شرعت مديرية التجارة وترقية الصادرات بولاية قسنطينة، في حملة تحسيسية واسعة لحث أصحاب المقاهي على خفض أسعار كوب القهوة بعد دعم الدولة لأسعارها، حيث...
lالرئيس تبون يشيد بالصناعة العسكرية ويدعو لرفع نسبة الإدماج lتلبية الطلب المحلي قبل التفكير في التصديرنوه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون،...
دعا ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، أول أمس الخميس، إلى وضع إطار ملزم يمنع سوء استخدام الذكاء الاصطناعي العسكري بما...
أشرفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة د. صورية مولوجي، صباح اليوم، على افتتاح المؤتمر الوطني حول المرأة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية تحت عنوان:...
ماذا بوسع العرب و المسلمين الذين يشكّلون أكثـر من ربع سكان المعمورة، فعله و القيام به كرد فعل عن قرار ترامب الذي أعلن فيه أن القدس الشريف عاصمة للدولة العبرية، غير الغضب الشعبي و التنديد الرسمي كما كان الأمر دائما مع قرارات سابقة غير عادلة؟.
السؤال يطرح على هذا النحو بالذات، لأن السيل قد بلغ الزبى كما يقول المثل العربي و أن الحيف قد بلغ مداه و الظلمة تجاوزوا الحدود.
فلم يعد بالإمكان السكوت أمام حرب مقدسة جديدة تدار ضد الإسلام و المسلمين و مقدساتهم، تم الإعلان عنها من قبل رئيس دولة متهوّر إرضاء لليمين المسيحي المتطرف و لصالح الشعب اليهودي الذي يحلم بالقدس كعاصمة أبدية منذ ثلاثة آلاف عام.
و من ثمة ليس بإمكان أي قوة على وجه الأرض أن توهم الشارع العربي و الإسلامي أنها ليست حربا صليبية - صهيونية مزدوجة، و تمنعه من استصدار الرد المناسب و الملائم عن قرار تحويل سفارة أمريكا من تل أبيب المحتلة إلى القدس المغتصبة في سابقة صادمة إذ لا توجد أي سفارة لأي دولة بهذه الأراضي المقدسة.
لأن القرار الأمريكي هذا غير محسوب العواقب، لا يفوقه خطورة على مدار الصراع العربي - الإسرائيلي، سوى وعد بلفور المشؤوم الصادر منذ مائة عام و الذي زرع سرطانا في جسد الأمة العربية بخلقه وطنا لليهود المشردين في العالم.
و قد تأكد بذلك أن الدافع الديني كان أكثـر تأثيرا من الدافع السياسي، في اختيار القدس بما تمثله بمسجدها الأقصى أولى القبلتين و ثالث الحرمين، من رمزية مقدسة لدى المسلمين الممنوعين من الحج إليها كما يحجون إلى مكة.
و للأسف أن هذا القرار الجائر أعلن عنه في ظروف تمر فيها الأمة العربية و الإسلامية بفترات عصيبة و فتن كبرى أنستها قضيتها المركزية و هي فلسطين المغتصبة، و وضعت دولا على خط السباق لتصبح حليفة تحت الطاولة للعدو الإسرائيلي ؟.
و يشكل موضوع مكافحة الإرهاب و مختلف الجماعات المسلحة التي فرّخت و باضت في المنطقة العربية كلها، المنفذ الجديد الذي تريد أن تتسلل منه إسرائيل و تدخل في تحالفات مشتركة مع دول عربية مهددة بما يسمى بالظاهرة الإرهابية، على أمل حملها على نسيان القضية الفلسطينية و بالتالي السكوت عن محاولة جعل القدس عاصمة لليهود ؟.
و من هذه المعاينة المؤلمة لمصير الأمة، أصبح من الصعب على أنظمة تصارع من أجل البقاء أن تكون في نجدة أصحاب القضية الشرفاء الذين مازالوا يقاومون شعب الله المحتال الذي اغتصب الأرض المقدسة و زرع اليأس و الاستسلام
و ها هو يحصد الجراح و الأشواك.
و الحقيقة أن أعداء الأمة نجحوا قبل اليوم في مخططاتهم الرامية لإخراج المسلمين من القدس و الاستيلاء على المسجد الأقصى، عندما ساهموا بقسط كبير في إغراق العالمين العربي و الإسلامي في مستنقع الطائفية و المذهبية الذي يبيح للحميم أن يقتل حميمه؟.
إن مخطط تهويد القدس دينيا و سياسيا و الإجهاز على المنطقة العربية جاهز من زمان حسب الأكاذيب اليهودية، وكان يحتاج إلى ظروف مثل التي نعيشها بالمنطقة العربية من ضعف و تشرذم، حتى يتم تنفيذ باقي فصوله المأساوية على يد رئيس دولة أصبح خطرا على الأمن العالمي.
و في النهاية إذا كان النظام العربي الرسمي مكبّلا و لا يستطيع التحرك أبعد من عبارات التنديد و الشجب الصادرة عن اجتماعات استثنائية، فإن الشارع العربي و الإسلامي لديه سلاح الجمعة للإعلان عن غضبه و بقائه مرابطا إلى غاية إفشال المخطط الصليبي - الصهيوني.
النصر