• إيجاد الحلول للانشغالات المطروحة بالسرعة المطلوبة والاحترافية الضرورية • الشروع بالسرعة القصوى في التنفيذ الميداني • على الحكومة صب كل المجهودات لتحقيق راحة...
شرع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ابتداء من يوم أمس الأحد، في زيارة رسمية إلى...
أطلقت لجنة تنظيم عمليات البورصة (كوسوب)، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بالجزائر العاصمة، بوابة إلكترونية ونافذة موحدة للسوق...
أطلقت وزارة الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية، أمس، بمعية قطاعات وزارية أخرى حملة وطنية لتحسيس المواطنين بالأثر الايجابي والدور الهام...
خرج الأمدياس من سباته الطويل ليدافع عن رجل الأعمال الذي سجلت السلطات العمومية اعتراضها على محاولة استحواذه على صحيفة، باللجوء إلى العدالة في موقف نادر يمكن اعتباره من طرائف اليسار في الجزائر، يضاف إلى طرائف السيدة التروتسكية التي تناهض أصحاب المال وتناضل من أجل إبعادهم عن السياسية، لكنها لا تفعل ذلك مع رجل المال الأول في البلاد.
قد يهون الأمر مع صحافيين يساريين غيرتهم الملايير ودفعتهم إلى تحويل الاتجاه، لكنه يبدو غريبا حين يتعلق بسياسيين ينتمون لأقصى اليسار يبيعون، فجأة، جميع أسهم إرثهم النضالي لرجل أعمال، ويعمدون بعد ذلك إلى إثارة الضجيج وتقديم أنفسهم كحماة للحريات، في مغالطة لرأي عام لم يعد يؤمن باليسار ولا ببقية الجهات، وإسهام في خطاب شعبوي هدفه التجنيد والتجييش في قضية مطروحة على العدالة، وحتى وإن أثارت هذه القضية النقاش فكان يفترض أن يهم بالدرجة الأولى المهنيين وليس الأحزاب العاطلة وليس تجار سوق مغطى في معسكر وليس فئة الصم البكم في عنابة، مع الاحترام الذي تستحقه فئة الصم البكم وفئة التجار التي تنشط في إطار شرعي وتدفع الضرائب.
كان حريا بمناضلين يساريين أن يرافعوا لصالح الصحافيين ويستبقوا الحكومة في الاعتراض على استهداف رجال الأعمال لحقل الصحافة الهش في الجزائر، كان حريا بهم أن يطالبوا ببيع الصحف المطروحة للبيع لصحفييها لا أن يدافعوا عن بيع الصحفيين أنفسهم إلى رب مال. لكننا لم نسمع سيدة اليسار الأولى، مثلا، تندّد بامتداد أيدي أصحاب المال إلى الصحافة، ولا بالتصريحات الخطيرة للمشتري وهو يستنفر سكان منطقة بعينها لنصرته، ويبدو أن السيدة استهواها التموقع على الصفحات الأولى للمشترين والباعة، ونسيت خطابها الأثير عن الوحدة الوطنية المهددة.
ولسنا في حاجة، هنا، إلى التذكير بحروب البقاء التي خاضها مثقفون وسياسيون وإعلاميون يساريون في أوروبا ضد محاولات الصناعيين السيطرة على وسائل الإعلام سواء بالإشهار أو بالدخول في رأسمالها، لأن رأسمال الخاص لن يكون رحيما بحرية التعبير، وهدفه في النهاية هو تعزيز هيمنته وخدمة مصالحه بل وحتى ممارسة الضغط و توسيع دائرة النفوذ.
والأمر الذي يثير التساؤلات حقا، هو اصطفاف مختلف الأطياف خلف رجل الأعمال وتبنيهم لخطاب واحد عن حرية التعبير التي اكتشفوا أنها ستكون مهددة إذا أبطلت العدالة صفقة بيع صحيفة. و قد لا يُستغرب موقف سعيد سعدي وهو يهين الصحافة المعربة في الجزائر ويستثني الجريدة التي اشتراها عرّابه، ثم وهو يطلق تصريحات عنصرية كريهة يمجد فيها رجل الأعمال الذي لا يخفي إثنيته ويقلل من شأن شخصيات منطقة القبائل التي لا تتبنى الخطاب العرقي و الجهوي، قد لا يستغرب موقف أحزاب وشخصيات سياسية لم تعد موجودة سوى على صفحات الجرائد، لكن ما يدفع للاستغراب هو اندفاع بعض من أهل المهنة في نفس الاتجاه ونهوض بعض التشكيلات كالأمدياس من رميمها، وضعية تؤكد احتمالين إما أن كل شيء صار قابلا للبيع في الجزائر ( و تشمل عبارة كل شيء البشر والأثر) وإما أن خلف القصة بأسرها “ربّ” آخر من صفاته أنه يجعل المختلفين يعلنون نفس الموقف!
النصر