• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق...
انتقل إلى رحمة الله أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة المجاهد العقيد الطاهر زبيري، قائد الولاية التاريخية الأولى وعضو مجلس الأمة السابق، عن عمر ناهز 95...
وقّعت الجزائر وسلطنة عُمان، أمس، على ثماني اتفاقيات تعاون في عدة مجالات، في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى...
سلم أمس الثلاثاء الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد لوناس مقرمان، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية، السيد عبد...
تطرح من حين لآخر قضية أسعار الطاقة في بلادنا، بين رأي الخبراء والرسميين الذي يقول بأنها تحظى بدعم كبير من خزينة الدولة، وأن ما يدفعه المواطن مقابل خدمات الطاقة المتوفرة له يبقى بعيدا عن تكلفتها الحقيقية، وبين سياسة الحكومة الاجتماعية التي تدعم هذا الملف في إطار سياسة اجتماعية عامة - شملت الطاقة- لصالح الفئات الهشة وذوي الدخل الضعيف.
لكن بين الرأيين تبقى مسألة طريقة استهلاك الطاقة غائبة نوعا ما عن النقاش، وعن التناول الجاد، لأنها هي ربما التي يجب التوقف عندها، فثقافة استهلاك الطاقة المتبعة حاليا مضرة، و لابد أن تزرع بين أفراد المجتمع برمته ثقافة أخرى بديلة عنها.
صحيح أن الجزائر دولة نفطية وغازية لكن هذا غير كاف، وغير مبرر إطلاقا للتبذير، والكثير ربما تناسى أن تكلفة استخراج المواد الطاقوية وتمييعها وجعلها في صورتها النهائية للاستهلاك كبيرة ومرتفعة جدا، كما أن بعض مشتقات الطاقة تستورد من الخارج وبأثمان مرتفعة أيضا على غرار "السيرغاز" الذي تستورد الدولة سنويا كميات كبيرة منه، وخزينة الدولة تدفع الكثير من أجل ذلك.
وإذا كانت الطاقة عندنا مدعمة من طرف الدولة وهي في صالح المواطن وبخاصة الفئات ضعيفة الدخل، فهذا لا يمنع من تهذيب السلوك الاستهلاكي لكل واحد منا، وهو ما سيساهم في نهاية المطاف في اقتصاد الطاقة وتوفيرها.
وكما يعلم الجميع فإن العالم اليوم يمر سريعا نحو طاقات جديدة متجددة، وهناك بالفعل أزمة عالمية في هذا المجال، ولا ندري كيف سيكون الوضع في المستقبل القريب، ومن هذا المنطلق يصبح من الواجب على كل فرد في المجتمع التقيد بسلوك حضاري في مجال استعمال الطاقة واستهلاكها.
فليس من العقل ومن المنطق في شيء أن تبقى المصابيح مشتعلة طول النهار وأفراد الأسرة خارج البيت، وليس من المعقول أن تبقى المكيفات مشتعلة أيضا في المؤسسات العمومية على اختلاف أنواعها طول النهار وطوال الليل في بعض الأحيان بسبب الإهمال ولا مبالاة البعض لأن الأمر يتعلق بكل بساطة بمؤسسة عمومية، وقد سمعنا في الكثير من الأحيان عن حجم الديون المستحقة لمؤسسة "سونلغاز" على العديد من المؤسسات العمومية والتي صعب عليها تحصيلها لأسباب متعددة.
وفي نفس السياق لا يمكن كذلك إيجاد تفسير مقنع لشاب وهو يملأ خزان سيارته يوميا، ثم يستنزفه في التجوال طول النهار في الطرقات وأمام الثانويات والجامعات وغيرها دون هدف يذكر، فهذا أيضا مظهر من المظاهر والسلوكيات السيئة والسلبية المنتشرة للأسف بقوة في مجتمعنا، فضلا عما يخلفه ذلك من آثار سلبية على البيئة، وهي مسألة أخرى مغيبة في هذا المجال.
إن إجراء جرد سريع لسلوكياتنا الطاقوية - إن صح هذا التعبير- سوف يظهر أننا نبذر الكثير من هذه المادة الأساسية والهامة، وبخاصة في الوقت الحاضر،حيث صار كل شيء يسير بالكهرباء والغاز، في البيت و خارجه وفي كامل حياتنا اليومية، ودون شك فإن هناك أسباب ودوافع وراء تفشي هذا السلوك، ويأتي في مقدمتها انخفاض أسعار المواد الطاقوية، ما شجع الناس على الإفراط في استهلاكها.
لذلك فقد بات من الضروري التفكير في سبل لردع المظاهر السلبية سالفة الذكر ، ونحن نمر بأزمة اقتصادية ومالية يعرف مداها الجميع، ولا نعرف جميعنا أين ستنتهي بنا.
النصر