كشف وزير المالية، لعزيز فايد، بأن مقترح رفع منحة الإعانة للسكن الريفي هو قيد الدراسة على مستوى الحكومة لاتخاذ القرار، وأعلن عن تدابير للتقليل من...
فاز المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بـالانتخابات ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية، ووصف ترامب فوزه بولاية رئاسية جديدة بأنه...
درست الحكومة، خلال اجتماعها، أمس، برئاسة الوزير الأول نذير العرباوي، مختلف التدابير المتخذة والمقترحة في إطار تنفيذ توجيهات السيد رئيس الجمهورية...
أوقفت مفارز الجيش الوطني الشعبي، 11 عنصر دعم للجماعات الإرهابية، كما تم ضبط 3 بنادق رشاشة في عمليات متفرقة، خلال الفترة الممتدة بين 30 أكتوبر و05...
طبعت الأجواء السلمية الانتخابات المحلية، في مكسب قد يفوق في أهميته الاستحقاق نفسه، ورغم المناوشات التي حدثت هنا وهناك إلا أن المناخ العام الذي جرت فيه العملية، يؤكد أن الجزائريين أصبحوا مطعّمين ضد الانزلاقات وأن جنوحهم إلى السلم غير قابل للمراجعة.
و تبقى بقية الرسائل التي وجهها الناخبون بالحضور أو بالغياب أو بالتصويت الأبيض مفيدة للطبقة السياسية والسلطات العمومية على حدّ سواء.
وحتى و إن كانت للانتخابات المحلية خصوصيتها، بالنظر للطبيعة الديمغرافية للجزائر التي تميزها العروشية في العديد من المناطق ، ولقرب المنتخب من المواطن في هذا الاستحقاق، حيث يصبح المرشح أهم من التشكيلة السياسية التي يمثلها، إلا أن الأفلان و الأرندي أكدا هيمنتهما على المجالس المحلية، فيما تأتي بقية التشكيلات متأخرة بمسافات شاسعة، وسجل تراجع لأحزاب كانت معروفة بالعمل الجواري كالتشكيلات الإسلامية التي يبدو أنها فقدت مساحات كبيرة و أنها مرشحة للخروج من "اللعبة"، إن هي واصلت التراجع في الميدان، وكذلك الشأن بالنسبة لحزب العمال، الذي فقد بريقه.
و اللافت أن الأفلان والأرندي، قد أحكما قبضتهما على المجالس المنتخبة مع تقدم للحزب العتيد، لكن مع تسجيل صعود لغريمه الذي يقاسمه الحكم والتوجه متبوعين بحزب من نفس العائلة، وهو جبهة المستقبل، ما يعني أن "العائلة الوطنية" قد وسعت قاعدتها على حساب بقية التشكيلات السياسية ، وأن التعددية العددية لم تنل من الحزب الوحيد سابقا الذي ما زال يتسيّد المشهد، وفي ذلك مؤشر يحتاج إلى دراسة المختصين لمعرفة تطوّر التجربة الديمقراطية في الجزائر، التي تبدو مطبوعة بالحذر الموروث عن التجربة الدامية وعدم تطور الطبقة السياسية نفسها، حيث أصبح العمل السياسي للكثير من الأحزاب يبدأ عشية الاستحقاقات وينتهي بانتهائها، فيما تهتم أخرى بالرئاسيات و التشريعيات فقط ، وقد يتسبّب ذلك في ظهور "عادات انتخابية" تتميز بتجنب المغامرة والعمل على إبقاء الأمور على ما هي عليه، وبقدر ما يكون ذلك عامل استقرار يساعد السلطات العمومية على تنفيذ برامج على المدى البعيد، بقدر ما يكون أيضا عامل فتور في المجالس المنتخبة التي قد تفتقد إلى التنافس.
وما يجب الانتباه إليه هو "الحزب الأبيض" الذي لم يفقد مكانته في الاستحقاقات الأخيرة وحافظ على وعاء يفوق المليون صوت، وهو بذلك يتفوّق على عشرات الأحزاب التي دخلت المعترك الانتخابي مجتمعة.
وربما كانت القراءة الأرجح، مع مراعاة الأخطاء الواردة في عملية التصويت لسبب أو لآخر، هي أن هناك فئة من المواطنين تصوّت من أجل التصويت كعملية سياسية لكنها لا تختار أي متقدم للاستحقاق، وهذه الفئة الواسعة تحتاج إلى إقناع من منشطي الحقل السياسي المطالبة بتلقي رسالتها على الوجه الصحيح، لأن المصوّتين بالأبيض والمتخلفين عن المشاركة ما زالوا يشكّلون الأغلبية، وحتى وإن كان ذلك لا يخلّ بقواعد العملية الديمقراطية، إلا أنه يستدعي أخذه بعين الاعتبار، لأن الأمر قد يحيل إلى عدم الاهتمام بالسياسة أو إلى يأس منها لدى شريحة هامة من المواطنين.
ولعل النقطة الإيجابية التي تسجل بمرور الاستحقاقات وتراكم التجارب، هي هدوء الجزائريين وسلميتهم، وقد يكون ذلك تقدما هاما في استيعابهم لقيم المواطنة.
النصر