر التي سترأس القمة مناصفة مع إبن البلد نبيل العربي الذي يرأس الجامعة العربية . دون أن ننسى إثارة العلاقات المتوترة لبعض الدول العربية مع تركيا ، أو خطرالمد الشيعي الإيراني الذي تحمله دول عربية أخرى كفزاعة تحذيرية . ناهيك عن أزمة داخل البلدان الخليجية نفسها التي يحاول الحكام والإعلام الخليجي التقليل من وقعها حتى لا أستعمل كلمة التستر عنها ... كل ما سبق من ملفات وفتائل قد تضع القمة فوق كف عفريت أو على صفيح ساخن . وليس من السهل أن تلين المواقف أو أن يتجاوز بعض الحكام إصرارهم وحساباتهم وأوراقهم " المسطرة مسبقا " بتوجيهات من نعلم ومن لا نعلم ( ...... ) . لذلك أعود لأقول بأن قمة شرم الشيخ
الأسبوع القادم ستكون من أعقد القمم . وإن كنت لا أستهين بكفاءة وخبرة وجهود بعض القادة وبعض وزراء الخارجية العرب في السعي إلى تليين الخطابات والتصريحات ، وتجاوز أو إبعاد ما يغضب أو ما قد ينسف ما تبقى من تفاهم ومجاملات بين الزعماء العرب أثناء نقاش القضايا والملفات ، فإنني لا أرى ما يدفع إلى التفاؤل وهو في كل الأحوال لا بد أن يطبع إنعقاد كل قمة .
هذه القمة ستنعقد في غياب الكثير من القادة والزعماء العرب لأسباب مختلفة كبشار الأسد وغيره . ومنهم من تحول ظروفهم الخاصة دون مشاركتهم كالرئيس الجزائري . ومنهم من غيبه الأجل المحتوم كالملك عبد الله . والرئيس والملك لهما في معتاد القمم السابقة دور بارز في تليين الخلافات وتقريب وجهات النظر .وحتى في إسكات بعض " التنطعات " كما كان يحدث مع القذافي لذلك سيترك غيابهم كل الأثر والتأثير على مجريات هذه القمة.
ولسنا منحازين عاطفة لما تقوم به الجزائر على الدوام ومنذ البعيد في تليين المواقف وإطفاء التشنجات بين الحكام العرب . ودفعهم بإستمرار إلى الحسنى ونحو القاسم المشترك . وإحقاقا للحق كان موقفها يحظى غالبا بدعم مصر والسعودية والإمارات . وأيضا بقبول العرب الآخرين .
صحيح أن القمم العربية هي جدول أعمال يتم تحضيره مسبقا . وأن المشورات سابقة عن يوم القمة . أي أن القمة غالبا تكون لإثراء بعض المواقف ومناقشتها قبل المصادقة على البيان الختامي . لكن مع ذلك كثير من القمم السابقة أنهت أشغالها بتعميق الخلافات وتجذيرها . وإنتهت بالتراشق والإتهامات والغضب وتمييع القرارات التي خرجت بها . لهذا نقول أن الحضور الشخصي لبعض القادة والزعماء كفيل بإعطاء الوقع اللازم و" الإنضباط الديبلوماسي " اللائق بأكبر تجمع للعرب.
لو شئنا إثارة تفاصيل بعض الملفات التي سيحصل تأكيدا إختلاف بشأنها بين الدول العربية ، سنجد الوضع في سوريا . من سيمثل سوريا رسميا ؟ نظام بشار الأسد أم المعارضة ؟ . الخليجيون طووا صفحة حكم بشار وكذلك دول عربية أخرى . وهم يتعاملون مع مرحلة ما بعد بشار ونظامه . الجزائر تعتبر أن هذا تدخل في شأن دولة عربية مؤسسة للجامعة العربية . وأن السوريين وحدهم مخولون بإختيار من يحكمهم ويمثلهم . هذا مبدأ ثابت في الديبلوماسية الجزائرية ، أي عدم التدخل في شؤون الغير . الخلاف في المواقف حاصل أيضا بشأن الملف الليبي . مصر والإمارات وقطر تريد حسم الأزمة عسكريا ، أي بالتدخل العسكري المباشر . لكن الجزائر وتونس ( المجاورتان لليبيا ) تفضلان إعتماد الحوار أسلوبا لإنهاء الأزمة . وترك الليبيين يختارون طريقهم ومصيرهم بأنفسهم . وإذا كان ولابد من مساعدة فيجب أن تكون بتوفير الظروف الملائمة لإنجاح الحوار وإسكات لغة السلاح والرصاص والمدافع . المواقف أيضا مختلفة بشأن الملف النووي الإيراني . الخليجيون يعتبرون إيران خطرا حقيقيا على أمنهم ومستقبل شعوبهم إذا تمكنت من السلاح النووي . هم يحملونها مسؤولية زعزعة أمن وإستقرار بلدان عربية مجاورة كالبحرين و لبنان والعراق و سوريا وأيضا دعم الحوثيين في اليمن ، بل حتى في تحريك الشيعة داخل السعودية وفي بلدان أخرى . بعض الدول العربية وغير العربية ، لا تعارض إمتلاك إيران وغير إيران للطاقة النووية إذا كانت موجهة لأغراض سلمية . وكما سبقت الإشارة إليه ، فإن الإختلاف قائم حول حركة حماس الفلسطينية التي أدرجتها مصر ضمن الحركات الإرهابية ، وتعتبرها دول عربية أخرى حركة مقاومة وتحرر .
واضح مما ذكرنا وما لم نذكر، أن قمة شرم الشيخ لن تكون بردا وسلاما على الكثيرين . وأن حسابات الحقل قد لا يجيئ بها حصاد ومحصول البيدر كما يقول المثل العربي . العرب أبدعوا في الأمثال والحكم والشعر والخطب الحماسية لكنهم لم يحرروا شبرا من أراضيهم . ومازالت شعوبهم تتوق إلى التحرر من الفقر والقمع والتخلف والسجون . وتتوق إلى حرية التعبير والرأي وإلى الديموقراطية الفعلية . متعطشة إلى أن تكون ككل الشعوب التي ركبت نواصي العلوم والتحضر والتقدم والسلم والإستقرار .
مصر تطرح في قمة شرم الشيخ إنشاء جيش عربي موحد ، أي قوة عسكرية للتدخل السريع من باب مساعدة بعض الدول العربية التي تواجه أزمات أمنية . حجتها القوية أو المبررات التي تقدمها الديبلوماسية المصرية هو أن الإرهاب أصبح خطرا حقيقيا عابرا للحدود . وإستغول بشكل لم يعد بمقدور دولة لوحدها مواجهته والتصدي له بمفردها . إن القاعدة وداعش وبوكو حرام وحركة الشباب في الصومال ، وغيرها من التسميات والمشتقات المسلحة أصبحت تنظيمات وجيوشا مسلحة بمختلف الأسلحة المتطورة الثقيلة والخفيفة . أي لها نفس القوة العسكرية للجيوش النظامية ، أو ربما هي أكثر قوة وتسليحا . وبات العالم بأسره يخشى وصول هذه الجماعات الإرهابية إلى إمتلاك أسلحة محظورة ، أي إمتلاك أسلحة الدمار الشامل ؟ . ما تقوم به داعش في العراق وسوريا أدخل الرعب في كل الدول والشعوب العربية . الأنظمة العربية وجدت نفسها أمام خطر حقيقي يهدد أمنها وإستقرارها . ويستهدف ثرواتها كما هو حاصل في العراق حيث إستولت داعش على آبار النفط وراحت تبيعه بعشرين دولارا فحسب للبرميل ؟ .
أقول – وبأسف شديد – أن داعش والقاعدة ومشتقاتها هي التي تدفع العرب إلى تجاوز خلافاتهم . وتجبرهم على تنسيق جهودهم ومواقفهم على الأقل في التصدي للتطرف ومواجهة الإرهاب.
نحن نشتم " صدقهم " هذه المرة فيما يزعمون . لأن مكافحة الإرهاب تكاد تصبح فرض عين بالنسبة إليهم جميعا . ببساطة الإرهاب يهدد بقاءهم في الحكم وليس أكثر . إضافة إلى أن عدم الإجهار بموقف ضد الإرهاب أصبح في حد ذاته تهمة دولية . أقول هذا وفي قلبي غصة سنوات الدم والجنون الجزائري . كنا وحدنا نتصدى للإرهاب والتدمير والفتنة الكبرى . وكانوا جميعا يتفرجون . بل بعضهم كانوا يمولون أو يبررون الإغتيالات والجرائم والإبادات أو حتى يتلذذون ( ...... ) . كانوا جميعا يتلذذون بقطع رؤوس الجزائريين . وبهتك حرماتهم وتخريب بلادهم . وتصفية وتهجير كفاءاتهم . كنا وحدنا وكانوا يتفرجون لست أفهم لماذا لم يستشرف إشقاؤنا العرب هول الإرهاب إلا بعد أن دخل أراضيهم وتسلل داخل حدودهم ؟ . لماذا تعاملوا مع ظاهرة الإرهاب بمنطق جحا ( أخطى راسي ) ؟ . لست أفهم لماذا يسهم بعض أشقائنا في إشعال الحرائق ويفتحون أبواب الجحيم ، وحين تشتعل من حولهم ويكتوون بما كان حذرهم منه آخرون ، أو تمسهم ألسنتها الملتهبة يأتيهم الوعي بخطورة الأشياء ويستدركون أنهم كانوا على خطإ ، فيتحركون فرادى وجماعات ضد ذلكم التهديد أو الخطر الداهم ؟.
هل نذكرهم بأخطائهم ، ومواقفهم في بداية " إنهيار " الدول العربية ؟ . حين تحالفوا مع قوى لا تريد الخيرلأمتنا ولشعوبنا . تحالفوا ضد شعوبهم وضد أشقاء آخرين . لماذا إعتدى العراق على جار شقيق ؟ رغم أن الكويت لم يبخل بماله وخيراته يوما على أشقائه ؟ . كل الدول والشعوب العربية دون إستثناء إستفادت من كرم الكويت والكويتيين ومن كرم الخليجيين . ثم لماذا تحالف العرب ضد العراق ؟ ألم يكن هناك أسلوب آخر لإيقاف تعنت صدام وإنهاء التدخل ؟. لماذا إرتكب القذافي كل تلك الحماقات السياسية بتسليح عصابات وقبائل ، وتبديد أموال وأموال فيما لم ينفع الشعب الليبي . ثم أجبر على تعويض كل الخسائر البشرية والمادية للوكيربي وغير لوكيربي ، بل حتى على تمويل حملة ساركوزي الرئاسية وغيرها إعتقادا بأنه الحل الأنجح وأن المال وحده يمكن أن يطفئ الأحقاد ويجنب الويلات. وكذلك فعلت دول عربية أخرى ومازالت تفعل .
مؤسف حال العرب . السياسات الخاطئة والمواقف غير المدروسة هي أيضا قد تصبح من منابع الإرهاب أو ما يشبهه من التطرف .
أنهي الموضوع بالعودة إلى بدايته ، المتعلق بتأسيس جيش عربي موحد ، تكون مهمته تقديم المساعدة في حل الأزمات العربية المتلاحقة . لا أظن أن هذا هو أفضل خيار لمواجهة داعش وأخواتها . التصدي لداعش وأخواتها يبدأ بوقف التمويل المالي والعسكري لهذه الجماعات . ووقف الخطابات الرسمية الممولة والمغذية للفكر التكفيري . وإصلاح البرامج والتعليمية المنبثقة عن تغريب فظيع للثقافة العربية المتنوعة والمنفتحة على غيرها في الأصل دون تزمت أو إنصهار . إن الذين لا يتفقون على جدول أعمال لا يمكنهم تأسيس جيش موحد . كل القمم العربية السالفة كانت موعدا لتجذير الخلافات أو إذكائها وإشعال لهيبها مجددا.
كل حاكم عربي له حساباته ونظرته الخاصة لما يجب أن يكون عليه العالم العربي . بسبب عدم إختيار الحوار الصريح والمفتوح دون " طابو " لمعالجة كل الأزمات ، ودون تحيين وحسم وحزم في تقييم القرارات الصادرة عن القمم السابقة ، وفي إنتظار موقف عربي موحد من مختلف الملفات والقضايا ، سننتظر قمة أخرى لاحقة تعيد في بيانها الختامي صياغة تقرير ما جاء في بيان القمة القادمة . في إنتظار ذلك جماعات داعش وأخواتها إخترقت كل الحدود العربية . وأتباعها يتكاثرون من العرب ومن غير العرب .