تسقي محاصيلها بمياه الصهاريج وتنتظر منحها الامتياز لتوسيع نشاطها

قدور خميسة..المرأة التي حوّلت أراض بـور إلى جنات غنّـاء
الحاجة قدور خميسة من مواليد 24 سبتمبر من سنة 1954 بدوار الحاسي ،ببريش بدائرة عين البيضاء، بأم البواقي، اقتحمت مجال الفلاحة الذي كان حكرا لسنوات على شقيقها الرجل ،متحدية بذلك جملة من المشاكل والعراقيل التي اصطدمت بها خاصة بعد وفاة زوجها، أين أخذت على عاتقها تربية أبنائها من جهة، و خدمة أزيد من 12 هكتارا من أرضها من جهة ثانية، فأنشأت جيلا شابا اختلطت دماؤه بحليب هو ثمرة أرض كانت جرداء قاحلة لسنوات...فحولتها الجدة والوالدة إلى جنات غناء بالرغم من عدم توفر الماء بالمنطقة. تشير الأرقام الرسمية التي كشف لنا عنها رئيس الغرفة الفلاحية بولاية أم البواقي ، خليفة لخذاري، إلى أن عدد الفلاحين المقيدين في السجل الفلاحي والمعترف بهم بالولاية ،يقدر بنحو 21911 فلاح، من بينهم 366 فلاّحة استطعن أن تقتحمن المجال الفلاحي ،و وزعن نشاطهن على تربية المواشي بـ74 فلاّحة ،وتربية الأبقار بـ10 فلاّحات، وتربية الدواجن بـ11 فلاّحة وإنتاج الحبوب بـ253 فلاّحة وتربية النحل بفلاّحتين و إنتاج الخضر بـ15 فلاّحة ، ونشاط المفرخات بفلاّحة واحدة. ويكشف المتحدث ذاته إلى أن الغرفة الفلاحية ترافق دائما الفلاّحات المعترف بهن، وتسعى لتمهينهن إلى جانب الفلاحين، ببرمجة أيام إرشادية وتحسيسية، ومرافقة المستفيدات منهن بمشاريع في إطار دعم وكالتي “كناك” و”أونساج”. من بين الفلاحات المكافحات النشطات، اللائي التقت النصر بهن ،الحاجة قدور خميسة ،الحاملة لبطاقة فلاح رقم 314394، حيث زرناها بمسكنها بدوار الحاسي ببئر رقعة ببريش ، بمساعدة رئيس قسم تنظيم الإنتاج بالغرفة الفلاحية السيد العمراوي العمري، فكشفت لنا بأنها تستغل قطعة أرض مساحتها 12 هكتار و60 آر في زراعة القمح الصلب والشعير، و يمتد نشاطها إلى تربية الأغنام و الدواجن على مستوى ثلاثة  مستودعات تصل طاقتها إلى 10 آلاف طير.  محدثتنا بينت بأن لها تجربة 30 سنة، في ميدان الفلاحة وبدأت عملها منذ أن كان سن ابنها الأكبر 15 سنة، وهو اليوم يبلغ من العمر 37 عاما ، فرحيل زوجها إلى الرفيق الأعلى ،قبل 22 سنة، خلف لها تركة ثقيلة بين تربية أبنائها الستة منهم 3 ذكور، رابعهم توفي قبل 24 سنة، داخل مستودع لتربية الدجاج و3 إناث، و بين خدمة أرضها. الحاجة خميسة قررت حينها رفع التحدي ومواجهة كل التحديات والصعاب التي صادفتها في طريقها، فحولت الأرض التي كانت بورا في غياب المياه الكافية لسقيها، إلى أرض تنتج القمح والشعير وكل أنواع الخضر، غير أنها وفي السنوات الأخيرة، تراجعت عن زراعة الخضر ، بفعل تراجع منسوب البئر الوحيدة المتواجدة بأرضها. وتضيف هذه الفلاّحة التي نالت في عدة مناسبات لقب “أحسن فلاّحة بأم البواقي”، بأنها خصصت مساحة من أرضها لغرس 200 شجرة زيتون، منحت لها من قبل مديرية الفلاحة ،في إطار برنامج تجديد الاقتصاد الفلاحي، وهي الأشجار التي غرستها قبل 3 سنوات وهي اليوم آخذة في النمو.
الحاجة خميسة التي استأجرت قرابة 60 هكتارا من أراض فلاحية مجاورة، وحوّلتها هي الأخرى إلى جنات غنّاء، توجهت برسالة للسلطات المحلية من أجل تقديم يد المساعدة لها للتنقيب على بئر ارتوازي جديد بأراضيها، للعمل على سقي محاصيل ودواجنها، موضحة بأنها  تستقدم صهاريج الخواص بسعر ألف دينار للصهريج الواحد، وندرة المياه جعلها تغلق مستودعين لتربية الدواجن، وتكتفي بواحد فقط. ويتم ربطه بالماء عن طريق قنوات تمتد لأزيد من 600 متر، وتكلف سنويا نحو 10 ملايين سنتيم ،نظير استغلال محرك بالطاقة الكهربائية. و تحدثت الحاجة التي ورث أبناؤها اليوم حرفتها ،عن تماطل مصالح ديوان الأراضي الفلاحية في منحها عقد الامتياز، فالبرغم من تعاقب كل مديري الديوان على هذا الأخير، إلا أن ملفها لا يزال عالقا، ما جعلها تراسل في كل مرة وزارة الفلاحة للعمل على تسوية وضعيتها. في ختام حديثها أصرت محدثتنا على التوجه بتشكراتها إلى والي الولاية السابق عبد الغني زعلان، الذي ربط سكنها وكل السكنات المحاذية لها المقدر عددها بـ40 سكنا، بشبكة الغاز الطبيعي وشق طريقا فك به العزلة عن فلاحي المنطقة، و تناشد الوالي الحالي بالعمل على منحها عقد الامتياز على الأرض التي تستغلها لتوسيع نشاطها.    
أحمد ذيب