أعلن وزير الصحة، عبد الحق سايحي، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، عن إنشاء خلية يقظة تتولى تسيير أرضية رقمية تابعة للصيدلية المركزية للمستشفيات من أجل تفادي...
التقت مداخلات نواب المجلس الشعبي الوطني، أمس الثلاثاء، في اليوم الثاني لمناقشة مشروع قانون المالية 2025 عند الدعوة إلى استغلال رصد الأغلفة المالية...
اتهم وزير التجارة وترقية الصادرات، أمس، الثلاثاء من قسنطينة، شبكات و»مافيا» بمقاومة قرارات الدولة و السعي إلى عرقلة الإنتاج المحلي وضرب السوق...
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، وفدا مشتركا عن المجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأوسط ولجنة...
أخيرا أذعن الطرف الفرنسي و وقّع على بروتوكول اتفاق لإقامة مصنع « بوجو» للسيارات السياحية بالجزائر، بعد سنوات طوال من المدّ و الجزر عمل فيها على إملاء شروط مجحفة و ممارسة الاعجاز التجاري الذي لم يقبله الطرف الجزائري عن قناعة راسخة تستند على القاعدة الذهبية "رابح - رابح " في عالم الشراكة و الاستثمار.
و قد تأخر مشروع « بوجو» بسنوات عن مشروع « رونو» الذي دخل الخدمة، و هو ينتج العلامة الفرنسية الأولى كغيره من العلامات الآسيوية و الأوروبية التي حجزت مكانا لها في السوق الجزائري و هي تعمل تدريجيا على إقامة صناعة مدمجة للسيارات بنسب متفاوتة ببلادنا.
و قد اعترف الطرف الفرنسي ضمنيا بخطئه عندما نزل سويّا وزيران إلى الجزائر ، أين أقرّ وزير الاقتصاد و المالية بتأخر بلاده في تسوية و تجسيد هذا المشروع.
و في ما يشبه الشعور بالندم قال الوزير الفرنسي المقرب من الرئيس ماكرون، أن العلاقة الاقتصادية بين الجزائر و فرنسا لم تعرف تقدما كبيرا خلال السنوات الأخيرة.
و هي معاينة مؤلمة تعاكس رؤية العلاقة الإستراتيجية و التاريخية بين البلدين و تتناقض كلية مع طبيعة الخطاب السياسي و الدبلوماسي الواعد و المتبادل بين المسؤولين على أعلى مستوى في المناسبات.
و واضح أن الطرف الفرنسي هو الذي أخل بالتزاماته نحو ترقية العلاقات الاقتصادية و تطوير مختلف مجالات التعاون و الشراكة على أسس اقتصادية و تجارية تأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلدين و الشعبين.
و فيما يبدو أنه محاولة لتدارك الموقف و الانطلاق على نفس الخط مع شركاء أجانب يشكلون منافسة شرسة، أعرب الوزير الفرنسي عن عزم بلاده على تحقيق « طموح جديد و ملموس».
و في نفس السياق الذي يحرك الطرف الفرنسي، أوضح أن الاتفاقيات الثلاث الجديدة التي وقعت يوم الأحد الماضي بين البلدين تعتبر « إشارة ملموسة » عن عزيمة في التقدم على أساس مشاريع حقيقية، و مؤكدا أن « التصريحات الهامة مفيدة لكن القرارات الملموسة أفضل لإحراز تقدم في العلاقة الاقتصادية ».
الطرف الفرنسي ربط صراحة بين قيام مشاريع اقتصادية ناجحة، و منها مشروع "بوجو" الجزائر، و وجود إرادة سياسية، و وعد باعتماد طريقة عمل جديدة من أجل تسريع التنمية الاقتصادية و تسوية المشاكل التقنية في تجسيد المشاريع.
و واضح موقع الإرادة السياسية على الضفة الأخرى من المتوسط و التي تتميز بمواقف متقلبة و خرجات غير منتظرة، فلمّا يتعلق الأمر بإقامة علاقات شراكة استراتيجية مع الجزائر تستيقظ الخلفية الاستعمارية لدى غالبية المسؤولين الفرنسيين و خاصة السياسيين الذين لا يفرقون و لا يفصلون بين الملفات التاريخية و الاقتصادية و الدبلوماسية.
و الحقيقة أن الطرف الفرنسي كان دوما يعتبر نفسه شريكا مفضلا و فوق العادة على مدار نصف قرن من استقلال الجزائر، و هو ما يدفعه كل مرّة إلى اعتماد أساليب بالية لم تعد مجدية لنسج شراكة اقتصادية طويلة الأمد.
و إلى حد الآن لم يفهم الجزائريون الذين يفضلون السيارة الفرنسية عن غيرها، سبب تأخر الصانع الفرنسي عن إقامة مصانع حقيقية في الجزائر إلى هذا الوقت؟.
و في انتظار زيارة « الصديق ماكرون» بداية العام القادم، تأمل الجزائر أن يرتقي الطرف الفرنسي إلى مرتبة باقي الشركاء الآسيويين و الأوروبيين و الأمريكيين الذين قطعوا أشواطا معتبرة في إقامة مشاريع شراكة حقيقية و ملموسة و منها صناعة السيارات التي أصبحت تشبه مصانع البسكويت و الشكولاطة من فرط التكنولوجيا المستعملة.
النصر