الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
نجحت ابنة قسنطينة، أميرة بليل عفاف، في صناعة مواد تجميل الطبيعية صديقة للبيئة و إطلاق علامة خاصة، تعتمد في مادتها الأولية على صمغ النحل أو ما يعرف بالبروبوليس حيث تنتج تشكيلة متنوعة من الصابون و كريمات العناية بالبشرة و معالجتها و الحفاظ على نظارتها و جمالها طبيعيا، وقد افتكت بفضل مشروعها الجائزة الثانية لأحسن مؤسسة ناشئة في مسابقة وطنية أقيمت مؤخرا بالولاية.
حلم عائلي
حسب أميرة صاحبة 25 سنة، فإن " بروبولينا"، هي نتاج لفكرة عائلية، لصناعة مستحضرات تجميل و عناية طبيعية وبمواد صديقة للبيئة، حيث يعد المشروع حلما قديما سعى كل أفراد العائلة إلى تحقيقه، وكانت الانطلاقة سنة 2018، حينما قررت عفاف الاستعانة بخبرة أبويها المتخصصين في مجال البيولوجيا، و اللذان يملكان مشروعا مماثلا يخص استغلال النباتات الطبية والعطرية لصناعة مواد العناية بالبشرة و الصحة و المكملات الغذائية، و تسويق أنواع من الصابون الطبيعي و كريمات الشعر والبشرة.
وقالت المتحدثة، إن المنتجات الطبيعية لم تكن تلقى الرواج الكبير الذي تحظى به اليوم وذلك لأن المجال كان محدودا والصناعة كانت مقتصرة على فئة قليلة، مع ذلك فقد كانت عائلتها بالعموم تميل إلى استخدام كل ما هو طبيعي و صديق للبيئة، وذلك تربت على استهلاك الأشياء المنتجة منزليا منذ نعومة أظافرها، لوعي أسرتها بمخاطر المواد الصناعية و الكيميائية وفهمها لمنافع الطبيعة كما عبرت.
وعليه، فقد اختارت الشابة، أن تسير على نهجهما، وأن تدرس البيوتيكنولوجيا الصيدلانية وبعد رحلة طويلة من التعلم والكفاح، قررت أن تخوض تجربة جديدة ومستقلة، فبدأت في صناعة مستحضرات تجميل طبيعية مستخلصة بشكل كلي من مادة البروبوليس الموجودة في خلايا النحل، وبالاعتماد أيضا على الزيوت الطبيعية و الأساسية، مضيفة، أنها آمنت بمشروعها و أصرت على إنجاحه إلى أن تحصلت على وسم مؤسسة ناشئة بعد أن أثبت فعالية البروبوليس كمضاد حيوي للبكتيريا و الفطريات و الأكسدة، ومن بين المنتجات التي تصنعها وتسوقها في الجزائر وخارجها، مرطب الشفاه و الكريمات المضادة للتجاعيد و مزيل العرق أنواع مختلفة أخرى من الصابون و الزيوت.
و قد حققت أميرة بمشروعها المميز العديد من الجوائز في المحافل الوطنية والدولية، على غرار أحسن مؤسسة جزائرية خضراء والتي نظمتها حاضنة أعمال بـفرنسا "سبرينغ"، أحسن مؤسسة جزائري في الإبداع والابتكار التي نظمتها وزارة التضامن، أحسن رائدة أعمال المنظمة من طرف مؤسسة "توتال انارجي" حيث قاموا بتمويل المؤسسة وتكوين صاحبتها في مجال تسيير مؤسسة ناشئة، كما تحصلت مؤخرا على الجائزة الثانية لأحسن مؤسسة ناشئة، خلال مسابقة عبد الحميد بن باديس التي نظمها المجلس الشعبي الوطني بقسنطينة.
و أوضحت المتحدثة، أنها تمكنت بفضل تفانيها في العمل داخل مخبرها أين تقضي جل وقتها، من أن تصنع منتجات ذات جودة و فعالية عالية، اقتحمت بفضلها السوق المحلية وحققت نجاحا باهرا، و المميز في منتجاتها كما قالت، هو أنها طبيعية بشكل كلي وبدون أية إضافات، إذ تعمل بنفسها على استخلاص مركباتها الأساسية من الزيوت و النباتات فيما يزودها والدها بمادة البروبوليس من المنحل الذي يشرف عليه، وذلك لضمان فعالية المنتج بطريقة آمنة وبدون غش.
وأضافت الشابة، أن والديها ساعدها كثيرا للتقدم أكثر في المشروع وتوسيعه، كما خضعت لدورات تكوين عن بعد لتطور من معارفها، لأنها تدرك تماما مدى خطورة المواد الكيميائية على البشرة والجسم وتأثيرها على المستخدمين، لذلك بادرت إلى صناعة مستحضرات بديلة تشبه المنتجات العالمية، لكن انطلاقا من المواد الطبيعية، مؤكدة أنها قامت بأبحاث و تجارب عديدة معتمدة على الزيوت الطبيعية ومنتجات النحل لتنتج مستحضرات متنوعة وغير ضارة.
وتضيف المتحدثة، أن إقبال الناس على منتجاتها وحبها لعملها ومواكبة كل جديد كان سببا رئيسيا في استمرارها وعائلتها في هذا العمل، خاصة وأن بعض المستخدمين يعتبرون علامتهم علاجا لهم، لأن المنتجات خالية حسبها، من أية مواد كيميائية حتى أنها تصنع المواد الحافظة بنفسها، وتسعى الشابة إلى توسيع نشاطها و تحويل ورشتها إلى مصنع كبير يضم مختلف الوحدات من الإنتاج والتغليف ومراقبة الجودة والانفتاح على التصدير لتوسيع وحداتها الإنتاجية.
وأكدت أميرة، أن الناس يقبلون كثيرا على استهلاك المواد الطبيعية، نظرا لسرعة فعاليتها حيث تعتبر أن منتجاتها لا تقل جودة عن المنتجات الأخرى، لاسيما مع التنوع في اختيار مواد نباتية فعالة مثل الزيوت، التي تأتي بنفس نتائج المواد المستخرجة من المركبات الكيميائية.
و بخصوص أكثر المستحضرات طلبا من الزبائن، ذكرت أن مستحضرات العناية بالبشرة تأتي على رأس القائمة، لأنها تعطي رونقا للبشرة وتقوم بترطيبها وحمايتها من عوامل المناخ.
وترى الشابة، أن مواقع التواصل الاجتماعي ، خصوصا "إنستغرام"، أصبحت فضاء خصبا لتبادل الوصفات والمكونات الطبيعية، وبهذه الطريقة بدأ يتطور الإقبال على مستحضرات العناية الطبيعية التي تصنعها، ويتضاعف عدد الطلبات عليها مقارنة بالسنوات الفارطة مضيفة، أن النسبة الأكبر من زبائن المؤسسة هن نساء، لذلك يكون التركيز منصبا على تصنيع مواد موجهة لهن بشكل أكبر، بالمقابل فإن الزيوت النباتية والعطرية ومنتجات خلية النحل، تبقى منتجات موجهة للجنسين على حد سواء.
ومن بين الصعوبات التي واجهتها في المجال هي قلة الاختيارات المتعلقة بعلب تغليف المنتجات التي توفرها المحلات، إذ لا يتوفر في السوق دائما ما يناسب منتجاتها ويعكس ما بداخلها، و لذلك يبقى المستورد هو الأفضل من ناحية الشكل والجودة لكن سعره مرتفع جدا.
وتؤكد محدثتنا، أن استخدام المنتجات الطبيعية أصبح مطلبا ملحا أكثر من أي وقت سبق وسط العنصر النسوي و حتى وسط بعض الرجال، ما أدى إلى ظهور منتجين رائدين في هذا المجال بالجزائر ، ولذلك تشدد على إيلاء أهمية كبيرة للجانب العلمي في التعامل مع المستخلصات النباتية، مع ضرورة احترام الزبائن للتوصيات و طريقة الاستخدام الموضحة على مختلف عبوات المواد، لأن العودة إلى الطبيعة بشكل صحيح هي الوسيلة الأمثل و الأفضل للحفاظ على صحة و جمال الشعر و البشرة.
لينة دلول