• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
على بعد أيام قليلة ، يصّر بعض ما تبقى من المتطرّفين و المتطفّلين على ما يسمّى بالقضية الأمازيغية على إحياء ذكرى المناسبة هذا العام، عنوة داخل الحرم الجامعي في محاولة مكشوفة لتكرار الحادثة الرمز في 20 أفريل عام 1980 ، عندما أراد الأديب مولود معمري إلقاء محاضرة حول الشعر الأمازيغي بعد سنوات قليلة من تدشين الجامعة التي بناها بومدين في تيزي وزو، فتطورت الشرارة إلى أحداث مريبة و مؤلمة اصطلح على تسميتها فيما بعد " الربيع الأمازيغي".
و يحاول اليوم هؤلاء من حيث يدرون أو لا يدرون و بعد ستة و ثلاثين سنة تشبيه “الربيع الأمازيغي» ب «الربيع العربي» وهذا على خلفية أجواء من التوتر و الريبة التي يريدون خلقها، متناسين أنّ عجلة التاريخ لا يمكن أن تعود إلى الوراء، و أنّ سياسة إنكار الواقع و الهروب إلى الأمام، لا تغني البتة القضية الأمازيغية التي تهم كل الجزائريين، و ليس فئة معيّنة في منطقة جغرافية محدّدة .
و إذا كان بالأمس يبدو أنّ اللجوء إلى الحرم الجامعي أمر ينطوي على بعض الوجاهة، لنقص الهياكل و الأطر القانونية للتعبير عن مشروعية مطالب القضية، فإنه اليوم و بعد أن تضاعفت و تعدّدت فضاءات التعبير السياسي من أحزاب، و الجمعوي من جمعيات و منظمات، و الإعلامي من جرائد و قنوات، أصبح الإصرار على تنظيم نشاطات سياسية ذات خلفية غامضة، ينمّ عن إرادة سيئة لإقحام الجامعة في أجندات حزبية ضيقة قد تعصف بوظيفتها الأساسية، و هي أن تبقى مرجعا لنشر العلم و المعرفة و احترام الآداب العامة من طرف جميع التيارات خاصة المتطرفة منها.إنّ التحضيرات الموازية لإحياء «الربيع» الذي أصبحنا نتحسّس ريحه و نخاف منه، في ظل المخاطر الأمنية المحدقة ببلادنا و التحرشات الخارجية المفضوحة لخصوم الجزائر التقليديين، تجعل من أي خطوة غير محسوبة العواقب، تصب في مستنقع آسن يريد أن يصطاد فيه الصهيوني الماكر، برنار هنري ليفي، الذي نسي فضائل الفلسفة و اشتغل بخبائث السياسة و هو يتحدث مؤخرا إلى المدعو فرحات مهني عن الدعم اليهودي لـ "الماك" و لـ "الشعب القبائلي"، على أمل إحداث "ربيع قبائلي" بعدما خاب هو و صديقه المخبول "ساركو" في إحداث "ربيع عربي" بالجزائر. و يبدو أن المتحمسين أكثـر هذا العام على وجه الخصوص، من أصحاب الذاكرة القصيرة الذين تناسوا الثمن الباهظ الذي دفعته الجزائر و شعبها على مدار سنوات الثمانينات و التسعينات و حتى بداية الألفية، جراء الإستغلال الحزبي الأرعن لمقدسات و ثوابت الأمة من دين و لغة و إرث تاريخي، فأصبح الجزائري يقتل باسم الدّين و يعمل على تقسيم البلاد باسم الأمازيغية و يناضل للبقاء في السلطة أو من أجل الوصول إليها باسم الشرعية الثورية.
و لا ينكر اليوم إلا جاحد أو أعمى، المكاسب الكبرى التي حققتها القضية الأمازيغية في العشر سنوات الأخيرة و تحت حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي ارتقى بالأمازيغية إلى مصف اللغة الوطنية الرسمية في التعديل الدستوي الأخير ، فتبوأت مكانتها الطبيعية إلى جانب الإسلام والعروبة من حيث هي رافد من روافد التراث الذي يتقاسمه الشعب الجزائري.
إن تكفل السلطات العمومية بقضية الأمازيغية عمليا، بما فيه الإحتفالات الرسمية بالذكرى على المستوى الوطني في هذا الظرف بالذات، من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين أواصر المجتمع الجزائري و غلق الأبواب في وجه كائنات شرّيرة، من صفاتها المكر و الخداع، كشّرت عن أنيابها في محاولة مكشوفة للنيل من الجسم الجزائري.
النصر