شارع التطوع بقالمة: عاصفة قوية تكشف مخاطر الفيضانات المتجددة

تعرضت مدينة قالمة إلى عاصفة ماطرة، صباح الاثنين، و اجتاحت السيول العديد من الشوارع و الفضاءات العامة و الطرقات الرئيسية لكنها لم تخلف خسائر تذكر.
و قد انتشرت فرق الديوان الوطني للتطهير بعدة مواقع لفتح أنظمة الصرف المغلقة و امتصاص المياه المتجمعة و المحافظة على حركة السير بالمناطق الأكثر عرضة للسيول كشارع التطوع و منطقة المحول قرب المحطة البرية الشمالية و مناطق أخرى عرفت تدفقا غزيرا للمياه. و تحول الطريق المزدوج المعروف بشارع التطوع، إلى ما يشبه المجرى المائي الطبيعي، حيث تدفقت السيول المحملة بالطين على امتداد الشارع المار وسط المدينة و كادت حركة السير أن تتعطل ببعض مقاطع الطريق المعروف بكثافة حركة السيارات و الراجلين.  
و تجمعت الفيضانات تحت الجسر المجاور للمحطة البرية و أغلقت الجانب الأيمن من الطريق باتجاه المحطة و ارتفع منسوب المياه و كاد أن يغلق أبواب المساكن الواقعة بمحاذاة المحول العابر لشارع التطوع.  و ليست هذه المرة الأولى التي تجتاح فيها الفيضانات شارع التطوع و هو أحد أهم الشوارع التجارية بمدينة قالمة، حيث ظل الطريق المزدوج القادم من مرتفعات بن جراح عرضة للسيول الطينية على مدى سنوات طويلة و لم يعد النفق الصغير الذي انجر قبل 30 عاما، قادرا على حماية المدينة من الخطر و لم يتوقف السكان عن المطالبة ببناء نفق جديد و أنظمة حماية تضع حدا لتدفق المياه فوق سطح الطريق، لكن هذا المطلب لم يتحقق حتى الآن و بقي الخطر النائم يهدد الشارع التجاري الشهير و المساكن و المنشآت التجارية التي ظهرت على جوانبه في زمن الفوضى و الاستنزاف المكثف لمساحات الأمان التي كانت على جانبيه عندما تم بناؤه منتصف الثمانينات.   و حسب المهتمين بقطاع المياه و العمران بمدينة قالمة، فإن نفق شارع التطوع يقوم فقط بنقل مياه الوادي القادم من مرتفعات بن جراح باتجاه مجرى سيبوس، أما الفيضانات القادمة من حوض المصب الكبير فإنها تتجمع فوق سطح الطريق المزدوج و تزداد قوة كلما اقتربت من سوق شارع التطوع و المحطة البرية، مشكل مجرى آخر فوق النفق المتداعي.  و ينظر السكان و المجالس البلدية المتعاقبة على مدينة قالمة، بقلق كبير لمشكل الفيضان بشارع التطوع، لكن الحلول مازالت مؤجلة و ربما لسنوات أخرى قادمة، حيث يتطلب بناء نفق جديد و نظام فعال لنقل مياه حوض المصب الكبير، جهدا ماليا و إمكانات تقنية و مادية تفوق قدرات البلدية و ربما قدرات خزينة الولاية أيضا.  و في انتظار الحلول يبقى شارع التطوع عرضة للفيضانات في الخريف و في الشتاء و ربما قد يكشف عن نواياه الحقيقية ذات يوم عندما تتعرض المدينة لعاصفة قوية تفجر النفق المتداعي و تغرق الطريق المزدوج و السوق الشعبي الشهير و البنايات التجارية الضخمة التي نمت على جانبيه في السنوات الأخيرة.  
فريد.غ