• برنامج استثنائي لاستيراد اللحوم الحمراء والبيضاء أعلن وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، الطيب زيتوني، أمس الاثنين، خلال زيارته إلى معرض...
n زيادات مرتقبة في أجور عمال قطاع التربية n نحو إقرار إجراءات إضافية تشمل تقاعد المعلمينسيستفيد عمال قطاع التربية من زيادات في الأجور والعلاوات، وذلك عقب مصادقة...
أشاد وزير الاتصال, السيد محمد مزيان, مساء أمس الأحد بالجزائر العاصمة, بمرافقة الإعلام الوطني للكفاءات الرياضية الجزائرية عبر التغطية المتواصلة, ما...
ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، اجتماعا لمجلس الوزراء تناول مشروع قانون يتضمن تسوية...
يعتبر انتخاب سيّدتين على رأس بلديتين جبليتين بولايتي جيجل و ميلة، مؤشرا قويا على أن حضور المرأة سياسيا لم يعد شكليا، أو مجرد نسبة تحقق الواجهة الديمقراطية، إنما هو ضرورة يتقبلها المجتمع و يسعى إليها.
خبر فوز قائمة بالأغلبية في بلدية الشيقارة الجبلية في ولاية ميلة، على رأسها أستاذة الثانوي بن قارة زهية ، صنع المفاجأة بالنسبة للبعض، لكنه في الحقيقة نتيجة حتمية لاحتياجات مجتمع ولحضور لا يمكن نكرانه لنساء فرضن أنفسهن عمليا، فهذه السيدة معروفة وسط أهل بلدتها بأنها من عائلة فقيرة تعيش وسط الناس وتعرف همومهم، يرون أنها الأنسب لتساعدهم في حلها، فكانوا وراء ترشحها.
المفاجأة لم تأت من مدينة كبيرة، إنما من عمق الجزائر بكل ما يمثله من أبعاد اجتماعية وثقافية، أين لا يمكن التحرر من الفقر والجهل إلا بالعمل، فلا العادات ولا نمطية التفكير حالت دون وصول امرأة إلى منصب رئيس بلدية، السكان فضلوا منح هذه المرأة فرصة بدل الحكم عليها بالفشل المسبق.
أن يحدث ذلك في منطقة جبلية يُضحى فيها بمستقبل البنت حتى يتمكن الأخ من الدراسة، فهذا يعني أن الأحزاب يجب أن تعيد حساباتها بإدراج نساء في مراتب متقدمة، بدل وضعهن في الخانات الشاغرة بعد الانتهاء من عملية انتقاء الرجال؛ كثيرة هي التشكيلات التي استعانت بنساء اضطرارا لخلط حسابات اللحظات الأخيرة للفرز و افتكاك كرسي تحت بند الكوطة النسائية .
المرأة قالت من خلال هذا النموذج أنها ليست مجرد رقم، إنما يمكن أن تكون فاعلة في حال كان وصولها اختيارا وليس دفعا هاجسه الحصة،من هنا تبدأ حقيقة التمثيل، مهما بدا الأمر صعبا بالنسبة للكثيرين، أو استغربه آخرون، تخوفا من عدم قدرة سيدة على أن تجلس على كرسي خشن يعتقدون أنه غير قابل للتأنيث.
وإذا كان سكان ببلدية إيراقن سويسي في جيجل قد خرجوا إلى الشارع لرفض «الميرة» كونها زوجة رئيس بلديتهم السابق، فإن منهم من لم يخفوا رفضهم لفكرة أن تُسيّر شؤونهم امرأة، لكن في حالة بلدية الشيقارة، السكان رحبوا بالأمر وعبروا عن سعادتهم بابنة المنطقة بل وافتخروا بذلك.
وصول المرأة إلى أصغر خلية في التسيير يفترض أن يكون قبل هذا التاريخ، ومع ذلك يعد خطوة جبارة ستفتح الباب للقوة الناعمة التي قد تنجح حيث فشل الرجل بحساباته العشائرية والحزبية، لكن على المرأة أن تنجح في هذا الاختبار الصعب لأن المجلس البلدي يختلف عن البرلمان أو المجلس الولائي.
أكيد أن الكل ينتظر وصول هذه السيدة وتلك للتعرف على مدى قدرة امرأة على تحمل تعقيدات الصفقات وعمليات تنظيف الشوارع ومشاكل النقل والماء ، ولا شك أنها ستحاسب أكثـر من زميلها الرجل، لأن المجتمع لا يسمح للمرأة بأن تخطئ، هي مطالبة بالعطاء في الحياة وفي العمل، ربما هي نظرة مثالية وقد تكون مجحفة، وذلك حسب الزاوية التي ينظر منها من يصدر الحكم .
ومهما كانت النتيجة تظل التجربة جديرة بأن تُعاش وتعد بمثابة باب فتح لنساء كثيرات لطالما حشرن في زاوية الحضور الشكلي، رغم ما يملكنه من طاقات.
النصر